أمير الرياض يرعى افتتاح المبنى النموذجي للمعهد العلمي بمحافظة الدرعية

​ 

أشاد صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالمعاهد العلمية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وما تحمله من ازدهار فكري علمي يؤصل دعوة هذه البلاد العظيمة الإنسانية العالمية -المملكة العربية السعودية-، وقال سموه: بأن افتتاح المعاهد ليست مجرد بنيان بل افتتاح للعقول النيرة.

جاء ذلك خلال رعاية سموه حفل افتتاح المبنى النموذجي للمعهد العلمي بمحافظة الدرعية، ظهر يوم الثلاثاء 1436/2/10هـ، وبحضور محافظ محافظة الدرعية صاحب السمو الأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن وعدد من مسؤولي المحافظة والجامعة.

وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم بين معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل أن هذا الافتتاح له معان عميقة ودلالات قوية تربط الحاضر بالماضي وتورث لنا أصالة ومعاصرة لا نجد لها نظيراً في العالم، وأضاف: هذه المناسبة يرعاها ويسددها ولاة أمرنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وولي ولي العهد النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز -حفظهم الله- والذين لم يتركوا وسيلة ولا طريقة ألا بحثوا عنها ويسروها وسخروها من أجل رفعة ورقي أبناء هذا الوطن الغالي -المملكة العربية السعودية-، وقد فتحوا قلوبهم قبل أبوابهم لكل عمل صادق مخلص يخدم ديننا ووطننا ويحقق تطلعات ولاة أمرنا، يفعل ذلك ويجعله واقعاً حياً ملموساً في هذه اللحظات السعيدة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بافتتاح المعهد العلمي في محافظة الدرعية.

وأوضح معالي الدكتور أبا الخيل أن هذا المعهد له أهداف ورؤية ورسالة عظيمة هي لا تخرج عن رسالة ومنهج المملكة العربية السعودية وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وقال: إنه لمن الفخر والاعتزاز ومما يرفع الرأس أن يكون أول تدشين وافتتاح للمعاهد العلمية النموذجية هو ابتداءً من المعهد العلمي في محافظة الدرعية، والذي سيكون انطلاقة فاعلة وعملاً مخلصاً صادقاً يجعلنا نتتبع كل ما من شأنه تحقيق هذه المعاهد لرسالتها وقيامها بواجبها تجاه الوطن وما يتأمله ولاة الأمر منها.

وأشار معالي مدير الجامعة إلى أن هذا التدشين سيتبعه افتتاح معاهد علمية أخرى في مناطق ومدن ومحافظات المملكة العربية السعودية وفق نموذج تعليمي أكاديمي مهني تربوي يجمع كل أقطاب ما يجب أن يتميز به التعليم في بلادنا الغالية، وفي ختام كلمته شكر الله العلي القدير على نعمه أعظمها إخلاص العبادة لله عز وجل وعقيدة التوحيد الخالصة من الشوائب والتي تقوم عليها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمعاهدها العلمية ووحداتها  ومراكزها ومعاهدها في الخارج، ثم الشكر لولاة أمرنا -حفظهم الله-، وشكر خاص لأمير منطقة الرياض على رعايته لهذا الحفل وعلى جهوده المخلصة تحقيقاً لما يتطلع إليه ولاة الأمر، وشكر محافظ محافظة الدرعية على تشريفه.

من جهة أخرى، ثمن وكيل جامعة الإمام لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن ما تلقاه الجامعة ومعاهدها العلمية على وجه الخصوص من دعم متواصل ومن التوجيهات السديدة، والمؤازرة من ولاة الأمر، كما ثمن الجهود المباركة والدعم المتواصل من سمو أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، الذي لا يألو جهداً في دعم الجامعة ومعاهدها.

وتوجه الدكتور الميمن بالشكر لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل وقال: إن معالي مدير الجامعة يعد قدوةً لمنسوبي الجامعة في العمل المخلص، ومعاليه من حقق في الجامعة طموحات ولاة أمرنا، وأنالها الحظوة والمكانة اللائقة بها فلا نملك إلا أنا نكافئه بالدعاء أن يسدده الله ويجزيه عنا خير الجزاء، ويمتد الشكر لزملائي أصحاب الفضيلة والسعادة وكلاء الجامعة وعمداء الكليات والإدارات العامة للشؤون الهندسية والفنية، وإدارة الإعلام الجامعي، ومطابع الجامعة، ومنسوبي الوكالة، والمعهد العلمي في الدرعية.

وأكد وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية أن رعاية أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز لحفل افتتاح المبنى الجديد للمعهد العلمي في الدرعية يوم مشهود من أيام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يرتبط فيه الحاضر المجيد، والواقع السعيد، بالماضي التليد، والتأريخ العريق، تشهد فيه جامعة علوم السيادة والريادة، جامعة الإبداع والتميز ممثلة في وكالتها لشؤون المعاهد العلمية مباركة الأمير الشهم، والقيادي الطموح، سليل المجد، ووارث السعد، أميرنا المحبوب لمشروع عملاق، ومعلم من معالم الجامعة في هذه المحافظة الغالية على نفوسنا جميعاً، ومنارة حضارة وعز، ومعهد من أهم المعاهد التي تحتضنها الجامعة إنه المعهد العلمي في محافظة الدرعية، حيث التاريخ، وعبق الماضي، وحديث الذكريات، فقد شهدت هذه المحافظة انطلاقة الدولة السنية السنية دولة آل سعود في دورها الأول على يد المؤسس الإمام محمد بن سعود، الذي تشرف الجامعة بحمل اسمه لتقاوم هذه الدولة كل التحديات، ويقيض الله القائد البطل، والإمام المجاهد، والملك العادل الصالح، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - طيب الله ثراه - فيعيد البناء، ويوحد هذا الكيان الشامخ العظيم المملكة العربية السعودية، على ثوابت هي ضمانات من الله بالعز والنصر والتمكين والاستخلاف، ويكون من أبرز معالم التأسيس والتوحيد، وسجل المنجزات للمؤسس رعاية العلم ومؤسساته، وتفخر الجامعة بأن تكون نواتها أول معهد علمي وجه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - غفر الله له بتأسيسه وإقامته ليكون أحد ثمرات جهوده - رحمه الله - عام 1370هـ عندما أسند الإشراف عليه لسماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية آنذاك الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله- وتستمر المعاهد العلمية في قوتها، وامتدادها في أنحاء المملكة، ليولد من رحمها أول كلية ألا وهي كلية الشريعة، عام 1373هـ وتستكمل هذه المنظومة العلمية بمرسوم ملكي يقضي بالموافقة على نظام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، واعتبارها مؤسسة تعليمية وثقافية عالية تشمل المعاهد العليا والكليات والمعاهد العلمية عام 1394هـ، وتشهد الجامعة في هذا العهد الميمون والعصر الاستثنائي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله - كل عوامل الدعم والمساندة والرعاية، لتكون في مصاف الجامعات محلياً وعالمياً، وتحقق الريادة والجودة والنوعية في كافة وحداتها ومعاهدها في الداخل والخارج، وتكون مسيرة هذه المعاهد العلمية مسيرة تحقق الحفاظ على الأصول والثوابت، وتتميز بالجودة والتطور النوعي والتقني في أدائها لرسالتها.

وأضاف الميمن في كلمته: إن هذا التدشين إيذان بمرحلة نوعية للمعاهد العلمية نقطة بدايتها الأمر السامي الكريم عام 1428هـ الذي نص على استمرار المعاهد العلمية تحت مظلة الجامعة، فزادها ذلك قوة إلى قوتها، وأصالة إلى أصالتها وتميزاً نوعياً في مخرجاتها، واحتلت أولوية قصوى في اهتمامات مسؤولي الجامعة ومشاريعها وبرامجها، ترى الجامعة فيها عمق التأريخ، وخدمة الثوابت، وشمولية البرامج، ومرتكزات التربية والتعليم، ونوعية المخرج.

واستعرض الدكتور الميمن إنجازات المعاهد العلمية، والتي من آخر شواهدها معهد الدرعية، وقال: هذا المعهد في هذه المحافظة العريقة أنموذج على رعاية وعناية ولاة أمرنا - أيدهم الله - ومن سمو أمير منطقة الرياض، ومن سمو محافظ الدرعية الذي يرى فيه حلماً تحقق، وكان ولا يزال يتابع أعماله خطوة بخطوة، ويشهد مناسباته، وله في هذا المقر النموذجي اليد الطولى منذ أن كان فكرة حتى أصبح واقعاً ولله الحمد، والأرقام تشهد، ولغة الإحصاءات تحكي هذه العناية بالمعاهد، فالمعلمون يتم اختيار الأمثل والأكفأ، وتحرص الجامعة على تأهيلهم وتدريبهم فكانت المقاعد التدريبية التي خصصت لهم على سبيل المثال من عام 1430هـ خمسة آلاف مقعد تدريبي تستهدف فيهم جوانب مهمة تنعكس على أدائهم، ومن يحملون درجة الماجستير منهم ستمائة وخمسون، وحملة الدكتوراه نحو السبعين، من إجمالي المعلمين الذين جاوزوا الألفين، وأما الطلاب وهم مرتكز العملية التربوية والتعليمية فقد ناهزوا العشرين ألفاً، وأولتهم الجامعة العناية والرعاية، ليعيشوا في بيئة مثالية تجمع بين التربية والتعليم ، مستخدمين أحدث البرامج والوسائل والأساليب والتقنيات، والمختبرات وجميع الإجراءات التربوية والتعليمية، لإكسابهم المعارف والمهارات والعلوم، وتحصينهم من الانحرافات الفكرية والسلوكية بما يعود عليهم وعلى وطنهم بالخير، وما هذا المعهد الذي يشرف برعاية سموكم لحفل افتتاحه إلا شاهد على المثالية التي أشرت إليها، يوازي هذا مناشط وفعاليات ترسم برؤية إستراتيجية تعتمد الاهتمام بالطالب وبيئته لتتمم مسيرة التعليم في منظومة من البرامج والفعاليات تؤسس لنقاء فكري، وسلامة منهجية، ومحاربة لكل فكر ضال أو مبدأ دخيل، وتستكمل هذه البرامج بفعاليات لا يقتصر نفعها على أبناء المعاهد بل يعم خيرها ونفعها المؤسسات التعليمية في المحافظات.

مضيفاً أن معهد الدرعية بداية لمشاريع عملاقة قادمة في منطقة الرياض، ففي محافظة الخرج، وحوطة بني تميم، والمجمعة، والزلفي معاهد على هذا الطراز، اكتملت وتنتظر مباركة سمو أمير الرياض لتنظم إلى مواكب المعاهد النموذجية.

وفي ختام الحفل تسلم أمير الرياض هدية تذكارية من معالي مدير الجامعة، كما سلم سموه المتفوقين على مستوى المعاهد العلمية في المملكة الشهادات التقديرية.

يذكر أن المبنى الجديد للمعهد تبلغ مساحته (18.500م2) ويشمل المشروع: القسم الإداري، والقسم المتوسط، والقسم الثانوي، والعناصر المشتركة بين القسمين وتشمل المكتبة ومعامل الحاسب والإنتاج واللغات ومعامل الفيزياء والكيمياء والأحياء، كما تضم منطقة العناصر المقصف الطلابي وصالة متعددة الأغراض وصالة مدرجة والملاعب الرياضية وسكن الحارس وغرف الكهرباء.

وصمم المعهد ليستوعب (1500) طالب ويضم (54) فصلاً دراسياً إضافة لعدد من المكاتب الإدارية وغرف المدرسين، وقد روعي في التصميم فصل المرحلتين وإيجاد بهو واسع لكل مرحلة كما روعي في واجهات المبنى أن تتميز بالطابع المحلي باستخدام تكسيات الحجر الطبيعي، وقد استغرقت مدة تنفيذ المشروع ثلاثين شهراً

     

الخميس 30/04/1436 هـ 19/02/2015 م
التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: