أقامت عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يوم الثلاثاء ٦ رمضان ١٤٤٢هـ، الموافق ١٨ أبريل ٢٠٢١م، دورة بعنوان (منهج الإمام الترمذي في مختلف الحديث - دراسة تطبيقية من خلال الجامع الكبير) قدمها الدكتور سعيد سماحة محمد عوض، ضمن سلسلة برامج العمادة التدريبية المجانية (عن بُعد) والموجهة للمهتمين بالبحث العلمي داخل وخارج الجامعة من أعضاء هيئة التدريس وطلبة البكالوريوس والدراسات العليا.
حيث أكد الدكتور سماحة في لقاءه إن موضوع مختلف الحديث لا يزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات التي تعمل على تحرير تعريفه, وبيان نشأة ظاهرة اختلاف الروايات، وقد وجدت السنة النبوية من علماء هذه الأمة العناية والتمحيص والضبط وقاموا بجهود مضنية لصياغتها والحفاظ عليها من تحريف الغاليين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، ومن المشاريع الخالدة لهؤلاء الأئمة دفع الاختلاف بين الأحاديث.
وكما يقول ابن القيم - رحمه الله -« فصلوات الله وسلامه عليه من يُصَدِّق كلامه بعضه بعضاً ويشهد بعضه لبعض، فالاختلاف والإشكال والاشتباه إنما هو في الإفهام لا فيما يخرج من بين شفتيه من الكلام، والواجب على كل مؤمن أن يَكِل ما أُشكل عليه إلى أصدق قائل، ويعلم أن فوق كل ذي علم عليم».([1])
ومُختلف الحديث علم لا يكمل للقيام به إلا الأئمة الجامعين لصناعتي الحديث والفقه ومنهم الحافظ أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي حيث أتقن هذا العلم وعرضه أحسن عرض في كتابه « الجامع ».
ويُعد هذا الكتاب مصدراً من مصادر دفع الاختلاف، وقد أفاد العلماء منه قديماً وحديثاً ومادة البحث تراجمه مع سياقه للأحاديث وتعليقاته، وسأذكر أمثلة أُبيِّن منها وجه الاختلاف والطُرق التي سلكها الإمام الترمذي لدفع هذا الاختلاف، وأقارن رأيه برأي غيره من الأئمة وقد أضيف أمثلة أخرى أكتفي فيها بذكر التراجم والأحاديث مع التعليق المختصر، وأحاول تتبع ما يثار من شبهات حول موضوع البحث والرد عليها.
ولما كانت مباحث هذا العلم ومسائله من الأهمية بمكان فقد استخرت الله في جمع هذا البحث وسميته « منهج الإمام الترمذي في مُختَلَف الحديث دراسة تطبيقية من خلال « الجامع الكبير».
ويتضمن البحث تمهيداً، وثلاثة مباحث، وخاتمة، وفهرساً للأحاديث النبوية، وقائمةً للمصادر والمراجع، وفهرساً للموضوعات، وهي كما يلي:-
- تمهيد: ويتضمن تعريفاً موجزاً بالإمام الترمذي رحمه الله وكتابه الجامع، وعلم مختلف الحديث.
- المبحث الأول: أسباب الاختلاف الظاهري بين الأحاديث عند الإمام الترمذي.
- المبحث الثاني: مسالك دفع الاختلاف بين الأحاديث عند الإمام الترمذي
وفيه ثلاثة مطالب:
· المطلب الأول: مسلك الجمع عند الإمام الترمذي.
· المطلب الثاني: مسلك النسخ عند الإمام الترمذي.
· المطلب الثالث: مسلك الترجيح عند الإمام الترمذي.
- المبحث الثالث: أصول فهم الحديث النبوي عند الإمام الترمذي من خلال مختلف الحديث.
- أما الخاتمة فتتضمن أهم النتائج التي توصلت إليها، ثم ذيَّلت البحث بفهارس للأحاديث النبوية، وقائمة للمصادر والمراجع، وفهرس الموضوعات.
والله أسأل أن يوفقني في هذا العمل، ويجنبني فيه الخطأ والزلل إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
([1]) مفتاح دار السعادة 2/271.