أصدقتَ أم كنتَ من الكاذبين !؟

الكاتب :   أ. محمد بن إبراهيم الشعيبي

أصدقت أم كنت من الكاذبين؟



إن واقعنا اليوم يعج بالأخبار المغلوطة والأحاديث المكذوبة ما تتلوث به الأسماع وتفسد به النفوس وتزل به الأقدام، وقد بين الله لنا في خبر سليمان عليه السلام منهجاً رصينا وطريقا قويما في تعاطي الأخبار والتعامل معها والتثبت منها والنظر فيها،فإن سليمان عليه السلام عندما تفقد الطير ولم يجد الهدهد بينهم لم يتهمه بالغياب ابتداءً إنما نسب الأمر لنفسه أولاً فقال (مالي لا أرى الهدهد) ثم قال (أم كان من الغائبين) فإن في هذين الإحتمالين صدق مع النفس في تعاطيها مع الأحداث أن تعزو القصور إليها .

ولما بين الهدهد لسليمان عليه السلام ما كان عليه قوم بلقيس من الشرك بالله لم يقبل خبره إلا على وجه التحقق والتثبت فقال (سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين)فمع عزمه عليه السلام على تفحص هذا الخبر والتحقق منه إلا أن هذا لم يمنعه من إحسان ظنه بالهدهد فقدم الصدق في خبره على الكذب (أصدقت أم كنت من الكاذبين)

وهنا أقول : ما أحوجنا في عصرنا هذا الذي تعددت فيه وسائل نقل الأخبار وتنوعت فيه طرق انتشارها إلى هذا المنهج النبوي القرآني في التعامل مع الأخبار وتلقيها وفحصها وإمعان النظر فيها  ،فكم من خبر جاء على الشرفاء بالعار  وكم من خبر جاء على الديار بالخراب والدمار ،لا سيما اليوم وقد تكالبت علينا الأمم من مرجفة مزعزعة ترجو فرقتنا وتأمل هلاكنا،فإنا بأمس الحاجة إلى أن نوحد كلمتنا ونجمع صفنا تاركين كل خلاف نابذين كل فرقة مجتمع متماسك على طاعة الله وطاعة رسوله وولاة أمره.

وإن المتأمل في تاريخ الأمم كافة وتاريخ أمتنا خاصة ليعلم علم يقين ما جرت الفرقة عليها من مآسي كثيرة ومصائب خطيرة ما لو اتبعوا منهج الله كان لهم في النجاة قال سبحانه (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين)


كتبه:

محمد بن إبراهيم الشعيبي


التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: