سلمان بن عبدالعزيز

الكاتب :   د. محمد الواصل

بسم الله الرحمن الرحيم

  • الذكرى الثالثة لتولي خادم الحرمين الشريفين -

الملك سلمان عبد العزيز آل سعود

مقاليد الحُكم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أمَّا بعد :

 إن المتأمل في أدلة الوحيين في وجوب البيعة لولي الأمر  يدرك بكل جلاء أن عقيدة أهل السنة والسنة والجماعة بُنيت على شواهد راسخة واضحة تنير دروب السالكين ، فمن الأدلة على ذلك قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فأمر الله عزَّ وجلَّ بطاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاة أمور المسلمين وهذا يتضمن الإقرار ببيعتهم ، وأنهم داخلون تحت ولايته ملزمون ببيعته ، وَقَدْ قال النبي صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم : (من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وقال : (من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية) رواه الإمام أحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ وابنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيْثِ معاوية رَضِيَ اللهُ عنهُ وهو حديث صحيح ، وقال الإمَامُ أحْمَدُ رَحِمَهُ اللهُ: {لا يحل لمسلم أن يبيت ولا يراه إماما برا كان أو فاجرا}  وقال النبي صلى الله عليه وسلم آمراً بالسمع والطاعة بالمعروف: (منْ رأى من أميره شيئاً من معصية الله ؛ فليكره ما يأت من معصية الله ، ولا يَنْزعن يداً من طاعة) وقال: (ومن أتاكم وأمركم جميع يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه) ويمتد بنا التاريخ وعلى ثوابتنا نسير لا يزعزع صفونا حاسد أو حاقد أو صاحب هوى ، فها هي مملكة الخير والعطاء تحتفي المملكة العربية السعودية ، شهر ربيع الآخر من عام 1439، بالذكرى الثالثة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود  حفظه الله مقاليد الحكم ، والاحتفاء بهذه المناسبة العزيزة على كل مواطن ومواطنة هو احتفاء بسنة من الأمن والأمان والإنجاز والعطاء, تمّ خلالها تطوير الأنظمة وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة، ومواصلة تنفيذ المشاريع التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة؛ ليعم نفعها شرائح المجتمع كافة، حتى تتحقّق  بإذن الله تنمية متوازنة وشاملة, فجميع أنحاء المملكة  ولله الحمد  تحوّلت إلى ورشة عمل ومرحلة بناء، في الوقت الذي يمر العالم فيه بأزمة مالية خانقة، وفي حقيقة الأمر، فإن هذه المشاريع المتعدّدة والمتنوّعة التي تهدف إلى خير ورفاهية المواطن ترسخت من خلال المواطن وولائه لقيادته وانتمائه لوطنه، ومن التفاف الرعية حول الراعي، بحبل من الود والحب الساكن في القلوب والنفوس ، ولم يتوانا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود  حفظه الله منذ توليه الحكم في المملكة، جهداً في  المُضي قدماً بمسيرة الوطن نحو التقدم، فقد تعدّدت نشاطاته في المجالات المختلفة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي تعدداً سبقته نشاطات في مراحل مختلفة ، وبقلوب ملؤها الحب والأمن والاطمئنان والإنجاز والعطاء، في مجالات الحياة وصنوفها، فها هي عجلة التطور وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة يمضيان سويا مع مواصلة تنفيذ المشروعات التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة ، وتحولت المملكة العربية السعودية ولله الحمد إلى ورش عمل وبناء، في وقت يمر العالم فيه بأزمات أمنية واقتصادية ومالية وتنموية، ذلك أن الدولة رعاها الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تسعى من خلال ورش العمل الكبرى إلى توفير الخير والرفاهية للمواطن الذي يبادلها الحب والولاء في صورة جسدت أسمى معاني التفاف الرعية حول الراعي ، ويحمل الاحتفاء بالبيعة الثالثة عدة مضامين، من ابرزها تجديد بيعة الولاء من الشعب الوفي لقائد مسيرته الوطنية نحو التنمية والبناء، وتأمين كل ما من شأنه تعزيز مكانة بلادنا الغالية بين الأمم، تنمية واستقرارا، كما تتجدد ذكرى البيعة هذا العام والوطن يخطو بثقة نحو مزيد من العلو في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، في ظل الجهود الإصلاحية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمعاونة عضده الحكيم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، يحفظهما الله والتي تلقى كل التأييد من المواطنين، خاصة ما يتصل بوضع حد للفساد واهدار المال العام في غير مصلحة الوطن ، وشهدت المملكة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله العديد من التحولات والإصلاحات التي عززت دورها خليجيا وعربيا وعالميا، فضلا عن مسيرة التنمية الشاملة التي تتميز بالحزم والشفافية، ومحاربة الفساد، والتطوير، والمضي في تنفيذ رؤية 2030م التي تنم عن بعد نظر القيادة الرشيدة، واستشرافها للمستقبل وترسيخ الأمن والأمان وتجسيد السعوديين نموذجا رائعا في ولائهم لقادتهم، ووقوفهم صفا واحدا ضد من يحاول النيل من أمن الوطن ، فنسأل الله أن يديم على مملكتنا الغالية أمنها وأن يحفظ ولاتها.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

قاله كاتبه د. محمد بن سليمان الواصل


التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: