فقد تلقينا ببالغ الغبطة والسرور خبرا مهما
أثلج صدورنا وصدور كل المسلمين المحبين للعلم وأهله . ألا وهو خبر
الموافقة السامية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بافتتاح
ثلاثة معاهد في إندونيسيا برعاية معالي مدير الجامعة، وهذه المعاهد ستكون
بإذن الله مصدر نور وإشعاع يضيئ طريق المسلم ويدله على الطريق المستقيم
ويفقهه في دينه فإنه (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين).
إن
مثل هذه المعاهد تعين المسلمين ليتعلموا شرائع الله وليعبدوه على بصيرة
ويدعوا إليه على بصيرة فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون يقول
الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو
إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي)، إن مثل هذه
المعاهد تعين المسلمين على طلب العلم فإن العلم نور وهداية والجهل ظلمة
وضلالة، والعلم مع الإيمان رفعة في الدنيا والآخرة قال الله تعالى(يَرْفَعِ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
دَرَجَاتٍ).
إن مثل هذه المعاهد تساهم
وبشكل كبير بنشر العلم الذي هو ميراث الأنبياء، فإن الأنبياء لم يورثوا
درهماً ولا دينارا قال النبي صلى الله عليه وسلم (إنا معشر الأنبياء لا
نورث) وإنما ورث الأنبياء العلم فمن أخذه فقد أخذ بحظ وافر من ميراثهم.
وهذه
المعاهد ذخر وأجر في الحياة وبعد الممات لكل من ساهم في افتتاحها قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان أنقطع عمله إلا من ثلاثة إلا
من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له)، وهذه المعاهد لتحفظ
بها شريعة الله فإن الشريعة تحفظ بشيئين الكتابة والحفظ في الصدور وهو
العلم، وهذه المعاهد تساهم بشكل واضح وملموس بالدفاع عن شريعة الله،
فالدفاع عن الشريعة إنما يكون برجالها إذا تعلموا العلم النافع، ومثل هذه
المعاهد تعد الدعاة الصادقين المخلصين الذين يدعون إلى الله على بصيرة، فإن
الدعوة إلى الله لا تتم بدون العلم، وفتح مثل هذه المعاهد من أفضل الأعمال
لما فيه من نشر للعلم وكشف للشبهات وتحذير من الشرك والبدع والكبائر، ومثل
هذه المعاهد تعين المسلم على العمل الصالح الذي يخلص فيه صاحبه لله ويتبع
سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد قيل العلم يهتف بالعمل فإن أجاب وإلا
أرتحل وقيل قيدوا العلم بالعمل كما تقيدونه بالكتابة.
فشكرا
لله على ما من به من هذه النعمة العظيمة، وشكرا لمقام خادم الحرمين
الشريفين عافاه الله على موافقته السامية، وشكرا معالي مدير الجامعة عضو
هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور الشيخ سليمان أبا الخيل على جهودكم
المشكورة المباركة والتي دائما تثمر ثمارا نافعة يانعة ينفع الله بها بلاد
المسلمين جمعيا فشكرا معالى الشيخ والحمد لله أولا وآخراً.
د.فهد بن محمد حمد السليم
عميد كلية أصول الدين