الافلاتوكسينات: السموم التي لا نراها...!

الفطريات التي تنتجها.....!

ما هي:

تعتبر الافلاتوكسينات واحدة من أخطر الملوثات الطبيعية على الاطلاق. وتلوث العديد من المواد الغذائية خاصة الحبوب الزيتية. وتتراوح آثارها بناء على نسبة التعرض لها من ضعف النمو إلى التسمم الذي يؤدي إلى الوفاة. وقد ثبت علميا أنها تؤدي إلى تحور جيني دائم ينتهى إلى الاصابة بمرض السرطان.

ما حقيقة تلك السموم:

تهاجم أنواع من الفطريات تعرف علميا Aspergillus flavus  و Aspergillus parasiticus على بعض المحاصيل الزراعية وخاصة الحبوب الزيتية ومن ثم تفرز عليها هذه السموم. وبالرغم من أن عملية افراز هذه السموم ليست مهمة لحياة هذه الفطريات إلا أن التقارير الدولية كتقارير منظمة الصحة الدولية اوضحت انه من المستحيل تجنب هذه السموم.

لماذا تقوم بافراز هذه السموم:

هناك عدد من العوامل البيئية التي يجب توفرها حتى يتسنى لهذه الفطريات ان تفرز هذه السموم وابرزها الحرارة والرطوبة، الشيء الذي يوضح انتشار هذه السموم بصورة أكبر في المناطق المدارية حول العالم. أيضاً من هذه العوامل وجود كائنات مجهرية اخرى منافسة على البيئة التي تتواجد فيها هذه الفطريات، فتقوم بإفراز هذه السموم للتخلص منها.

 

انتشار الفطريات المنتجة لهذه السموم:

تتكاثر هذه الفطريات عن طريق انتاج يعرف ب spores وهي جراثيم متناهية في الصغر ويمكن أن تنتقل من حقل إلى آخر عن طريق الهواء أو الطيور او الحشرات. كما يمكن ان تنتشر عن طريق الإنسان من خلال استعماله لأدوات أو بذور ملوثة. وتتراكم هذه الجراثيم في صورة غير نشطة على التربة أو الأدوات الزراعية في مختلف البيئات أحيانا لمدة تطول إلى سنوات حتى تجد البيئة المناسبة لنموها كفطر كامل.

هل الكشف على هذه الفطريات في الأطعمة يعني وجود سموم الافلاتوكسينات؟

الاجابة قطعاً لا. فكثيراً ما تنمو هذه الفطريات وتعيش ثم تموت فلا تجد الظروف الملائمة لافراز هذه السموم، والعكس صحيح، أي أن وجود الافلاتوكسينات في أي مادة غذائية لا يعني حتماً وجود هذه الفطريات التي من الممكن أن تموت وتبقى سمومها.

مكافحتها:

تتركز الابحاث في هذا الصدد على تطوير وضع بيئي لا يسمح لهذه الفطريات بانتاج الافلاتوكسينات وذلك من خلال حفظ المواد الغذائية والمحاصيل الزراعية في درجات حرارة ورطوبة منخفضة وذلك بتحسين وسائل النقل والتخزين.

ومن الاستراتيجيات المستخدمة خلال التصنيع الفرز الفيزيائي للحبوب المكسرة والتالفة، حيث اثبتت الدراسات العلمية أن هذه الحبوب يسهل غزوها بواسطة الفطريات.

وأفضل طريقة لحفظ البذور سالمة تركها في سنابلها إلى وقت الحاجة إلى استهلاكها، ويتضح هذا المعنى جليا في آيات سورة يوسف وهو يوؤل رؤى الملك ويصف لنا في كلمتين "فذروه في سنبله" كيف نحفظ البذور لسبعة أعوام.

هـ م
التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: