تعريف غاز الرادون
الرادون غاز مشع عديم اللون والطعم والرائحة ، ويعد من مصادر الإشعاع الذري الطبيعي ، الذي يتولد في سلسلة تحلل اليورانيوم – 238 . وينفرد بكونه المعدن الوحيد الذي يوجد في حالة غازية . وهو أثقل من الهواء بسبعة أضعاف ويوجد في كل مكان وفي جميع الأوقات . وقد تم أكتشافه في أوائل هذا القرن ، وكان يعتقد أنه آمن ، بل ونافع ، وذلك حتى وقت قريب لا يتجاوز الثلاثة عقود من الزمان . ولكن تبين أنه ومشتقاته يشكل حوالي نصفه الجرعة الإشعاعية المكافئة التي يتعرض لها عموماً الناس من المصادر الطبيعية مجتمعه .
مصـــــادر غاز الرادون
المصدر الرئيسي للرادون 222 في الجو هو تربة الأرض وصخورها القريبه من السطح ، حيث يشكل الرادون المتولد نتيجة التحلل الإشعاعي لنظير اليورانيوم 238 ما نسبته 80% على الأقل من غاز الرادون . والمصدر الثاني في الأهمية هو الرادون المذاب في المياه الجوفية . أما المصدر الثالث لغاز الرادون فيتمثل في مواد البناء المستخدمة في المساكن التي تطلق غاز الرادون نتيجة التحلل الإشعاعي للراديوم الذي تحتويه ، لذا فهو يختلف بشكل كبير من منطقة إلى أخرى. والراديوم معدن يتولد في سلسلة تحلل اليورانيوم ويتولد عن تحلله المباشر غاز الرادون . وتعد الخرسانة في كثير من البلدان أهم مصادر الرادون في المواد الإنشائية ، كما أن بعض أنواع الجرانيت تطلق كمية كبيرة من الرادون نظراً لاحتوائها على عنصر الراديوم .
المخاطر الصحية للرادون :
إن التعرض للإشعاع الذري بمختلف مستوياته أمر غير مرغوب فيه ، بعد أن ثبت أن التعرض للجرعات المرتفعة منه له تأثيرات مضرة . وقد طرأ حديثاً أهتمام ملحوظ حول التعرض للجرعات المنخفضة من الأشعاع الذري الصادر من النظائر الطبيعية المشعة ( خاصة اليورانيوم 228 والثوريوم 222 والبوتاسيوم 40 ) لأن التعرض الخارجي للإشعاع الذري ، يشكل حوالي نصف معدل الجرعة السنوية الطبيعية التي يتعرض لها جسم الإنسان من المصادر المختلفة . وقد وجد أن النظائر الطبيعية المشعة خاصة المذكورة آنفاً موجودة في مواد البناء ، وبذلك تشكل هذه المواد جزءاً من الوسط الإشعاعي الذي نعيش فيه . وبالرغم من أكتشاف الرادون في بداية هذا القرن ، فإن علاقته بإصابة عمال المناجم بسرطان الرئة لم تحدد إلا في نهاية الستينات . ومما لا شك فيه حالياً ان الرادون هو أحد مصادر الإصابة بسرطان الرئة، حيث ثبت ان التعرض الطويل للتركيزات المرتفعة منه يمكن أن يؤدي إلى سرطان الرئة . وهناك الملايين من المساكن والمباني في العالم التي تحوي تركيزات مرتفعة من هذا الغاز لا يعلم عنها أصحابها . لذلك تبذل دول العالم المتقدم صناعياً مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا والسويد ، جهوداً حثيثه في بلدانها بهدف تحديد المساكن والمباني ذات التركيزات العالية من الرادون ووضع الحلول الفاعلة لمعالجة المشكلة . أن تقرير مخاطر الإصابة بسرطان الرئة بسبب استنشاق الرادون ومشتقاته ، مبنية على دراسة ظهور هذا السرطان في عمال مناجم اليورانيوم في كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية وعمال مناجم الحديد في السويد ، وكذلك عمال مناجم اليورانيوم في تشكوسلوفاكيا وفي غيرها من المناجم نظراً لارتفاع تركيزات الرادون فيها . ولم يكن يعتقد حتى قبل عقدين من الزمان أن الرادون يشكل خطرأً على الصحة في الاماكن الأخرى البعيدة عن المناجم لقلة تركيزه فيها ، ولكن اكتشف بعدها أن تركيزات الرادون في بعض البيوت تتفاوت بمقدار مائة ضعف على الأقل تبعاً لتركيبها وموقعها . وهذا يعني أن التركيزات العالية منه في بعض المساكن مقاربة لتركيزاته في المناجم حيث ثبت تسببه في إحداث سرطان الرئة . واستناداً إلى دراسة حديثة أجريت عام 1996م . شملت تحليل نتائج ميدانية في كل من كندا والصين وفنلندا والسويد لنحو 4263 من المصابين بسرطان الرئة و6612 من الأصحاء ، وجد ان احتمال الإصابة بسرطان الرئة يزداد بمقدار 14 % إذا عاش الإنسان 30 سنة في مسكن يبلغ تركيز الرادون فيه 150 بيكريل /م3 أو أكثر . وهذه النتيجة مقاربة جداً لما وجد عند عمال المناجم حيث تقدر الخطورة بـ 13 % . وقد قدرت الهيئة البريطانية الإشعاعية مشاركة غاز الرادون في حوادث الإصابة بسرطان الرئة في المملكة المتحدة بـ 5 % ، وهذا يعادل 2000 حالة وفاة سنوياً من مجموع الحالات البالغة 40000 حالة . أما في السويد ، التي تعاني من مشكلة التركيزات العالية للرادون في مساكنها ، فتقدر مشاركة الرادون في الإصابة بسرطان الرئة بـ 30 % من عدد الإصابات السنوية البالغة 3000 حالة . في حين أن عدد سكان السويد هو 4 , 8 مليون فقط . ومن الغريب في الأمر أن هناك بعض الفئات في الغرب ماتزال تؤمن حتى وقتنا الحاضر بمنفعة غاز الرادون الصحيحة وتعالج أتباعها بوضعهم في تركيزات عالية منه داخل الكهوف لفترات زمنية معنية .
كيفية معالجة التركيزات العالية للرادون:
إن مشكلة التركيزات العالية للرادون ليس عامة في جميع المساكن ، فقد اثبت المسح التجريبي أنه يمكن أن توجد مساكن ذات تركيزات عالية من الرادون في مناطق التركيزات المنخفضة ، وبالمقابل توجد مساكن ذات تركيزات منخفضة من الرادون في منا طق التركيزات المرتفعة ، وهناك أربع طرق يمكن أتباعها لوقاية المنازل من تجمع الرادون يمكن إيجازها فيما يلي :
- إزالة المصـدر : والمقصود بها التخلص من المواد المحتوية على اليورانيوم في البيئة السكنية التي عادة ما تكون إما في الطبقة العليا من التربة أو في المياه الجوفية أو في مواد البناء نفسها . ويعد هذا الحل من أنجح الحلول لمعالجة مشكلة التلوث الإشعاعي حيث أنه حل جذري يضمن عدم تكرار هذه المخاطر في المستقبل .
- تعديل المصدر : والمقصود هنا هو الوقاية من الرادون المنبعث من مصدر لا يمكن إزالته عن طريق وضع عوازل غير نفاذه أو عن طريق تحويل تدفق الغاز إلى خارج المبنى .
- التهويــــــــــة : فمن البديهي أن عدم اختلاط الهواء داخل المنزل بالهواء الجوي يؤدي إلى زيادة تركيز الرادون ، وأن التهوية بشتى أنواعها تؤدي إلى انخفاض تركيز هذا الغاز وتستخدم هذه الطريقة بشكل رئيس في مناجم اليورانيوم حيث يتم شفط الهواء بمعدلات عالية تتيح استبدال الهواء الموجود داخل المنجم بهواء نقي مما يبقي تركيز الرادون في المناجم في أدنى مستوى ممكن .
- تنقيـة الهــواء : حيث تم تطوير عدد كبير من الوسائل التي يمكن عن طريقها امتصاص غاز الرادون من الهواء الموجود في حيز صغير نسبياً .
معالجة الرادون في امياه تعتبر من اسهل الطروق وذلك عن طريق توليد الفقاعات و اضافة مواد مثل الكربون لامتصاص الغاز.
الخدمات التي يوفرها المعمل :
- قياس مستوى تركيز غاز الرادون في المساكن
- قياس مستوى تركيز غاز الرادون في المياه
- قياس مستوى تركيز غاز الرادون في التربة
- قياس جودة الخرسانة باستخدام تقنية انتشار الرادون
- الرادون و الجيولوجيا و علم الصخور