محاضرة بعنوان (التنظيمات المتطرفة التحور وإعادة التموضع)

برعاية كريمة من معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري نظمت عمادة البحث العلمي ممثلة بمركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات حلقة علمية بعنوان: (التنظيمات المتطرفة: التحور وإعادة التموضع: "قراءة في مستقبل ظاهرة التطرف في ضوء المتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية") وذلك ضمن أنشطة (وحدة مكافحة الإرهاب) بالمركز. ولقد شارك في الحلقة مدير مركز الملك عبد الله للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات د. علي بن مرزوق الغامدي، وعضو مجلس الشورى، مدير مركز الدراسات والبحوث بكلية الملك فهد الأمنية د. فايز بن عبدالله الشهري، وعضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء مستشار معالي رئيس الجامعة المشرف على وحدة التوعية الفكرية بالجامعة د. عمر بن عبدالرحمن العمر والمستشار بالإدارة العامة لمكافحة التطرف في رئاسة أمن الدولة د. عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليل، ورئيس وحدة مكافحة الإرهاب بالمركز د. علي بن سعد الأسمري.

وقد سعت الحلقة لتحقيق عدد من الأهداف، منها:

- ​ التعرف على أبرز المحطات التاريخية للفكر المتطرف وظروف النشأة والتكون

-  تحديد أهم الأساليب التي استخدمتها الجماعات المتطرفة في نشر أفكارها

-   بيان خطورة فكر التنظيمات المتطرفة باعتبارها أبرز مهددات الأمن الفكري.

-  محاولة استشراف ظاهرة الفكر المتطرف ومدى قدرته على إعادة التكيف والتحور والتموضع

واشتملت على ثلاثة محاور، وهي:

أهم محطات التشكل وأساليب نشر الأفكار لدى التنظيمات المتطرفة:

- النشأة والتكون التنظيمي والفكري.

- الظروف والعوامل التي أسهمت في تشكل التنظيمات المتطرفة.

- أساليب الاجتذاب ونشر الأفكار.

خطورة فكر التنظيمات المتطرفة على الأمن الفكري:

- أنواع المهددات الفكرية التي توظفها التنظيمات المتطرفة.

- تأثير المهددات الفكرية على أمن الوطن واستقراره.

- أفضل الوسائل والأساليب الناجعة والفاعلة لمواجهة مهددات الأمن الفكري.

استشراف ظاهرة (التنظيمات/الفكر) المتطرف ومدى القدرة على إعادة التكيف والتحور والتموضع:

- أفضل أساليب المواجهة لمنع تشكل حواضن اجتماعية وثقافية للتنظيمات وفكرها المتطرف

-  أثر العوامل والمتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية في تمدد وانحسار الفكر المتطرف.

-  استقراء مستقبل التنظيمات وفكرها المتطرف.

    وقد أفتتح مدير المركز د. علي بن مرزوق الغامدي حلقة النقاش بتقديم الشكر لمعالي رئيس الجامعة أ. د. أحمد بن سالم العامري وسعادة وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز التميم وسعادة عميد البحث العلمي د. سالم بن علي اليامي مشيراً إلى ما يجده المركز من رعاية واهتمام.

ثم تحدث الدكتور فايز الشهري في المحور الأول للحلقة مشيراً إلى عدد من القضايا المهمة التي ينبغي التنبه لها ومنها: أنه تم تشخيص ظاهرة التطرف على عدة مراحل حسب تعاقب ظهور مؤشرات تدل على وجود الفكر المتطرف، ولكن فيما بعد تفاجأ الكثير بظهور جيل جديد لم تكن لديه قاعدة فكرية وهو جيل داعش،  وما عرف فيما بعد بالتجنيد الذاتي أو الذئاب المنفردة لأننا بقينا نحن كمجموعة مؤسسات وأشخاص مهتمين بهذه القضية نركز على ذات الأفكار وذات الأشخاص، كما أشار الدكتور الشهري إلى أنه ليس كل مغرر به هو مقتنع بما يفعل حيث مر بعدة مراحل ومؤثرات تبين كيف وصل لهذه القناعة. والمغرر به هو معروف في الشرع من هو الذي يعتبر مغرر به أو جاهل أو الانسان المرفوع عنه القلم، لكن عند ذكر هذه المبررات توحي أحياناً بنفي هذه الصفة الشرعية عن المتطرف والإرهابي، أو نفي المسؤولية الجنائية أيضاً فيتصور أنها أبعدت عنه الشعور بالذنب. وهذه كله يتطلب تكثيف الدراسات الدقيقة للكشف عن كثير من القضايا المتعلقة بهذه الظاهرة.

ثم تحدث الدكتور عمر العمر مبيناً من دلالات مصطلح الأمن الفكري مع عرض الكثير من البراهين على بطلان وتهاوي الأفكار التي يروج لها الفكر المتطرف، توظيفها التنظيمات المتطرفة للتغرير ببعض الفئآت التي لا تدرك شناعة ما تقوم به تلك التنظيمات من تخريب للمجتمعات رغم قيام الحجة عليهم بما جاء في كتاب الله وبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكشف شبههم كما فعل ذلك الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنه مع الخوارج، ومن أخطر ما تبنته التنظيمات المتطرفة استحلال دماء المسلمين، وهذا مما يبين بأن خطرها يمس المجتمع كله.  

كما أشار الدكتور العمر إلى أن الأمن هو الأساس في حياة الناس ومعاشهم بل هو الأساس أيضاً في كثير من العبادات، ودعا إلى تكاتف الجميع للحفاظ على ما تنعم بلادنا الغالية من أمن ورخاء واستقرار بقيادة خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

ثم تحدث الدكتور عبدالعزيز الهليل مبيناً أن الإنسان في طبيعته طالباً للأمن كأحد متطلبات الحياة الضرورية على اختلاف والأديان  ..يؤكد ذلك في المنظور العلمي ما ورد ضمن  ، والأجناس  ،والطبائع  ،المجتمعات " هرم حاجات ماسلوا " حيث كان الأمن من المطالب الضرورية والمهمة ومن القواعد الأساسية  ً التي تبنى عليها مراحل تطور الإنسان وتحقيق أهدافه وصولا إلى تحقيق ذاته.

وأشار إلى أن قيمة الأمن لتزداد أهميته عند مقابلته بأشد مهددات الأمن على المجتمعات وهو التطرف الفكري وما تشكله التنظيمات المتطرفة من خطر على كافة الأصعدة السياسية منها والثقافية والاجتماعية .. مما يستوجب تشخيص للواقع ومجرياته واستشراف المستقبل ومعطياته، لذا تسعى هذه الورقة لتقديم صورة مختصرة لأفضل أساليب المواجهة لمنع تشكل حواضن اجتماعية وثقافية للتنظيمات وفكرها المتطرف من خلال نبذة عن بعض جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف. ثم قدم عرضاً مختصراً لبعض هذه الجهود في مجال مكافحة التطرف، مستعرضاً أفضل أساليب المواجهة لمنع تشكل حواضن اجتماعية وثقافية للتنظيمات وفكرها المتطرف من خلال نبذة عن جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف وذلك وفق ثلاثة محاور.

وختم مشاركته بالتوصية بإقامة ندوة علمية أو مؤتمر علمي بالتشاور مع الجهات ذات العلاقة؛ لمزيد من التحديد لمعالم الواقع الفكري للمنظمات المتطرفة وفق المستجدات الدولية والإقليمية والمحلية، وكذلك استشراف مستقبل الفكري للمنظمات المتطرفة وسبل مواجهتاه في طور جهود مكافحة التطرف.

ثم بدأ الدكتور على الأسمري مشاركته بتقديم فكرة مبسطة سريعة عن الدراسات المستقبلية، مبيناً أهميتها وخاصة في مجال استشراف خطر التنظيمات المتطرفة. مستعرضاً خصائص التنظيمات المتطرفة في الماضي والحاضر على اعتبار أنها ستساعد في تأسيس قاعدة انطلاق لبناء التصورات المستقبلية، ممثلاً بجماعة الخوارج والقرامة والحشاشين في الماضي وجماعة الإخوان المسلين والقاعدة وداعش في الحاضر وقد اتضح بأنه يجمعها ادعاءات باطلة تتعارض مع قيم الإسلام والإنسانية وأدت إلى فشل التنظيمات المتطرفة في تحقيق أهدافها وهذه دلالة واضحة على أن جميع التنظيمات التي تحمل فكراً متطرفاً مصيرها الفشل بناء على هذا التاريخ الطويل.

ثم عرض الباحث ثلاثة سيناريوهات عن مستقبل التنظيمات المتطرفة، تبين من خلالها أن ظاهرة التطرف بناء على مؤشرات دقيقة لا مستقبل لها خاصة في المملكة العربية السعودية مستدلاً بكلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله وأعزه وولي عهده الأمين صاحب السم الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي يقود المشروع الإصلاحي والتحديثي الشامل على كافية المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية. وفي نهاية مشاركته قدم الأسمري عدداً من التوصيات ومن أهمها: أهمية الاتجاه نحو الدراسات المستقبلية والإسهام بأبحاث معمقة يقوم بها مختصون متمكنون منهجياً وعلمياً. وإيجاد البرامج المناسبة لإعداد باحثين في هذا المجال، وتأسيس وحدات ومعاهد ومراكز في الجامعات السعودية تعنى بالدراسات المستقبلية ويكون ضمن أولوياتها مجال الفكر المتطرف والمهددات الأمنية بشكل عام.

وبعد ذلك أتاح مدير اللقاء الفرصة للحضور بالمداخلات التي أثرت الحلقة بما ورد فيها من إضافات علمية قيمة، وقد حظيت الفعالية بحضور لافت وتفاعلاً كبيراً من خلال الأرقام التي بينت عدد المشاركين.

 


التغطية الإعلامية

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: