ألقى فضيلة عميد مركز دراسة الطالبات الدكتور عمر بن عبدالرحمن العمر، محاضرة في المعهد العلمي بالدمام، طالب فيها دعاة الثورات والمؤيدين المناصرين لها بالتوبة إلى الله من فتاويهم وآرائهم الخاطئة التي تسببت في الخراب والدمار وضياع الأمن وسفك الدماء وقتل الأبرياء وتشريد الملايين، مذكراً إياهم بقول الله تعالى: (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم)، وبقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"، وبما كتبه الفاروق عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما :"لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيه لرشدك أن ترجع فيه إلى الحق فإن الحق قديم والرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل".
وبين أنه إذا كان الرجوع إلى الحق مطلوبا في الأحكام القضائية والمسائل الفقهية الاجتهادية فكيف بالمسائل التي تخالف أصلا من أصول أهل السنة والجماعة ويترتب عليها حدوث الفتن والقلاقل وإراقة الدماء وقتل الأبرياء، مستشهدا بقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فلا رأي أعظم ذماً من رأي أُريق به دم ألوف مؤلفه من المسلمين، ولم يحصل بقتلهم مصلحة للمسلمين ، لا في دينهم ولا في دنياهم، بل نقص الخير عما كان، وزاد الشر على ما كان).
وبما قاله الإمام القرطبي: (الصبر على طاعة الإمام الجائر أولى من الخروج عليه ؛ لأن في منازعته والخروج عليه :استبدال الأمن بالخوف وإراقة الدماء وانطلاق أيدي السفهاء وشن الغارات على المسلمين والفساد في الأرض).
وبما جاء عن بعض السلف قوله: (ستون سنه مع إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان).
وبما قاله العلامة محمد العثيمين رحمه الله: (هات لي أي ثورة من الثورات صار الناس فيها أصلح من قبل ، تستطيع؟ ما تستطيع أبداً).
حيث أكد د. العمر كلام الشيخ العثيمين هذا بواقعنا المعاصر والنتائج المريرة والعواقب الوخيمة التي عرفها الصغير قبل الكبير والعامي قبل المتعلم للثورات ولما سمي زورا وبهتانًا بالربيع العربي الذي انكشفت حقيقته بأنه كيد ومكر وتخطيط وضعه الأعداء لتفكيك الدول العربية والإسلامية، مختتما كلامه بأهمية التمسك بعقيدة أهل السنة ومنهج سلف الأمة ولزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولاة أمورهم والالتفاف حول العلماء الكبار الراسخين في العلم وأن ذلك من أعظم أسباب الأمن وصمام الأمان من الفتن.