البولونيوم-210

​اكتشف البولونيوم عام 1898 بواسطة العالمة البولندية ماري سكودوفسكا، وزوجها الفرنسي بيير كوري، الذي حملت اسمه بعد زواجهما، فصارت معروفة باسم ماري كوري.وسميت ماري -التي فازت بجائزة نوبل للفيزياء مرتين، الأولى عام 1903، والثانية عام 1911- المعدن الذي اكتشفته البولونيوم، اشتقاقا من اسم الدولة التي تنتمي إليها وهي بولندا.

البولونيوم نادر جدا في الطبيعة، ويوجد بكميات ضئيلة جدا في التربة والهواء والمياه، يوجد بشكل خاص في الصخور التي تحتوي  على اليورانيوم. البولونيوم معدن ثقيل سام مشع، يصدر أشعة من نوع ألفا، وهي أشعة تؤدي الطاقة الناجمة عنها إلى تدمير جينات الخلايا وقتلها، أو تحويلها إلى خلايا سرطانية، وله العديد من النظائر المشعة غير المستقرة ، أكثرها وفرة هو نظير البولونيوم -210. يصدر البولونيوم طاقة هائلة، فغرام واحد منه يمكن أن يسخن تلقائيا لدرجة حرارة حوالي 500 مئوية.

البولونيوم لا يشكل خطرا على الإنسان في خالات التعرض الخارجي (خارج الجسم)، لكن إذا تم ابتلاعه أو استنشاقه أو حقنه، فإنه يكون مميتا، إذ تدمر الأشعة الصادرة عنه خلايا الجسم، ويحتفظ بفعاليته 138 يوما. الجرعة السامة الكافية لقتل أي إنسان من البولونيوم هي واحد من مليون جزء من الغرام، أي ما يعادل جزءا واحدا من خمسمائة ألف جزء من حبة أسبرين.

تشخيص الإصابة البولونيوم صعب جدا، ولا يمكن اكتشافه بأجهزة الرصد الإشعاعي العادية، ولا تظهر الإصابة به إلا بظهور بعض الأعراض المرضية، مثل الإصابة بفقر الدم وضعف مناعة الجسم وتساقط الشعر واضطرابات الجهاز الهضمي.

و قد أجريت العديد من الدراسة  من قبل العلماء حديثا عن دراسة محتوى التبغ من النويدات المشعة. أظهرت الدراسات أن التبغ يحتوي بشكل رئيسي على النويدات المشعة الطبيعية، البولونيوم210 والرصاص210 بالمقارنة مع النويدات المشعة الاخري .ويتراوح تركيز البولونيوم210 في التبغ بني 1 ميلي بكرل/غرام إلى قرابة المئة ميلي بكرل/غرام. جاءت معظم الدراسات التي أجريت على نبات التبغ والسجائر استجابة للاعتقاد الذي يقول بأن هناك علاقة بين المحتوي الإشعاعي لدخان السجائر والسرطان عند المدخنين وخاصة بعد ملاحظة انتشار سرطان الرئة بالتحديد بني المدخنين أكثر من غيرهم. يتعرض المدخن من البولونيوم210 لقاء تدخني سيجارة واحدة مقدار ما يأخذه من المصادر الإشعاعية الطبيعية خلال 24 ساعة وهذا يعني أن معدل تعرض المدخن اليومي يزيد 30 مرة من معدل تعرض غير المدخن، ولقد دلت الدراسات أن الجرعة الإشعاعية التجميعية من جراء تدخني عشرين سيجارة في اليوم داخل المنزل يتراوح بين 7.6 سيفرت و 17.9 سيفرت في عمر الستين. وكما لوحظ أيضا أن رئتي مدمن التدخين والذي يدخن أربعين سيجارة في اليوم تتلقى جرعة إشعاعية من جسيمات ألفا حوالي 13 ميلي سيفرت، وننوه هنا أن الجرعة الإشعاعية السنوية الناجمة عن استنشاق الأمريكيين لغاز الرادون هي 2 ميلي ً سيفرت. ودلت الدراسات أنه إذا كان توزع البولونيوم210 متجانسا فإن الجرعة السنوية المتراكمة لمدخن علبة واحدة في اليوم والتي تعزى إلى ترسب البولونيوم210 في الرئتين ستكون قرابة 300 ميكروسيفيرت في السنة. لتصل إلى 9 ميلي سيفرت خلال 30 سنة​.


هـ م
التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: