أقامت وحدة البحوث بالمعهد، اليوم الخميس الموافق 12/7/1439هـ في قاعة مجلس المعهد، محاضرة علمية بعنوان: (رؤى إبداعية في تعليم مهارة المحادثة). حاضر فيها الدكتور محمود علي شرابي. الأستاذ المساعد في قسم الإعداد اللغوي، ومُستَشَارُ مَركزِ اللُّغويَّات التَطبِيقِيَّة بجَامِعةِ الإِمامِ مُحمَّد بِن سُعُودِ الإِسْلاميَّة.
وقد تناول في هذا اللقاء أهمية مهارة القراءة ودورها في اكتساب اللغة، وتعد مهارة المحادثة مهارة أساسية من مهارات تعلم أي لغة، حيث يصعب على متعلمي اللغة التقدم في المهارات اللغوية الأخرى؛ الاستماع، والقراءة، والكتابة ما لم يتقنوها. حيث هدف هذا اللقاء إلى التعرف على مفهوم المحادثة، وأهم أهداف تدريسها لغير الناطقين باللغة العربية، ومستويات تدريسها وخصائص كل مستوى وكيفية التعامل مع هذه المستويات. كما تطرق اللقاء إلى تدريس المحادثة في ضوء معايير تعليم اللغات الأجنبية مثل: معايير المجلس الأمريكي )، والإطار المرجعي الأوربي المشترك في تعليم اللغات لتعليم اللغات الأجنبية ، ثم علاقة مهارة المحادثة بالمهارات الأخرى، وأهم الاستراتيجيات الأجنبية الحديثة في تدريسها ونصائح وإرشادات يستعين بها المدرس لتدريس مهارة المحادثة، ومهارة المحادثة تمثل إحدى مهارات الإنتاج اللغوي، وهذه المهارات من شأنها أن تمكن الطالب من تحقيق أهدافه المختلفة. وتعد المحادثة مهارة أساسية من مهارات تعلم أي لغة، حيث يصعب على متعلمي اللغة التقدم في المهارات اللغوية الأخرى؛ الاستماع، والقراءة، والكتابة ما لم يتقنوا مهارة المحادثة، فالتعبير عما في النفس هو غاية تعلم اللغة وهذه الغاية تتطلب من المهتمين بتعليم اللغة التركيز على تنمية مهارة المحادثة في أثناء تدريسهم اللغة وليس مجرد ضبط الأشكال اللغوية. فالكلام كنشاط اتصالي عبارة عن حوار يدور بين فردين وهكذا، والمتكلم كما نعلم ثم يصير مستمعاً يتبادلان الأدوار، فالفرد قد يكون متكلما عن اللغة المصاحبة التي تشتمل ًيستعين بتوصيل رسالته بألفاظ وجمل وتراكيب، فضلا على الإيماءات والإشارات واللمحات وغيرها من حركات يستخدمها المتكلم لتوصيل رسالته.
مفهوم المحادثة: تعددت التعريفات التي قدمها الباحثون للمحادثة، ومن ذلك: أن المحادثة: «عملية يتم من خلالها إنتاج الأصوات تصحبه تعبيرات الوجه التي تسهم في عملية التفاعل مع المستمعين، وهذي العملية نظام متكامل يتم تعلمه صوتيا ودلاليا ونحويا بقصد نقل الفكرة أو المشاعر من المتحدث إلى الآخرين» ) بأنها: «قدرة الفرد على نقل وتوصيل المعلومات والخبرات ويعرفها الحلاق والآراء والاتجاهات إلى الآخرين بطريقة منطقية منظمة تجد القبول والاستحسان عند المستمعين مع سلامة اللغة وحسن التعبير».
أهداف تعليم المحادثة للناطقين بغيرها :للمحادثة أهداف كثيرة ويمكن عرض أهمها فيما يلي: .أن ينطق الطالب أصوات اللغة العربية، وأن يؤدي أنواع النبر والتنغيم المختلفة 1 وذلك بطريقة مقبولة من أبناء العربية.
أن يعبر عن أفكاره مستخدما النظم الصحيحة لتركيب الكلمة في العربية خاصة في لغة الكلام.
أن يستخدم بعض الخصائص اللغوية في التعبير الشفهي مثل التذكير والتأنيث وتمييز العدد والحال ونظام الفعل وأزمنته وغير ذلك مما يلزم المتكلم بالعربية.
أن يكتسب ثروة لفظية كلامية مناسبة لعمره ومستوى نضجه وقدراته، وأن يستخدم هذه الثروة في إتمام عملية اتصال عصرية.
أن يستخدم بعض أشكال الثقافة العربية المقبولة والمناسبة لعمره ومستواه الاجتماعي وطبيعة عمله، وأن يكتسب بعض المعلومات الأساسية عن التراث العربي والإسلامي.
مستويات تعليم مهارة المحادثة: للمحادثة في تعليم العربية للناطقين بلغات أخرى ثلاثة مستويات رئيسية تتفاوت مطالبها وخصائصها بتفاوت المستوى اللغوي للدارسين المستوى الأول : الخاص بالطلبة الجدد الذين ينتظمون في برامج اللغة العربية، ويقدم مادتها بقراءة سليمة وبأداء طبيعي لا تكلف ًبحيث يقوم المدرس بالمحادثة أولا فيه ثم يطلب من الطالب تكرار هذه المحادثة جملة جملة أو تمثيلها، أو تكليف بعضهم بذكر ما يحفظون منها، وذلك من أجل أن يألف الطالب أصوات اللغة ومفرداتها وأن يتعرف على أنماط الكلام وكيفية التعبير فيها.
تعليم المحادثة في ضوء المعايير العالمية لتعليم اللغات الأجنبية: إن التوجهات الحديثة في تعلم اللغات الأجنبية وتعلمها تتطلب وجود معايير واضحة، ومؤشرات يمكن الاستدلال عليها وملاحظتها وقياسها، وتعرف المخرجات المرجوة لأهمية ذلك فقد ظهرت عدة محاولات لوضع معايير لتعليم اللغات الأجنبية،منها. ونظرا The On Council American)1(منها: محاولة المركز الأمريكي لتعليم اللغة الأجنبية الذي قدم معايير لتعليم اللغة الإنجليزية 1996،Language Foreign of Teaching of Commonwealth Education of Boardبوصفها لغة أجنبية. ومحاولة فيرجينيا ) لتحديد معايير لتعليم اللغات الأجنبية: الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، 2(Virginia واليونانية، واللاتينية. ثم توالت المحاولات لوضع معايير لتعليم اللغات الأجنبية إيمانا بأهمية مثل هذه المعايير لتعليم اللغة، وأثرها في جودة عملية التعلم والتعليم.
معايير المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية: تعتمد معايير المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية، على المستويات الخمسة المعروفة بمعايير لأنواع وظائف التواصل، ومجموعة مفصلا وتمتاز المعايير أنها توفر وصف المفردات المطلوبة، ودرجة الإتقان والمرونة التي يستطيع متعلمو اللغة السيطرة عليها في مستويات اللغة المختلفة وفي كل مهارة من مهارات اللغة الأربع (القراءة، والكتابة، والمحادثة والاستماع). م آكتفل خمسة مستويات رئيسية، هي: المبتدئ، ويتكون من (أدنى - يتضمن سل أوسط - أعلى)، والمتوسط ويتكون من (أدنى - أوسط - أعلى)، والمتقدم، ويتكون أعلى)، والمستوى المتميز ويتكون من (أدنى - أوسط - أعلى)، من (أدنى - أوسط والمستوى المتفوق.
الإطار المرجعي الأوربي المشترك في تعليم اللغات الأجنبية: مستويات تعليم اللغة الأجنبية إلى ستة CEFRقسم الإطار المرجعي الأوربي( مستويات، ينتمي كل مستويين منها إلى مستوى رئيسي، هي المستوى المبتدئ: الأول والثاني، والمستوى المتوسط: الثالث والرابع، والمستوى المتقدم: الخامس والسادس. وفيما يلي بيان مكانة مهارة المحادثة في الإطار المرجعي الأوربي عبر مستويات تعليم
علاقة المحادثة بمهارات اللغة الأخرى المهارات اللغوية ليست منفصلة عن بعض، وإنما توجد علاقة وثيقة تربط هذه المهارات بعضها ببعض، فالمرء في أثناء استماعه أو حديثه، أو قراءته أو كتابته يستهدف إما إلقاء فكرة أو استقبال فكرة، ولابد أن يكتسب مهارة تجاه تسلسل الأفكار وترابطه، وعلاقته بعض ببعض، مع الحرص على تفاصيلها. وفيما يلي بيان علاقة المحادثة )1(بمهارات اللغة الأخرى
الاستراتيجيات الحديثة في تدريس المحادثة:يعد نجاح عملية التعليم مرتبط بنجاح الطريقة المستخدمة في التدريس، وهي أسلوب التدريس الذي يستخدمه المدرس في معالجة المحتوى والأنشطة التعليمية للوصول إلى تحقيق الأهداف المرسومة. ولتدريس مهارة المحادثة هناك عدة استراتيجيات ينبغي للمدرس إتقانها واستعمالها في تدريس المحادثة وأن يختار منها ما يناسب الموضوع المطروح للحوار والنقاش، ويمكن استخدام أكثر من إستراتيجية في موقف تعليمي واحد. وهذه الاستراتيجيات سنتناولها في اللقاء القادم إن شاء الله تعالى .
لمشاهدة المحاضرة يرجى الضغط على الصورة:
