تقرير عن ندوة التضليل الإعلامي في الحملات الموجهة ضد المملكة ودور المؤسسات التعليمية والإعلامية في مواجهتها

تقرير عن ندوة "التضليل الإعلامي في الحملات الموجهة ضد المملكة ودور المؤسسات التعليمية والإعلامية في مواجهتها"

إعداد: ابتهال ناصر الداوود

وحدة التوعية الفكرية

 

 

عقدت ظهر اليوم الاثنين الموافق 20/2/1440هــ ندوة علمية بعنوان "التضليل الإعلامي في الحملات الموجهة ضد المملكة ودور المؤسسات التعليمية والإعلامية في مواجهتها" في جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية, برعاية ومشاركة معالي مدير الجامــعة وعضو هيئة كبار العلماء، الشيخ الأستاذ الدكتور سليـــمان بن عبدالله أبا الخيـــل، و حضور سعادة وكيلة الجـامعة لشــؤون الطـالبــــات الدكتورة حنــان بنت عبدالرحمن العريني، و عميدة مدينة الملك عبدالله للطالبات الدكتورة ساره بنت عبدالعزيز الفيصل، حيث نظمتها كلية الاعلام والاتصال ممثلة بعميد الكلية الاستاذ الدكتور سعد بن سعود آل سعود، في قاعة الشيخ محمد بن ابراهيم آل الشيخ بمبنى المؤتمرات للرجال، والقاعة الكبرى بمبنى (321) بمدينة الملك عبدالله للطالبات.  

 

وقد افتتحت الندوة أعمالها بآيات من الذكر الحكيم، أعقبتها كلمة الإفتتاح لعميد كلية الاعلام والاتصال الاستاذ الدكتور سعد بن سعود آل سعود رحب فيها بالمشاركين في الندوه، و بكافة الحضور مؤكداً أهمية الندوة التي تهدف إلى إلقاء الضوء على ما تواجهه المملكة من حملات اعلامية شرسة، تلا ذلك عرض مرئي بعنوان "وطني شمس لا تغيب".

 

وأوضح الأستاذ الدكتور فهد العسكر عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام والاتصال في محور أهداف الحملات الاعلامية الموجهة ضد المملكة و مرتكزاتها مجموعة من الحقائق التي تؤسس لمداخلته، مستعرضاً نماذج من الحملات الاعلامية المضللة التي مرت بها المملكة العربية السعودية، مستشهداً بحادثة مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وكيف تعاطى الاعلام مع هذه القضية، مؤكداً عدم وجود إعلام محايد حولها، كما تناول الحملات التي شهدتها السعودية قبل توحيدها وحتى حروب الجيل الرابع، لافتاً إلى ان الغرض منها التضليل الاعلامي لتحقيق مكاسب، و مصالح سياسية، و اقتصادية، كما ذكر أيضاً مرتكزات التغيير، مختتماً مداخلته بعدة وسائل للخروج من هذه الحملات والتصدي لها وأهمها الثقة في الله والالتفاف حول القيادة والوعي بأهداف هذه الحملات.

 

وتحدث الدكتور ابراهيم بن محمود النحاس عضو مجلس الشورى ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الملك سعود سابقاً، عن محور اسرار تناغم الخطاب الاعلامي الموجهه ضد المملكة بين عدد من القوى الاقليمية والدولية.

حيث ذكر العديد من الأسباب التي تجعل المملكة العربية السعودية هدف للدول الأخرى، منها ان المملكة تعتبر ركن اساسي في العالم الاسلامي كما انها الركن الذي آوى اليه الجميع في عز وأهم الازمات التي واجهت الدول، كما أشار الى وقفة الملك سلمان في التصدي لإيران والتدخل في اليمن وإحباط مخططاتها ضد المملكة، ايضا اسباب استراتيجية تكتيكية منهم بهدف إضعاف المملكة ليسهل العبث بأمنها، كذلك اهداف بعيدة المدى وهي رغبة بعضهم للاستحواذ على الاماكن المقدسة، وتطرق ايضا للأغراض المذهبية كدولة رافعه لراية التوحيد ( لا اله إلا الله محمد رسول الله ) ، ومطبقة للشريعة الاسلامية في كل شؤونها، كما يرى بأن بعض الدول ترى بأن المملكة تعيش عزها الاقتصادي والعسكري وهذا ما يجعلها مستهدفه بشكل كبير.

اختتم الدكتور حديثه بالتحذير اشد الحذر للحضور والطلاب والمواطنين عامة من اسماء المرتزقة المحتضنين من دول أخرى الذين ظهروا في هذا الوقت بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي، وهم اعداء للمملكة العربية السعودية هدفهم التضليل الاعلامي لتحقيق الاهداف التي ذكرها.

 

شارك في الندوة بالمحور الثالث الكاتب والمحلل السياسي سليمان بن عبدالعزيز العقيلي والذي تحدث عن محور كيفية تعاطي الإعلام المحلي والعربي مع الحملات الإعلامية ضد المملكة والذي تناول فيه عن دور الإعلام في إدارة الأزمة والتي تعني السيطرة وعدم خروجها عن الحيز وعدم تفاقمها, ثم تطرق إلى الإعلام المحلي والذي لم يؤدي الدور المنوط به وقصد به الإعلام السعودي و تحدث عن الإعلام العربي و أسباب الأزمة من الإعلام المقروء مثل الصحف والإعلام المسموع مثل الإذاعة والتلفزيون والتي مازالت تواجه تحديات ومصاعب, بعدها اشار إلى استراتيجية الإعلام الخارجي للتخاطب والحوار بحيث يصل الصوت السعودي إلى أصقاع العالم، وختم حديثه بسلبيات الإعلام الدولي المعادي وأظهر موقف المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالإعلام الخارجي بما لديها من أدوات وأهداف وأنها تحتاج إلى استراتيجية للإعلام الداخلي والخارجي.

 

و تناول رئيس تحرير صحيفة الجزيرة ورئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين ورئيس اتحاد الصحافة الخليجية الاستاذ خالد بن حمد المالك المحور الرابع عن أطر مهنية مقترحة للتعاطي مع الحملات الاعلامية المعادية للمملكة، حيث أشاد أ.المالك بفكرة الندوة لما رأى من الهجمات ضد المملكة في هذه الفترة، و نوه عن مكانة المملكة لها من الثقل والوزن مما جعلهم يقفون هذا الموقف المتضامن ضد سياستها وتوجهاتها، كما ذكر ان بعض الهجمات اظهرت من هي الدول الصديقة ومن الدول التي تريد الاطاحة بالمملكة, ونوه ان على مر الزمن وقعت جرائم مماثلة إلا انها لم تقابل بمثل هذه الهجمة، وذكر ان الحملة ليست إعلامية فقط وإنما سياسية والهدف من هذه الحملة هو المملكة قيادة وشعباً وأرضاً لمعرفتهم بثقلها على المستوى العربي والإسلامي، وأشار على كيفية مقاومة هذه الحملات الشرسة، وذكر أنه لابد التصدي ووضع الاعلام المحلي على سكه جديدة ايضاً يتطلب الى فتح الفرص الى الاعلام الاجنبي للإطلاع على المملكة، ويلتقي بالمسؤليين والمواطنين ليعود بانطباع يدافع فيه عن المملكة لتتغير نظرة الوسائل الاعلامية التي تهاجم في الخارج، والاستفادة من المراكز البحثية والدفع بالكفاءات الاكاديمية للوصول الى العالم، والدعم للمؤسسات المحلية لتعود كما كانت في الماضي وأفضل، والقنوات التلفزيونية بإنتاج برامج تفيد المملكة والدفاع عنها واختيار المؤهلين لتغني وسائل الإعلام.

 

ومسك ختام هذه المحاور المحور الخامس تحدث فيه معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل حول دور مؤسسات الإعلام والمؤسسات التعليمية في الحماية من الحملات الإعلامية المضللة، ذكر فيه بأن المملكة العربية السعودية محفوظة بحفظ الله تعالى لا تؤثر عليها العوادي ولا تنخر في جسدها المؤثرات مهما كانت، وقام من يريد السوء بنا بأي أسلوب أو طريق أو منهج والحقائق والشواهد والبراهين تدل على ذلك، منذ تأسيس هذه الدولة السنية السلفية إلى يومنا هذا في هذا العهد الزاخر الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز صاحب المواقف الكبيرة والأيادي البيضاء والوفاء والعطاء يمتلك عاطفة جياشة وبصيرة نافذة وحكمة فائقة الأمر الذي معه رأينا أن هذه البلاد يرتبط حاضرها المجيد بتاريخها التليد فيدفعنا إلى مستقبل زاهر واعد مشرق مطمئن مستقر آمن قوي بوحدته الوطنية والشرعية، وما تزيده الحوادث والقضايا والفتن إلا صلابة وصلادة، تجعل الأعداء يرجعون على أعقابهم خاسئين خاسرين، يشد من أزره ويقف معه وقفات قوية حازمة مخلصة صادقة سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وبذلك فإننا نعتز ونفاخر ونرفع رؤوسنا في كافة المحافل الداخلية والإقليمية والعربية والإسلامية والدولية، وتعانق رؤوسنا هام السحاب في كل الأحوال والتحولات، مهما أرجف المرجفون وأرعد المرعدون وتحزب المتحزبون وأزبد المزبدون وصالت الجماعات والتنظيمات المتطرفة الإرهابية ودعمت ظاهراً وباطناً.

 

وأكمل معاليه خارجاً عن النمطية بطرح بعض الأسئلة بالمحور ذاته على الحضور من طلاب وطالبات الجامعة والتحاور فيها معهم مسهباً ومستشهداً بآيات وأحاديث نبوية، وتضمن أربعة أسئلة هي:

س: كيف يكون دور المؤسسات الإعلامية والتعليمية في المحافظة على الوطن؟

س: ما موقفنا في مؤسسات التعليم والإعلام مما يشاع ويذاع من الأقوال والأراجيف؟

س: هناك جماعة مؤذية غالية متطرفة هي منبت ومنبع لكل نابتة سوء من الأحزاب والتنظيمات التي آذت وأفسدت في الأمة الإسلامية، و أوجعتها قروناً وأعاقتها عن التقدم والتطور، فما هذه الجماعة؟ وما واجب مؤسسات الإعلام والتعليم في بيان خطرها؟

س: ما هو واجبنا عبر هذه المؤسسات فيما يتعلق بالالتفاف حول قيادتنا؟

وختم بالتحذير من الانسياق خلف الأعداء وأكاذيبهم وأباطيلهم، مؤكداً حفظ الله ونصره لمن ينصره، ممكناً من يمكن دينه، مثبت من يثبت على الحق، مهما قال المرجفون ومرضى القلوب والمنافقون بكل زمان ومكان وجدوا، ولله الحمد هذه البلاد تقيم دين الله وحدوده تحت راية ورعاية هذه الدولة التي تبني ولا تهدم، تعطي ولا تحرم، تفي ولا تغدر، وتعيد الحقوق إلى أهلها ولا تخاف إلا الله ولا تخشى غيره.

 

كما شاركت وكيلة الجامعة الدكتورة حنان العريني بكلمة في خلال الندوة حيث قالت أن جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية سعت منذ اول عهدها لترسيخ الانتماء للوطن الغالي وتعزيز معاني المواطنة الصالحة وترسيخها ولم تزل حتى الان تحرص على مواكبة الأحداث الوطنية بعقد هذه الندوات برئاسة معالي مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء أ. د سليمان بن عبدالله أبا الخيل من خلال إجراء المناقشات العلمية وعرض الدراسات.

ولا يخفى على علم أحد حجم توسع الإعلام إذ لا حواجز تعيق التدفق الإعلامي ومدى تأثير ذلك على تشكيل فكر المواطن ووعيه بقضايا وطنه ومع كثرة التيارات الموجهه ضد المملكة وضد ابنائها فإننا مسئولون بدورنا عن حماية فكر المواطنين من التضليل ابتداءً بالمؤسسات التعليمية ممثله بكلياتها وأقسامها وما تتضمنه مناهجها وانتهاءً بالمؤسسات المهنية الإعلامية, لذا فعلينا جميعا التصدي للدعاوي المغرضة و المزاعم الخبيثة و الأفكار الضالة التي تسعي لغرس الوقيعة بين أبناء الوطن بحجج واهية كحرية الرأي والمطالبة بإعطاء مساحات للتعبير ،و مما لا شك فيه أن أصحاب هذه الافكار يتربصون بأمن وطننا واستقراره ويقلقهم تلاحم أفراد شعبه وتمسكهم بعقيدتهم المعتدلة ويقض مضجعهم كونه قبلة الإسلام والمسلمين ويؤرقهم تهاوي القلوب إليه.

وها هو وطننا يزداد رفعةً وعزةً و علواً يوما بعد يوم في مناح عدة اقتصاديا و سياسيا واجتماعيا وفي كافة المجالات و كل الأصعدة مما جعل استهدافه غاية مؤكدة و هدفا جليا لدى الحاقدين و الماكرين, و هنا تأتى المهمة السامية الجليلة والتي تتمثل في التصدي لكل قلم مغرض و كل نفس خبيثة صوبت سهام أقلامها نحو وطننا.

و تتركز مواجهة هذه الأفكار الضالة و الدعاوي الخبيثة من خلال توعية الشباب و تحصينهم و تنقية أفكارهم, فهم عماد هذا الوطن و هم العدة والعتاد لمستقبل الرؤية السامية 2030, و علينا أن نثابر بنشر منهج الوسطية و الاعتدال و البعد عن المغالاة و الحث على اعلاء كلمة الوطن في كل قول و فعل و أن نؤازر إعلامنا الرسمي ووسائله المختلفة فهو الوحيد القادر على اجلاء الحقائق للمواطنين.

ولا يسعنا إلا ان نشكر الله على فضله ومنَه أن حفظ لنا ديننا وبلادنا ونسأله سبحانه أن يديم علينا أمننا وأماننا كما نسأله أن يحفظ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ثم أثَني بالشكر لمعالي مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء الاستاذ الدكتور سليمان ابا الخيل على حرصه على منسوبي هذه الجامعة العريقة ودعمه المتواصل لهم وسعيه لكل ما يسهم في رفع وعيهم وتعزيز حب الوطن والانتماء إليه.


هـ م
التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: