عطاء وتقدير

الكاتب :   د. محمد الواصـل


بسم الله الرحمن الرحيم

المُعلم والمُتعلم

( عطاءٌ و تقدير )

إن أغلى المكاسب، وأعلى المطالب، وأرفع المواهب، علم نافع، ينفع في الدنيا، ويرفع في الأخرى، وكفى أهله شرفاً أن الله رفع قدرهم، وأعلى ذكرهم، وأشاد في العالمين بخبرهم، قال عز وجل: ﴿ يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة:11] وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم:((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) رواه أحمد والطبراني، قال ابن عبد البر: أحسن كلمة توارثها الناس بعد كلام النبوة، قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قيمة كل امرئ ما يحسن.

  • ولله در القائل :

إن كبير القوم لا علم عنده ♦♦♦ صغيرٌ إذا التفت إليه المحافل

  • صور من التقدير :

ويظهر احترام المُتعلم لمعلمه من خلال إظهار اللطف في معاملته ومعاملة زملائه، حيث يعمل ذلك على بناء علاقةٍ من الود فيما بينهم، ومن الجيد أيضاً التحدّث مع المُعلم بعباراتٍ لطيفة، وعدم التصرف بتصرفاتٍ أو أحاديثٍ تزعجه، وعند احترام المُتعلم لمعلمه سيبدأ المُتعلم بحبّ معلمه بشكلٍ أكبر، وسينتج عنه حبّ المُعلم للطالب، ممّا يؤدي إلى تكوين روابط بين الطرفين.

كذلك المشاركة الفاعلة يظهر احترام المُتعلم للمُعلم من خلال المشاركة الفاعلة في الفصل الدراسي والمتمثلة بعدّة أمورٍ، ومن أهمها الالتزام بموعد الحصص فالحضور والالتزام بمواعيد الحصص والدروس من شأنه أن يُقدّم للمُعلم انطباعاً جيّداً حول كون المُتعلم مهتماً بما يقدمه المُعلم، ويوحي أيضاً باحترام المُعلمين وزملاء القاعة الاستماع والتركيز يستلزم إظهار الاحترام للمُعلم بالضرورة الاستماع والتركيز لما يتمّ عرضه في المحاضرة، وعدم تشتيت الانتباه بالأحاديث الجانبية وعدم الانشغال ، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالدور عند الرغبة في طرح سؤالٍ أو رأي في القاعة كذلك تحضير الواجبات المنزليّة  يجب على كلّ متعلم الحضور إلى القاعة الدراسي مُجهّزاً جميع الواجبات التي طُلبت منه من قبل المُعلم؛ وذلك لإظهار الاحترام للمُعلم والزملاء، كما يمكن تقديم العذر الصادق للمُعلم في حال عدم القدرة على القيام بالواجب في موعده دور الأنظمة التعليمية لا يقتصر واجب احترام المُعلم على الطلاب فحسب، بل يجب على المؤسسات والأنظمة التعليمية تقديم بعض الإجراءات التي من شأنها إظهار الاحترام للمُعلم، ومنها تقديم ردود الفعل حول أداء المُعلم في مؤسسته التعليمية من خلال التقييم الدوري، وتوفير الدعم المناسب لزيادة فاعليته وإنتاجيته التعليمية توفير وقتٍ إضافي خلال أوقات الدوام للمعلمين للتعاون مع الزملاء وحلّ المشكلات المشتركة، حيث يُعدّ ذلك من طرق دعم المُعلم والاعتراف بأنّ التعليم هو المسؤولية الأساسية لكلّ معلم تشكيل مجموعاتٍ من المُعلمين بحيث يتشاركون المسؤولية بما يخص نفس المجموعة من الطلبة إعطاء المُعلمين أوقاتاً مناسبةً لتطبيق مبادراتٍ جديدةٍ. تجميل صورة التعليم كمهنة، وتقديم كلّ ما يلزم لجعلها جذّابةً في نظر المُعلمين الذين يودون امتهانها مدى الحياة. إلقاء التحية على المُعلم عند رؤيته وعدم الاختباء منه الابتعاد عن الغرور، والظن أنّ للطالب معرفة تفوق التي عند أستاذه، وعدم المجاهرة بذلك حتى وإن كان صحيحاً. الصبر وتحمل غضب المُعلم التأدب في الجلوس مع المُعلم أو المُعلمة، حيث يجب على الطلاب أن يكونوا هادئين وساكنين، مع الحرص على وجود مسافةٍ بينهم وبين معلمهم، كما يجب عليهم عدم الاستناد إلى الحائط، لما في ذلك من استهتار وعدم جدية، ودعوة إلى الكسل وعدم التركيز. الاستئذان قبل الدخول إلى المُعلم، مع مراعاة اللباقة والنظافة في المظهر العام، والذي يشمل الملابس والشعر. إظهار الامتنان والسرور في تلقي العلم والمعرفة أمام المُعلم، هذا ويجب ألا يكون الهدف الوحيد من الذهاب إلى المنشأة التعليمية هو الدراسة فحسب، إذ يجب على الطلاب نهل الأخلاق والسمات الحميدة من معلمهم. الإنصات الجيد إلى المُعلم أثناء الحديث، والابتعاد عن تجميع الأخطاء أو الهفوات بحقه وعرضها أمام الطلاب الآخرين. تركيز النظر على المُعلم أثناء حديثه أو شرحه للدرس، وعدم الالتفات والتشاغل مع الآخرين بهدف اللعب واللهو، حيث يجب أن يجلس الطلاب داخل القاعة كأنما على رؤوسهم الطير، أو كأنهم في المسجد ويريدون الصلاة. الحفاظ على أدوات المُعلم، كحقيبته وأوراقه وحتى ممتلكاته الشخصية وعدم العبث بها. محاولة فهم المعلومات المعطاة خلال الدرس من اول مرة، حتى لا يضطر المُعلم إلى إعادة شرحها وتضييع الوقت عليها. عدم مقاطعة المُعلم أثناء سماع قصة أو حديث معروف، فعلى المُتعلم أن يتظاهر بعدم معرفته وترك المُعلم يكمل للنهاية.

  •   نماذج في التقدير :

من القصص عن السلف الصالح بخصوص هذا الأمر، منها أنّ ابن عباس رضي الله عنه مكث سنتين محاولاً أن يسأل مُعلمه عمر بن الخطاب عن حديثٍ معين، لكنّه لم يقدر بسبب هيبته، هذا وقد قال الربيع أنّه لم يجرؤ على شرب الماء أثناء نظر الشافعي إليه وروي عن سفيان بن عينية وهو أحد المُعلمين القاسيين في التربية، وسريعي الغضب أنّه طلب منه الهدوء والتروي في التعليم حتى لا يتركه الطلاب، فرد قائلاً: ( إنّ الحماقة هي ترك ما ينفع بسبب سوء المعاملة أو الخلق ) ويشار بأنّ في ذلك أجرٌ للطالب.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين.

قاله كاتبه

د . محد بن سليمان الواصل


التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: