حقوق ولاة الأمر في الإسلام

الكاتب :   د. محمد الواصـل

بسم الله الرحمن الرحيم 


    الولاء والبراء وحقوق ولاة الأمر في القرآن الكريم - 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، أمَّا بعد : 


إن المتأمل في المحاور التي تناولها القرآن الكريم فإنه يجد أنه يدور في أغلب محاوره على تقرير التوحيد ونبذ الشرك والولاء والبراء ، ويراد من الولاء والبراء أن تتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأن تتبرأ من الكافرين والمنافقين والعصاة ، وقد أورد القرآن الكريم الولاء والبراء في مشاهد متعددة فمن ذلك قوله جل ثناؤه : [رمز]اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ[رمز] {البقرة:257} فالآية الكريمة بينت أو الولاء لله يخرج من الكفر ويدخل في الإيمان ، وأن الولاء للطاغوت وهو كل ما يعبد من دون الله يخرج من الإيمان ويدخل في الكفر ، وكذلك في وقوله سبحانه [رمز]وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ[رمز] {المائدة:81} فالآية تدل على نفي الإيمان عن الذين يتخذون الكفار أولياء ، وهذا يدل على الربط بين الإيمان والولاء ، وقوله تبارك وتعالى [رمز]قُلْ أَغَيْرَ اللهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ المُشْرِكِينَ[رمز] {الأنعام:14}  ، فالآية توضح العلاقة الوثقى بين الولاء لله سبحانه وبين الإسلام من جهة ، والنهي عن الشرك من جهة أخرى ، والنهي عن الشرك يقتضي الأمر بالإيمان ، وقولـه سبحانه [رمز]وَالمُؤْمِنُــونَ وَالمُؤْمِنَــــاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ[رمز] {التوبة:71} فالآية الكريمة تـدل بوضوح وبما لا شك فيه أن أعمال الجوارح مما ذكر في الآية هي من حقيقة ومستلزمات ومظاهر الولاء في الإسلام ، وعن التطبيق العملي لعقيدة الولاء والبراء بمظاهرها قال تعالى في حق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأطهار من المهاجرين والأنصار [رمز]إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ[رمز] {الأنفال:72} ، فالآية بينت أن الإيمان والهجرة والجهاد والإيواء والنصرة من مظاهر الولاء ، وعقيدة أهل السنة والجماعة بشمولها أوضحت جانباً في غاية الأهمية والمتضمن أن من أجل صور ومظاهر الولاء طاعة ولاة الأمر وهي ليست تفضلاً أو تكرماً ، إنها أمر ممن خلق هذا الكون وسيّره فلن تتحقق للمجتمع استقامة وأمن واستقرار إلا بوجود علاقة طيبة بين الحاكم والمحكوم مبنية على الطاعة لهم مالم يكن في ذلك معصية الخالق قال تعالى [رمز]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [رمز]{النساء : 59} ومما يجب التنبه له والاهتمام به تربية النشء على محبة ولاة الأمر وطاعتهم وأن ذلك أمر رباني وأن في طاعتهم وعدم الانشقاق عليهم حفظ للدين والعقل والنفس ، عندما نربي أبنائنا وبناتنا على حب الوطن وحب ولاة الأمر ووجوب طاعتهم منذ الصغر ونرسخ ذلك في نفوسهم فإن ذلك يكون درع في وجه دعاة الفساد والانشقاق ، ابنائنا أمانه في أعناقنا عندما نفشل في أعدادهم فإننا نتحمل جزء من أخطائهم. 


    ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية : 


التاريخ سطر بأحرف من ذهب قادة عظماء توالت مدة حكمهم في بلاد العطاء والعزة والفخر، منذ بداية تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ونحن نعيش في نقلات متطورة، سواءً كانت اجتماعية واقتصادية وثقافية تنتقل من فترة إلى فترة، وهي لا تتوقف عند زمن معين، وهذا بفضل الله وتوفيقه ثم لملوكها الذين ساروا على عهد مؤسسها متمسكين بالكتاب والسنة ، وهي تتمتع بملوك قاموا على حمايتها وتطويرها، وشهد لهم التاريخ على مر العصور بأنهم وضعوا مصلحة الشعب دائماً في مقدمة كل أمر وفوق كل شأن ، وبذلك أصبحت المملكة في أعلى المراتب من التقدم والرقي الحضاري والعلمي ولنقلب معاً صفحات تاريخ مضى لسيرة ملوك تركوا أثارهم في كل عهد ميمون لهم على أرض المملكة نلمسه نحن في كل جزء من أجزاء هذه البلاد ، والناظر في تاريخ ملوك المملكة العربية السعودية وسنوات حكمهم يكتشف أنهم أتوا مكملين لبعضهم البعض ، فهم يبدأون عهدهم بالحكم من حيث ما انتهى إليه الحاكم الذي سبقه ، ولذلك تعيش المملكة في عهد أمن واطمئنان، وتطور ملحوظ يلمسه المواطن والمقيم على أرض المملكة ،   ولنقرأ باختصار بعض إنجازات ملوك المملكة العربية السعودية في سنوات عهدهم. 


    الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن : 


مؤسس المملكة العربية السعودية ، ولد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود في عام 1876م وتوفي في عام 1953م ، خاض العديد من المعارك من أهمها معركة فتح الرياض في عام 1902م، والتي كانت بداية تأسيس اللبنة الأولى للمملكة ، وكانت البوابة التي مهدت في فتح باقي مناطق المملكة ، مما ساهم في توحيدها ، كما كانت له العديد من المعارك التي توالت بعد فتح الرياض ، مثل معركة الدلم ، والبكيرية، والشنانة ، وروضة مهنا ، والطرفية ، وابي دخن ، والأحساء ، وجراب ، وكنزان ، والبكرة ، وتربة، وحجلا، وحرملة، وسبلة، وام رضمة، وجازان، وكانت وفاة الملك عبدالعزيز في محافظة الطائف في عام 1373ه ، هو أول ملك للمملكة، وأنشأ أول وزارة في المملكة وهي وزارة الخارجية وكان ذلك في عام 1930م، وأسس وزارة الدفاع في عام 1946م ووزارة الداخلية في عام 1931م، ووزارة المالية، بالإضافة على مجلس الشورى الذي تم تشكيله في عام 1927م، وفي عهده تم تأسيس أول نظام للمحكمة التجارية وأول نظام للمصاريف وأول نظام للتليفونات، وتوحيد الطوابع والمستشفيات ومديرية الشرطة، واسس أول مصنع للثلج، وتم تصدير أول شحنة بترول من المملكة في ميناء رأس التنورة، وتم تأسيس مؤسسة النقد العربي السعودي في عهده وحفر أول حقل بترول في عام 1359م، كما أنه افتتح العديد من المساجد في الرياض وابها، وكان آخر ما قام به الملك عبدالعزيز قبل وفاته هو رئيس لجلسة مجلس الشورى التي سميت بجلسة الملك عبدالعزيز كونها آخر جلسة يترأسها الملك. 


    الملك سعود بن عبدالعزيز : 


بويع ملكاً بعد وفاة والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وشهد في عصره إنجازات عديدة، من ضمنها إنشاء مجلس الوزراء وإسناد رئاسته إلى الأمير "فيصل" في عهده، تم تحويل مديرية المعارف إلى وزارة المعارف وعين صاحب السمو الملكي الأمير "فهد" وزيراً للمعارف، وقفز التعليم قفزات هائلة من حيث الكم والكيف، كما حرص على تعليم الفتيات فأنشأ لهن أول مدرسة خاصة بهن في عام 1960م، وقام بتطوير المطارات في بمختلف المناطق وافتتح ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام في عام 1961م، وتعتبر النهضة العمرانية في عهد الملك سعود من أوسع النهضات وأبرزها، فالمشروعات كثيرة وأهمها توسعة المسجد النبوي الذي اعتمد مشروعها في عهد الملك عبدالعزيز، ثم توسعة المسجد الحرام ، وفي عام 1377ه/ 1958م، تعرضت البلاد لأزمة مالية وإدارية بسبب الظروف في المنطقة العربية، فقرر الملك سعود منح صاحب السمو الملكي الأمير "فيصل" ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، سلطات واسعة لرسم سياسة الدولة الداخلية والخارجية والمالية والإشراف على تنفيذها، ولإعادة النظر في نظام مجلس الوزراء، وتعديل ما يجب تعديله من الأنظمة القائمة. 


    الملك فيصل بن عبدالعزيز : 


شارك في بداية حياته في العديد من حملات توحيد البلاد في عهد الملك عبدالعزيز، ترأس وفد المملكة إلى مؤتمر لندن المنعقد عام 1358ه/ 1939م لمناقشة القضية الفلسطينية المعروف باسم "المائدة المستديرة"، كما ترأس وفد المملكة لحضور مؤتمر الأمم المتحدة الذي عقد يوم 25 أبريل 1945م في مدينة سان فرانسسكو بناءً على الدعوة التي تلقاها الملك عبدالعزيز من دول الحلفاء الكبرى لحضور هذا المؤتمر، ووقع سموه باسم المملكة على تصريح الأمم المتحدة باسم بلاده، ثم حضر مؤتمر ميثاق هيئة الأمم الذي انتهى في 26 يونيو 1945م / 15 رجب 1364ه ووقع على الميثاق نيابة عن جلالة الملك عبدالعزيز. 


وعندما أسند إليه أخوه الملك سعود سلطات واسعة ومنها مراجعة وتعديل ما يحتاج إلى تعديل، صدرت عدة أنظمة منها نظام مجلس الوزراء، ونظام الموظفين العام الذي حل محله نظام الخدمة المدنية، والأنظمة المالية، ونظام البلديات، كما قام بإجراءات مالية وإدارية ساهمت كثيراً في استقرار الأوضاع في المملكة وخاصة المالية ، وفي عهده ملكاً تم ضم جامعة الملك عبدالعزيز الأهلية إلى الدولة، وتحويل الكليات والمعاهد العلمية إلى جامعة هي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وتحويل كلية البترول إلى جامعة البترول والمعادن، وفي عهده كانت حرب العاشر من رمضان 1393ه/ السادس من أكتوبر 1973م والتي وقفت فيها المملكة موقفاً مشرفاً، ليس بقطع إمداد البترول للدول المؤيدة لإسرائيل -وإنما أيضاً- بالتأييد المادي والمعنوي للدول التي دخلت الحرب مما أسهم كثيراً فيما حققته المعركة من انتصارات، توفى الملك فيصل يوم الثلاثاء 13 من ربيع الأول عام 1395ه الموافق 25 مارس عام1975م مقتولاً -غفر الله- له وجعله من الشهداء الأبرار. 


    الملك خالد بن عبدالعزيز : 


ولد في مدينة الرياض عام 1331ه، ونشأ تحت رعاية والده، وتلقى تعليمه وتربيته الإسلامية على أيدي كبار العلماء في الرياض، ورافق والده فحضر بعض المعارك الحربية التي خاضها لتوحيد المملكة، ونشأ تقياً محباً للخير هادئ الطبع، كريم الشمائل، يحب السلام، ويتحلى بالتواضع، ويتمتع بمؤهلات تميزت بها شخصيته، وبعد نظر في معالجة الأمور، وقد توفرت في شخصيته صفات القائد الحكيم إلى جانب حنان الأب الكريم ، تولى إمارة منطقة مكة المكرمة لفترة من الزمن، وفي عام 1352ه انتدبه والده ممثلاً عنه في مفاوضات إنهاء الخلاف بين اليمن والمملكة، وقد تم الاتفاق بين الطرفين على إحلال السلام ورسم الحدود بين البلدين في المعاهدة الشهيرة التي سميت باتفاقية الطائف ، وتولى ولاية العهد عام 1384ه وعلى إثر وفاة أخيه الملك فيصل، بويع ملكاً على البلاد في 13 ربيع الأول عام 1395ه، وفي عهده تم افتتاح ثلاث جامعات جديدة وهي جامعة الملك فيصل في الأحساء، وجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض وجامعة أم القرى في مكة، وقام بعمليات توسعة كبيرة في التعليم العالي للبنات فأقام جامعات خاصة بهن، كما تم افتتاح العديد من المدارس الخاصة بالبنين والبنات في عهده، وقام بعدد من الإصلاحات في شبكة الطرق الخاصة بالمملكة، وشهدت البلاد في عهده نهضة كبيرة وتقدماً في مختلف المجالات، وأقيمت معظم البنية التحتية في عهده أنجزت خطتا التنمية الثانية والثالثة. 


 


    الملك فهد بن عبدالعزيز : 


شهد عهد الملك فهد بن عبدالعزيز تحقيق منجزات متميزة في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية، توجت بتطور كبير في المجتمع السعودي، وانعكس على الارتقاء بمستوى المعيشة ونوعية الحياة، في ظل استتباب الأمن وتكريس الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، وإلى جانب رعاية الملك فهد بن عبدالعزيز لخطط التنمية الشاملة وإنشاء البنية الصناعية في المملكة والإنجازات الحضارية، فقد حدثت في عهده رحمه الله أضخم توسعة تاريخية للحرمين الشريفين ، كما تميز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بصدور النظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق، وقد صيغت هذه الأنظمة الثلاثة على هدي من الشريعة الإسلامية معبرة عن مبادئ الدولة السعودية وتقاليد مجتمعها وأعرافها، ويعد إصدار هذه الأنظمة الثلاثة توثيقاً لمنهج قائم، وصياغةً لأمر واقع معمول به وفق مبادئ الشريعة الإسلامية التي قامت عليها الدولة السعودية منذ نشأتها المبكرة قبل ما يربو على قرنين ونصف، وهي استمرار للمنهج الواضح الذي نهضت عليه الدولة السعودية ، ومن أهم الإنجازات في عهده افتتاحه لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة في عام 1984م، كما أسس وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد في عام 1414ه، وكانت للملك فهد بن عبدالعزيز الكثير من المواقف المشرفة على الصعيد العالمي والعربي، من أبرزها مساندته لدولة الكويت حكومة وشعباً عند استضافته لأميرها الشيخ جابر الأحمد الصباح ونزوح العديد من الشعب الكويتي إثر الغزو العراقي على دولة الكويت، وكانت له إنجازات عسكرية وسياسية لتحرير الكويت من الغزو. 


    الملك عبدالله بن عبدالعزيز : 


كانت سنوات حكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد اتسمت بالأمن والأمان والانجاز والعطاء على الصعد التنموية كافة، وتحولت المملكة إلى ورشة عمل شيّدت فيها العديد من المنشآت التي تخدم المواطنين، على الرغم من الأزمات المالية الخانقة التي مرت بالعالم، ومنها الأزمة الأخيرة المتمثلة في انخفاض أسعار النفط، وعزّز تلك الرعاية الملكية الكلمة الضافية التي وجهها -رحمه الله- إبان إعلان ميزانية الدولة للعام المالي المنصرم، وتأكيده على أن يؤخذ بعين الاعتبار في الخطوات المستقبلية للدولة كل ما من شأنه خدمة المواطنين وتحسين الخدمات المقدمة لهم، والتنفيذ الدقيق والكفء لبرامج ومشروعات الميزانية. 


 


ولقد حظي الوطن في عهد الملك عبدالله بكم الهائل من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية العملاقة التي اختصرت الزمن واستفاد منها كل مواطن ومواطنة وقبل أيام من وفاته، وإيماناً منه رحمه الله بدور المرأة السعودية في إثبات الذات والوصول إلى أعلى المستويات فقد أولاها اهتمامه ورعايته بمشاركتها في الحياة السياسية، ومنحها الفرصة الكاملة للإسهام في بناء هذا الصرح الشامخ، لكي تصبح عضواً في مجلس الشورى، وتُرشح للانتخابات البلدية، والمشاركة في ترشيح المرشحين للمجالس البلدية. 


ومن منطلق أهمية توفير السكن الكريم للمواطنين وجه الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله بدعم ميزانية الهيئة العامة للإسكان التي تحولت فيما بعد إلى (وزارة الإسكان) بمبلغ 15 ألف مليون ريال، وتثبيت بدل غلاء المعيشة بمقدار 15% ضمن الراتب الأساسي للمواطنين، واعتماد الحد الأدنى لرواتب فئات العاملين في الدولة كافة من السعوديين بثلاثة آلاف ريال شهرياً، ورغبة في إيجاد حل لمشكلة البطالة التي يعاني منها بعض المواطنين والمواطنات وجّه الملك عبدالله بن عبدالعزيز باعتماد صرف مُخصص مالي قدره ألفا ريال شهرياً للباحثين عن عمل في القطاعين العام والخاص، ولدعم ومساندة الجهاز الأمني بما يعزز قدرته في حفظ الأمن والاستقرار الوطني، أصدر أمره بإحداث 60 ألف وظيفة عسكرية لوزارة الداخلية ، وفى عهد الملك عبدالله أعتمد مبلغ 16 مليار ريال لوزارة الصحة لدفع عجلة التنمية الصحية في المملكة وتوفيراً للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة للمواطنين، وسعياً لأن تَعُمَّ جميع أرجاء البلاد واستكمالاً لما هو قائمٌ وتحت الإنشاء من مُدن طبية ومستشفياتٍ تخصصية ومرجعية ومستشفيات ومراكز طبية ومراكز للرعاية الصحية الأولية في كل مناطق المملكة، وشهد عهده إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من أجل توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين أفراد المجتمع وفئاته ، كما شهد عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكبر مشروع لتطوير جسر ومنطقة الجمرات، وهو الأهم والأبرز في منظومة الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام بمشعر منى، بتكلفة نحو أربعة مليارات ريال، حيث دشن -رحمه الله- المرحلة الأولى من تطوير جسر ومنطقة الجمرات في شهر ذي الحجة عام 1427ه، وتم الانتهاء من أعمال الجسر في حج عام 1430ه، ويتكون جسر الجمرات من أربعة أدوار إضافة إلى الدور الأرضي والسفلي تحت مستوى الأرض، ويشغل حجم جسر الجمرات حوالي كيلو متر واحد وتبلغ الطاقة الاستيعابية لرمي الجمرات في كل مستويات الجسر حوالي خمس ملايين حاج في اليوم الواحد. 


 


 


أمّا رعايته البر والإحسان والجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية وغيرها فهي رعاية كالشمس طالعة في رابعة النهار، فالملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله هو رائد أعمال الخير على مستوى العالم: ينصرُ الحق وينشرُ العدل، ويُعين المنكوب، ويُغيث المكروب، ويُدير وطناً بمساحة قارة، بأحكم سياسة وأرقى إدارة. 


    الملك سلمان بن عبد العزيز : 


إنّ نَبْض الشعب لا يُخطئ، وقلب الشعب لا يُجْمِع إلّا على حق، وحُبُّ الشعب لا يجتمع إلّا لمن يستحق الاحترام والإجلال والحب، وليس شعب المملكة العربية السعودية وحده من أحب سلمان بن عبدالعزيز، وأجلّه واحترمه، ودعا ربه - ليل نهار - أن يديمه - حفظه الله - ذخراً للبلاد والعباد، وصمام أمان من الفتن والإرهاب، بل يجتمع على ذلك شعوب العرب والمسلمين، وعقلاء العالم لأن خيرات المملكة فاضت على العالمين بلا منّ ولا شرط، ولا أذى، وسياستها العامة والاقتصادية حريصة على توطيد السلام والاستقرار في العالم أجمع ، هذا الأثر العظيم الذي لم ولن يفقد أهميته مهما ردّده اللسان، هو ما حقّقه بفضل الله عزّ وجل وتوفيقه ثم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده محمّد بن سلمان ، المُلهم الذي جعل الرؤية الاقتصادية مضرب المثل للعالم كله فكم استلهموا من فكره الوقّاد معالم المستقبل وهو الذي يذود عن حمى الوطن بكل حكمة وبسالة، مع جيش المملكة العظيم الذي يتَوَهّج تَوَهٌّج النجوم في السماء ويرمي أعداء الإسلام والإنسانية بالشُّهُب كما تُرمى الشياطين ، الكل يعلم أن المملكة العربية السعودية هي وطن الأمن والإيمان، والاستقرار والرخاء والازدهار، وأنها فاضت بخيراتها على العالمين بعد المواطنين والمقيمين، حتى أصبحت مضرب المثل في الاستقرار والازدهار والأمن رغم كيد الكائدين، وحسد الحاسدين وزفرات الحاقدين والمحترين والمحترقين بغيظهم ، إن الولاء لابد أن يكون واقعاً ملموساً قولاً وعملاً فالشريعة الإسلامية حثت وبكل جلاء هذا الأمر بل الحُب العميق من كل مواطن لولاة أمره يحتم أن يترجم ذلك كله بالإخلاص التام للوطن وبنائه والسعي الحثيث لتقدمه وتحمل الأمانة والمسؤولية الكُبرى في الذب عن حماه بالعلم والعمل . 


وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين . 


قاله كاتبه 


د. محمد بن سليمان الواصل 



التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: