إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-

​​​​​إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-

وَرَبِّ الّذِي اسْتَرْعَاكَ مَجْدُكَ خَالدُ
               وَذِكْرُكَ فِي سَمْعِ الجَدِيدَيْنِ شَاهِدُ
وَلَمْ أَرَ إلّا مَشْرِقَيْكَ مَصَادِرٌ
               عَلَيهَا سَجَايَاكَ الحِسَانُ الخَرَائِدُ
وَمَا اجْتَمَعَتْ إلا بِأَرْوَعَ مَاجدٍ
               إِذَا جَنَّ لَيْلُ المَعْوَزِينَ المُعَانِدُ
وَيَكْفِيكَ يَامَوْلايَ أَنَّكَ صَارِمٌ
               وَإِصْلِيتُ عَدْلٍ عَنْ حِيَاضِهِ ذائِدُ
وَقُورٌ عَلَى التَّاريخِ عَرْشُكَ مِثْلَمَا
               أَقَرَّ عَلَى هَذا السَّدِيمِ عُطَاردُ
بِكَ اسْتَنْقَذَ اللهُ العُرُوبةَ وَالحِمَى
            وَفِي النَّقْعِ وَالهَيْجَاءِتُرْجَى الفَرَاقِدُ
مَلِيكٌ وَلا كُلّ المُلُوكِ مَطَالِعَاً
                وَمَيْسَمُ قُطْبَيْهَا طَرِيفٌ وَتَالِدُ
وَمَا كَانَ بَيْتُ العِزِّ إِلّا وَبَيْتُكُمْ
                بِهِ مُحْتَبٍ حَامِي الذِّمَارِ المُنَاجِدُ
فَأُوْرِثَ مَالا يُنْكِرُ النَّاسُ وَسْمَهُ
                وَذَو حَسَبٍ تَسْعَى إِلَيْهِ المَحَاتِدُ
فَيَا بْنَ الأُلَى هُمْ فِي ذُؤَابَةِ وَائِلٍ
                وَآبَاؤُكَ الصِّيدُ المُلُوكُ الأَبَاعِدُ
وَمِنْ يَوْمِ ذِي قَارٍ وَأنْتُمْ صَمِيمُهَا
                 وَمِنْ فَجْرِ عَدْنَانٍ وَأَنْتُمْ أَمَاجِدُ
سَلِيلُ فُرُوعِ الجُودِ مِنْ آلِ مُقْرِنٍ
                 وَفِي دَوْحِهَا عَبْدُ العَزِيزِ المُجَاهِدُ
أَخُو الحَرْبِ إِنْ شَبَّتْ لَظَاهَا وَحَمْحَمَتْ
                  وَفِي السِّلْمِ لِلْمَطْلُوبِ سَيْفٌ وسَاعِدُ
وَسَادَ أَخُو نُورا وَأَهْلُوكَ فِي الذُّرَى
                وَلَمْ تَنْبُ مِنْكمْ فِي الطِّعَانِ الفَرَانِدُ
عَلَى هَامَةِ التّارِيخِ تَاجٌ مُرَصَّعٌ
                 وَسِيرَةُ عَزْمٍ ثَقَّفَتْهَا السَّوَاعِدُ
وَأُعْطِيتَ يَا مَوْلايَ بَيْعَةَ أُمَّةٍ
                 فَقُمْتَ بِهَا عَهْدَاً وَجَفْنُكَ سَاهِدُ
مَلَكْتَ زِمَامَ المَجْدِ مُنْفَرِدَاً بِهِ
                 وَأَحْكَمْتَ وَحْشَ البِيدِ وهْيَ أَوَابِدُ
أَخَا الفَهْدِ وَالّليْلُ الثَّقِيلُ كَأنَّهُ
                  عَلَى رُوحِي الغَرْثَى طَوِيلٌ وَحَاشِدُ
إِذَا قَامَ دَيْجُورُ المَجَرَّاتِ ثَائِرَاً
                 وَضَاقَتْ عَلَى اليَقْظَانِ تِلْكَ الفَدَافِدُ
عَهِدُّتكَ فِي الفَجْرِ الضَّحُوكِ ابْتِسَامَةً
                   وَفِي كُلِّ عِرْنِينٍ سَحَابُكَ قَاصِدُ
إِذَا نَهَسَ النَّابُ الدَّيَاجِي نِكَايَةً
                  ففِي سَحَرِ المَحْزُونِ نَجْمُكَ وَاحِدُ
فَلا يَبْتَئِسْ مَنْ كَانَ فِيهَا مُرَوَّعَاً
                وَفِي ظِلِّكَ السَّامِي تَلِينُ الشَّدَائِدُ
عَلَى خُيَلاءِ الخَيْلِ بَأسَاً وَرَحْمَةً
                عَلَوْتَ وَفِي الحَالَيْنِ قَرْمٌ ومَاجِدُ
أخَا الفَهْدِ وَالشِّعْرَى أَنَاخَتْ رِكَابَهَا
                عَلَى لَيْلَتِي الثَّكْلَى وَعَيْنِي تُنَاشِدُ
عَقَدْنَا عَليْكَ العَزْمَ فِي حَوْمَةِ الوَغَى
               وَقَدْ أَعْوَزَتْنَا فِي الرَّزَايَا المَقَاصِدُ
إِذَا مَا تَنَحَّى الفَجْرُ وَازْوَرَّ جَانِبَاً
                 وَلاحَ ظَلامٌ مِنْ دُجَى الّلَيْلِ رَاعِدُ
أنَارَتْ عَلَى الآفَاقِ مِنْكَ صَوَاعِقٌ
                 وَدُكَّتْ بِهَا تِلْكَ الجِبَالُ الجَلامِدُ
فَيَا أَيُّهَا الغَيْثُ الجَوَادُ سَحَابُهُ
                 عَلَى مُمْحِلٍ جَفَّتْ عَلَيْهِ المَوَارِدُ
وَكَيْفَ النَّوَى تُرْخِي عَلَيهُ سُدُولُهَا
                 ونُورُكَ فِي الأَرْجَاءِ جَيْشٌ وقَائِدُ
بِأَعْطَشَ مِنْهُ يَوْمَ أنّي مِنَ الأسَى
                ظَمِئْتُ وَقَدْ غَابَ الغَمَامُ المُعَاوِدُ
وَأَوْجَدَ مِنْ قَلْبِ الخَلُوجِ وَنَوْحِهَا
                وَقَلْبِي عَلَى رُؤْياكَ وَاللهِ وَاجِدُ
وَمَاكُنْتُ إِلّا مُسْتَهَامَاً أَعَانهُ
                لِسَانٌ صَدُوقٌ والقَوَافِي شَوَاهِدُ
أبَا الفَهْدِ يَامَوْلايَ خُضْتُ بُحُورَهَا
                حَنِينَاً وَقَدْ رَقَّتْ عَلَيّ القَصَائِدُ
صَنِيعُكَ يَرْعَى فِي الوَلاءِ ذِمَامَهَا
                 وَمَعْرُوفُكَ الفَيَّاضُ لاشَكَّ عَاقِدُ
تَحَمّلْتَ هَمَّ القَوْمِ فِي خَيْرِ أُمَّةٍ
                وَأيْقَظْتَها عِزَّاً وَغَيْرُكَ رَاقِدُ
رَكِبْتَ صِعَابَاً وَالقَنَا تَتْبَعُ القَنَا
                وَنَفْسُكَ يَقْظَى وَالنُّفُوسُ هَوَاجِدُ
فَلاطَابَ إِنْ نَابَتْ حِمَانَا مُلِمَّةٌ
               لَكَ العَيْشُ والنَّوْمُ الهَنِيُّ الوَسَائِدُ
وَعُرْوَتُكَ الوُثْقَى سِرَاجٌ كَأَنَّهُا
               عَلَى قَـمَرَيْهِا تَسْـتَنِيرُ العَقَائِدُ
حَنِيفيَّةٌ عَزَّتْ كِتَاباً وَسُنَّةً
                وَأُسُّ سُلامَاهَا التُّـقَى وَالقَوَاعِدُ
خَدَمْتَ بُيُوتَ اللهِ حَتَّى أَقَمْتَهَا
                وَأَثْنَت عَلَى مَسْعَاكَ تلْكَ المَسَاجِدُ
وَشَعْبُكَ صِدِّيقٌ وَتُرْبُكَ طَاهرٌ
                وَنَفْسُكَ يَزْهُوهَا الرِّضَا وَالمَحَامِدُ
فَإِنّي وَهَذَي الأَرْضُ نَرْعَى خَيَالَهَا
                 وَفِي لاهِبِ العَطْشَى زُلَالُكَ بَارِدُ
وَنَفْسٍ قَدِ اسْتَجْدَى النَّجِيعَ وَرِيدُهَا
                   وَلا بَلَّهَا إلا جَدَاكَ المُسَاعِدُ
وَدَوْمَاً نَدَى كَفَّيْكَ خِصْبٌ لِيَابِسٍ
                  وَطِيبُكَ فِي جِيدِ الزَّمَانِ قَلائدُ
عَلَيْكَ سَلامُ اللهِ مَا لاحَ بَارِقٌ
                 وَمَا اسْتَعْبَرَتْ عَيْنٌ وَمَارَقَّ وَالِدُ
وَرَبِّ الّذِي اسْتَرْعَاكَ إِنَّكَ أُمَّة
                  وإنك يَا ابْنَ الأَكْرَمِينَ مُجَاهِدُ

شعر/ د. عبدالله بن ثاني - عميد الموهبة والإبداع والتميز البحثي 



هـ م
التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: