الذكرى التسعون لليوم الوطني عمقٌ تاريخي، حاضر متجدد، ورؤية مستقبلية طموحة وكيل عمادة البرامج التحضيرية للتطوير والجودة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم:

تحتفل بلادنا المملكة العربية السعودية في هذه الأيام المباركة بالذكرى التسعون لليوم الوطني، ونحن إذ نهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ووفقه-، فإننا نهنئ الشعب السعودي بهذه الذكرى العظيمة التي يحق لنا أن نحتفي فيها بجهود عظيمة وإنجازات كبيرة حققها مؤسس هذا البلد العظيم الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-، بداية بتوحيد هذه الدولة العظيمة مترامية الأطراف في مجتمع يسوده الأمن والاستقرار والتطور والازدهار.

استرد الملك عبد العزيز- رحمه الله- الرياض في عام 1319هـ واستمرت مرحلة توحيد البلاد مرحلة البناء حتى عام 1351هـ، ثم بدأت بعد هذه المرحلة مرحلة التطور الحضاري مرحلة التنمية والنهضة الشاملة في جميع مجالات الحياة. خاصة بعد ما توافر لهذه الدولة من أسباب سعة الرزق ورخاء المعيشة، بعد تدفق النفط بكميات تجارية كان لها الأثر في بناء وتطور المجتمع السعودي، وواكبة ذلك نمواً اقتصادياً تجارياً وعلمياً ثقافياً مع حفظٍ للأمن. فمن ذلك التطور على سبيل المثال التطور في التعليم الذي انتقل من مرحلة التعليم البدائي عن طريق الكتاتيب حتى انتقل إلى أرقى أساليب ومرافق التعليم في العالم. وكذلك التطور في الصحة من الطب البدائي إلى أكبر صروح الطب العالمية، والمراكز العلمية المتخصصة. وتطورٌ في المواصلات والنقل من استخدام الجمل إلى استخدام أرقى وسائل النقل والمواصلات في العالم مع وجود شبكات النقل والمواصلات البرية والبحرية والجوية على أعلى مستوى عالمي. وتطور في الاتصالات ووسائلها وأدواتها. وتطور في الجوانب العمرانية حتى أصبحت المملكة العربية السعودية من أرقى دول العالم في العمران وفي المرافق العامة.

وبما أن القائد العظيم الملك عبد العزيز – رحمة الله – قد وضع أسس النهضة الشاملة في حياته في مختلف مرافق ومجالات الحياة، فقد تطورت هذه المرافق والمجالات في عهد أبنائه البررة من بعده، في مواصلة التنمية واستمرت معالمها حتى الوقت الحاضر في شتى المجالات.

وفي عهد والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- نشهد نقلة أخرى في سبيل التقدم والتطور والتنمية والازدهار، نقلة يقودها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، الذي حمل على عاتقه رؤية طموحة رؤية لمستقبل مشرق، نقلة طموحة تواكب التطور العالمي تمثلت في رؤية " المملكة العربية السعودية 2030م، والتي وافق مجلس الوزراء في جلسته التي عقدت يوم الاثنين 18/7/ 1437هـ الموافق 25/ 4/ 2016م برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظة الله – عليها. وتتلخص هذه الرؤية بأن تكون المملكة العربية السعودية: هي العمق العربي الإسلامي والقوة الاستثمارية الرائدة ومحور ربط القارات الثلاث كما تعتمد الرؤية على ثلاث محاور: المحور الأول: مجتمع حيوي. المحور الثاني: اقتصاد مزدهر. المحور الثالث: وطن طموح.

نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهد الأمين وأن يوفقهما للخير، وأن يحفظ بلادنا وأمنها.

وصلى الله على نبينا وسيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم.

كتبه: د. ضيف الله بن رازن

أستاذ التاريخ السعودي المساعد بقسم التاريخ والحضارة

وكيل عمادة البرامج التحضيرية للتطوير والجودة


هـ م
التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: