اليوم الوطني الثامن والثمانون

الكاتب :   د. محمد الواصل

بسم الله الرحمن الرحيم 

اليوم الوطني الثامن الثمانون 

الحمد لله الذي وهبنا الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان ورزقنا نعمة الإيمان القائل في محكم القرآن {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان المرسل بالقرآن إلى الثقلين الإنس والجان     

  • حب الوطن أمر فطري : 

 لا ينازع فيه إلا مكابر وقد قرنَ الله الإخراج من الديار بقتل الأنفس حين قال تعالى: (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم ، أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليلٌ منهم ) ولشدة مفارقة الديار على النفس رتب الله الثوابَ العظيم للمهاجرين في سبيله الذين فارقوا أوطانهم وأوطان أهليهم استجابةً لربهم. وجعل الله من عقوبة الزاني بعد جلده التغريبَ والإبعادَ عن وطنه. 

مع اتفاق الجميع على حب الوطن ونعمة توحيد البلاد على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وقع خلاف فقهي فرعي في جواز الاحتفال باليوم الوطني، فعلماؤنا الكبار يرون التحريم لعلة التشبه بالكفار وأعيادهم وعلل أخرى، فيما يرى آخرون جواز الاحتفال من باب العادات دون أن يشتمل على محرم ودون أن لا يكون فيه مبالغات وتضخيم ترفعه إلى منزلة العيد وتضاهي به منزلة الأعياد الشرعية.. وعلى كل حال المسألة فرعية والمرجع في هذا الخلاف هو العلماء الكبار حفظهم الله. 

اليوم الوطني مناسبةٌ عزيزةُ تتكررُ كُلَ عامٍ لِتُذَكِر بِما فعلَ الملكُ المؤسسُ – رحِمهُ الله - ومن بعده من أبناء بررة ومن كان معهم من أبطالٍ أوفياءٍ لتوحيدِ هذا الكيان تحت رايةٍ واحدةٍ والمضي بهِ في طريقِ النموِ والتطورِ والبناء، ولكنها في الوقت نفسه ذكرى تعملُ على تحفيزِ جيل الحاضر والمستقبل للمحافظة على تلك المكتسبات والثروات والإمكانات لمتابعة تلك النهضة العملاقة والتي عرفها الوطن ويعيشها في العديد من المجالات حتى غدت المملكة وفي زمنٍ قياسي في مصافِ الدولِ المتقدمةِ، بل إنها تميزت عليهم بما لديها من قيمٍ دينيةٍ ومن خلال رعايتها وعنايتها بتطوير الحرمين الشريفين قبلة المسلمين واهتمامها باستقبالِ والعناية بالحجاجِ والمعتمرين والزوار . 

في اليوم الوطني ذكرى للأجيال بتجديدِ وتعزيزِ الولاءِ والبيعةِ لقيادةِ هذا الوطن والتأكيدِ على وحدةِ الصفِ واللُحمةِ الوطنيةِ والترابطِ الاجتماعي ونبذِ كُلِ أنواعِ التطرفِ والغلوِ والتفرقةِ والخذلان والوقوف خلفَ قيادتِنا ضِدَ كُلِ مُحاولاتِ التشكيكِ ودعمِ كُلِ خُططِ التنميةِ وبرامجِ التطويرِ ومُبادراتِ التقدُمِ والازدهارِ، وتحقيق رؤية المملكة 2030 والتي تمثل مرحلة جديدة من استشراف المستقبل، فهو يومُ فرحٍ بالإنجازِ واحتفالٍ بهِ وتعريف الأجيالِ الجديدةِ بأهميتهِ، وهو يومُ بهجةٍ وسرورٍ بتحقيق الوحدةِ الوطنيةِ تحت رايةٍ خالدةٍ هي رايةُ الإسلام، وهو يومُ التأكيدِ على المُضي لتحقيقِ المزيدِ من الإنجازاتِ في كافةِ المجالاتِ في إطار التمسك بثوابتِ دينِنا الحنيف . 

اليومُ الوطني ليس يوم نوم وكسل أو يوم فوضى وتسكع في الطرقات وإزعاجٍ الآخرين والتعدي على حقوقهم أو يومَ تخريب للممتلكاتِ العامةِ ومخالفة للأنظمةِ والقوانين أو يوم زعزعةِ الأمن والاستقرار من خلال تصرفات طائشة أو أفكار ضالة، بل هو يوم نتذكرُ فيهِ أهمية البناءِ والعملِ والإنجازِ وضرورة المحافظةِ على نِعمةِ الأمنِ والأمانِ ونصرة الحق واتباعِ الأنظمةِ والتعليمات. 

أسألُ الله أن يحفظَ خادِم الحرمينِ الشريفين ووليَ عهدهِ الأمين والشعبَ السعودي الكريم، وأن يُعيدَ علينا هذهِ المُناسبةِ التاريخيةِ وبِلادنا الغالية تنعمُ بالأمنِ والأمانِ والنصرِ والازدهار وأن ينصر جنودنا الأبطالِ ورجالِ أمننِا الذين يذودونَ بأرواحِهِم لحِمايةِ دينِهم ووطِنهِم ويحافظون على أمنِ هذا الوطن  

  • ختاماً :  

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا  اللهم من أراد بلادنا بسوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء , اللهم احفظ بلادنا من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار , اللهم احفظ بلادنا من عث العابثين وكيد الكائدين وعدوان المعتدين ومن كل فكر ضال . 

قاله كاتبه 

د .محمد بن سليمان الواصل


التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: