المذاكرة الذكية

كتبه: عبدالله الدحيم. ابراهيم الانصاري. سلطان الحديثي

نظمت عمادة البرامج التحضيرية دورة بعنوان المذاكرة الذكية ويأتي ذلك حرصا واهتماما من العمادة في المساهمة الفاعلة لطلاب وطالبات العمادة وقد قدمها الأستاذ أنس بن يوسف اليحيا من وحدة الإرشاد الأكاديمي في عمادة البرامج التحضيرية.

وقد استهل الأستاذ أنس يوسف اليحي حديثه: تسعد وحدة الإرشاد الأكاديمي في عمادة البرامج التحضيرية أن تقدم دورة بعنوان المذاكرة الذكية.

وبين أن المقصود من المذاكرة الذكية هي مذاكرة مبنية على أسس علمية من خلالها تكون عملية تخزين المعلومات واسترجاعها بشكل افضل، وتبرز أهميتها بأنها تجعل المذاكرة أسهل مما كانت من قبل، وتوفر الوقت والجهد المبذول في المذاكرة وكذلك تساهم في الإستعداد للإختبار. 

ووضح أن الدورة تتكون من عدة محاور أهمها : الإستعداد النفسي والبدني، وطرق الحفظ والتلخيص، ومنهجية المذاكرة، وطرق ووسائل التحفيز الذاتي، ووسائل التغلب على قلق الإختبار، وأنواع الأسئلة وكيفية التعامل معها، وتوجيهات عامة حول كيفية التعامل مع الإختبار، وعادات خاطئة يمارسها الطلاب في المذاكرة.

وأوضح أن الإستعداد النفسي والبدني للمذاكرة من الأهمية بمكان. وأنه من الصعب ان تبدأ في عملية المذاكرة وأنت غير مستعد لها سواءً من الناحية البدنية أو الناحية النفسية.

وقد قام بتوضيح وشرح الإستعداد البدني: وذكر أن (التغذية المتوازنة) وغذائك السليم ينعكس على وظائف المخ وقد أشارت بعض الدراسات أنه مع قرب فترة الإختبارات يكون هناك فقد لبعض العناصر المهمة، وعليه يجب أن توفيرها عن طريق التغذية السليمة والإكثار من شرب الماء، وقد أكّد على (الرياضة والتنفس العميق) وتكمن أهمية الرياضة بأنها تزيد الاكسجين في الجسم والذي يصل الى مخ الإنسان لكي يعطي قدرة أكبر للقدرات العقلية، التنفس العميق يحدث زيادة في نسبة الأكسجين داخل الجسم بالإضافة الى إخراج السموم من داخل الجسم، كما شدد أنه يجب ( تجنب التدخين و الإمتناع عن المخدرات) كما لا يخفى على الجميع أثر التدخين والمخدرات وأثبتت الدراسات على الآثار المترتبة بشكل سلبي على عمليات التدخين والتأثير على عملية التذكر وعملية الفهم والإستيعاب وعملية استرجاع المعلومات، والمخدرات تكمن خطورتها في التأثير على الدماغ واستخدام بعض أنواع المخدرات مع مرور الوقت يقتل الخلايا العصبية مما يعني تدهور القدرات العقلية ،والذي يختلف في الخلية العصبية عن باقي خلايا الجسم أن موت الخلية العصبية لا يمكن احيائها مرة أخرى، (الراحة و النوم الكافي) ضروري جدا قبل البداية في المذاكرة ويجب أن يكون الجسم قد أخذ كفايته من الراحة الكافية لأن الجهاز الذي يتم استخدامه في المذاكرة هو الجهاز العصبي واذا كان الجهاز لا يسمح في المذاكرة والإستعداد للإختبار فلن تتم المذاكرة بشكل جيد.                                              

ووضح أن الإستعداد النفسي (التفاؤل) : عملية نفسية إرادية تولد أفكار ومشاعر رضا و تبعد الأفكار ومشاعر اليأس والإنهزامية والعجز، كما ان التفاؤل منهج رباني أمرنا به الله سبحانه وتعالى وأن نكون متفائلين في جميع الامور، (الثقة بالنفس) يستحيل أن تظهر قدراتك وإمكانياتك دون أن تكون لديك ثقة بنفسك وهي  من الأمور التي تعتبرتراكمية من خبرات مع مرور الوقت وأساليب التنشئة الإجتماعية في تكوينها.

وبين منهجية المذاكرة:  وأن منهجية المذاكرة تمر في ثلاث مراحل المرحلة الأولى: عند تلقي الدرس ، المرحلة الثانية: عند حفظ الدرس، المرحلة الثالثة: المراجعة.

المرحلة الأولى عند تلقي الدرس: من شروط التلقي الجيد هي الإنتباه كما أن الإنتباه شرط أساسي لحصول التعلم بالإضافة إلى إن هنالك علاقة طردية بين الإنتباه وبين التحصيل الدراسي فكل ما زاد انتباهك كل ما انعكس بشكل ايجابي على تحصيلك الدراسي وكل ما قل الإنتباه كل ما انعكس بشكل سلبي على تحصيلك الدراسي، والعوامل التي تؤثر على الإنتباه بشكل سلبي هي (عوامل جسمية) مثل عدم الراحة وعدم النوم الكافي وعدم تغذية الجسم ، و(عوامل نفسية) مثل عدم ميل الطالب أو الطالبة للمادة او لدية مشاكل خارج القاعة التي تؤثر على تركيزه، و(عوامل اجتماعية) مثل بعض المشاكل الأسرية أو تأثير الحالة المادية على الطالب والطالبة، و (عوامل طبيعية) مثل الإضاءة والتهوية وعدد الطلاب داخل القاعة الدراسية، ومن شروط تلقي الجيد هي تلقي المنظم للمعلومات،والتدوين المنظم.                                                                                              

                  المرحلة الثانية عند حفظ الدرس: فهم الدرس والتفكير فيه، والتركيز ومن الأمور التي تزيد من التركيز هي اختيار المكان  المناسب ولا يتواجد به  مايأثر على تركيزك، وتوفرالإضاءة والتهوية الجيدتين في مكان المذاكرة، واحرص على أخذ فترة راحة بعد كل 45 دقيقة مدتها 15-10 دقيقة، والحرص على راحة العين كما أن المسافة بين العين و الكتاب اثناء القراءة يفضل أن تكون بين 30-35 سم، والحرص على اعتدال جذعك أثناء الجلوس. ويكون الحفظ باستعمال عدة نقاط: النقطة الاولى هي المذاكرة بعملية الترميز بعد ذلك تأتي عملية التخزين ومن ثم استرجاع المعلومات، نستقبل المعلومات عن طريق حواسنا الخمس، وكل شخص يميل الى طريقة معينة من هذه الطرق الثلاث يوجد شخص يعتمد على الذاكرة السمعية، وآخر قد يكون يذاكر عن طريق العين، الشخص الآخر قد يعتمد على الذاكرة الحركية، لكن الأفضل هي أن نجمع الثلاث طرق  ونستخدم حواسنا جميعها في تخزين المعلومات، والنقطة التي تليها هي الربط و التنظيم عن طريق استخدام طريقة التداعي الحر، وفائدة هذه الطريقة أنها تساعدك على تنظيم وتصنيف المعلومات في ذاكرتك وربما أن الذاكرة تحب النظام فإنه كلما كانت المعلومات منظمة بشكل جيد في الذاكرة كلما سهل استرجاع المعلومات، والنقطة الثالثة هي طريقة التسميع الذاتي باسترجاع ما تم حفظه من المادة بطرق وأساليب متنوعة ومن هذه الأساليب هي إعادة كلمات معينة من جملة أوإعادة جملة بشكل كامل أوإعادة صياغة ما تم فهمة بأسلوبك الخاص، التسميع الذاتي من الممكن أن يكون شفوي أو تحريري، وفوائد هذه الطريقة كونها تقييم ذاتي، ويعطي تعزيز فوري، ويذهب الملل الناجم عن القراءة المستمرة.

وقد بين الأستاذ أنس أهمية التلخيص وقال: نستطيع تعريف التلخيص بأنه إعادة صياغة النص الأصلي في عدد قليل من الكلمات مع المحافظة على معنى النص الأصلي.

وذكر أن  شروط التلخيص هي التركيز على العناصر الاساسية، واشتقاق الأفكار التي تتناولها هذه الأفكار الأساسية دون الإخلال بها، وكذلك مع حذف ما يتكرر من الكلمات و العبارات، والحرص على أن يظهر الأسلوب الشخصي، وكذلك ترابط الجمل والكلمات داخل النص، ومن خطوات التلخيص هي أن تقرأ النص الأساسي قراءة جيدة، وبعد ذلك إعادة كتابة الأفكار الأساسية في جمل قصيرة وواضحة، ومن الأمور الضرورية في التلخيص الموازنة بين الأصل و التلخيصات، ومراجعة النص الملخص للتأكد من اكتمال المعنى وسلامة التركيب.

ووضح أهمية المراجعة: وأنه لا بد أن تكون في جدول منظم لإجراء هذه المراجعة حتى تواظب عليها أطول فترة ممكنة، وكذلك في تنظيم الجدول احرص على إختيار أوقات الصباح للمراجعة لكي يكون الذهن صافي وتثبت المعلومات وبقائها أطول في الذاكرة، ومن الأمور الجيدة في المراجعة أنها تعزز الفهم السابق للدروس لأنك تعيد صياغة الدرس بأسلوبك الخاص ، كذلك في وضع الجدول لابد أن يكون فيه مرونة لكي لا تصاب بالملل والتعب.

التحفيز الذاتي: التحفيز الذاتي هو مهم جدا سواء  في تحفيز نفسك للمذاكرة أو في بقية مجالات الحياة، وغالبا يوجد نوعين : تحفيز ذاتي ، تحفيز من قبل الآخرين ، والأهم هو التحفيز الذاتي لأن التحفيز الذاتي من مسؤوليتك الشخصية، ومن الأمور المهمة في التحفيز الذاتي (تقدير الذات) المقصود بتقدير الذات هي أن تتقبل كامل عيوبك ومشكلاتك، وهذا لا يعني بأنك لا تتطور لكن في كل الأحوال لابد أن تتقبل ذاتك، (تحديد الهدف ووضع خطة للوصول الى الهدف)  أولا: تحديد الهدف بأن تكون محدد وتحديد دقيق، والنقطة الثانية أن يكون الهدف قابل للقياس، والنقطة الثالثة أن يكون الهدف قابل للتحقيق، وآخر نقطة هو تحديد الوقت،

(التعزيز والعقاب) التعزيز والعقاب من الأمور المهمة في التحفيز الذاتي، مثال: في تحقيق الهدف تكافئ  نفسك وفي عدم تحقيق الهدف امنع نفسك من المكافأة، (استحضار النجاحات السابقة) في استحضارك لنجاحاتك يعطيك دافع كبير وتحفيز ذاتي.

وبين أن من أهم الوسائل في التغلب على قلق الإختبار الذي هو حالة نفسية انفعالية تؤثر على إتزان الطالب وقدرته على فهم المادة الدراسية وحفظها وكذلك استدعائها أثناء الإختبار، ويصاحب ذلك أعراض نفسية وجسدية ومن الأعراض :أعراض سلوكية قد تظهر على شكل إساءة الغير، والعصبية، والحركة الزائدة، كذلك الأعراض الجسدية تصاحبها دوار وغثيان وإسهال وجفاف، وكذلك اعراض ذهنية مثل الإحساس بضياع المعلومات والنسيان وصعوبة التركيز والفهم.

مسبات القلق في الإختبار: توجد أسباب ذاتية متعلقة بشخص ذاته وتوجد أسباب موضوعية لا ترتبط به بشكل كبير، الأسباب الذاتية مثل تراكم المادة الدراسية، وعدم الإستعداد الكافي للإختبار، وقلة الثقة بالنفس والتفكير بشكل سلبي. و من الأسباب الموضوعية مثل التوقعات المرتفعة من الأشخاص القريبين لنا، والخوف من الرسوب وما يترتب عليه، والجو العام المصاحب للإختبارات.

وسائل التغلب على قلق الإختبار: إذا كان مصدر القلق هو نسيان ما درسته وتعلمت فهذا وهم أو حالة نسيان مؤقتة لان ما تعلمته سجل في الذاكرة خاصة إذا كنت استخدمت عادات الدراسة الحسنة، إذا كان القلق من صعوبة الأسئلة فضع في ذهنك بأن الأسئلة مدروسة وموضوعة من قبل أشخاص مختصين وسوف يراعون جميع مستويات الطلبة. ومن الأمور المفيدة في التعامل مع قلق الإختبار هي فنية الاسترخاء، وممارسة الرياضة.

وبيّن بعضا من العادات الخاطئة في المذاكرة:  عدم تدبير الوقت، لابد من وضع برنامج محكم تحدد فيه وقت المذاكرة، وكذلك عدم الإهتمام والمزاجية أثناء المذاكرة، و السهر، والإكثار من تناول المنبهات، والمذاكرة مباشرة بعد الأكل.

أنواع الأسئلة وكيف التعامل معها: التعامل مع الموضوعية يحتاج إلى الأخذ بالإعتبار النقاط التالية وهي الدقة، والوقت، والتركيز.

وذكرأن هناك اعتبارات مهمة في تعامل مع أسئلة الإختيارمن متعدد، وقراءة السؤال بهدوء والتركيز، وبعد قراءة السؤال يفضل الإجابة على السؤال في الذهن قبل البدائل، في حال أن السؤال كان صعبا حينها يتم  النظر إلى البدائل، وبعد قراءة البدائل كل بديل على حده اسأل نفسك هل زاد فهمي للسؤال بعد قراءة البديل، وفي حال عدم معرفة الحل اترك علامة على السؤال للرجوع له، عند الرجوع للأسئلة الغير مجابة عليها ابحث عن الإجابة التي تستبعد صحتها.

ووضح أن هناك توجيهات عامة حول كيفية التعامل مع الإمتحان: قبل الدخول الى قاعة الإختبار يفضل أن يكون اليوم الذي يسبق الإختبار مخصص للراحة وتصفية الذهن، وقبل النوم يتم تجهيز جميع أدوات الإختبار، والنوم مبكرا، والإستيقاظ قبل وقت الإختبار بوقت كافي ومن المهم تناول وجبة الإفطار، والإبتعاد عن مراجعة الإختبار مع الزملاء قبل دخول الى قاعة الاختبار.

وشدد أنه في أثناء الاختبار يجب قراءة تعليمات الإختبار وكتابة البيانات المطلوبة، وعند استلام ورقة الأسئلة يجب الحرص على إدراك الاسئلة بشكل دقيق، ويفضل البدء بالأسئلة السهلة، وعدم التسرع في الحل على ورقة الإجابة، والمراجعة وإعادة التأكد من صحة الأجوبة مع مراعاة عامل الوقت، والتأكد من الاجوبة على جميع الأسئلة.

 

 

هـ م
التقييم: