هباء منثور وعدو مدحور

الكاتب :   د. محمد الواصـل

بسم الله الرحمن الرحيم 

حملات التشويه ضد المملكة 

( هباءٌ منثور وعدوٌ مدحور ) 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. 

إنك قد أدركت بحمد الله سبحانه وتعالى أن هذه الحملات لها أغراض دينية، لأنها موجهة إلى دولة تنصر دين الله سبحانه وتعالى وتنصر عقيدة السلف الصالح  رضي الله عنهم وأرضاهم  هذه الحملات الإعلامية الموجهة لهذه البلاد وعلمائها وحكامها تصدر من : 

  • الأول كافر عدو للإسلام وأهله : 

لا يرضى أن تقوم للمسلمين دولة تُحكّم شرع الله سبحانه وتعالى ويحصل فيها من السعادة ورغد العيش، والأمن والاطمئنان ما هو حاصل الآن بحمد الله سبحانه وتعالى . 

  • والثاني مبتدع : 

 يريد أن ينشر البدعة والتصوف والخرافة والقبورية في بلاد الإسلام، وهذه الدولة بحمد الله بما تقوم به من نشر للعقيدة الصحيحة، والطبع لكتب أهل السنة، وغير ذلك من الأمور الدعوية القائمة بها، تقف أمامه، فيرجو زوالها، ونسأل الله عز وجل أن يخيب ظنه، وأن يكبته. 

  • الثالث حاقد حسود : 

يرى ما فيه هذه البلاد، من أمن واطمئنان، ففي قلبه حسد وغل وحقد، ليس في قلبه إلا ذلك. 

وهذه الحملات الإعلامية ضد أهل الإسلام ليست غريبة من الكفار، فلقد جرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك شيء، قال الله جل وعلا في شأن الكفار، ومعاملتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ﴾ [الأنعام:26]، ذكر الحافظ ابن كثير  غفر الله له أن المراد بهذه الآية أنهم يبتعدون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنفسهم، ويصدون الناس عن اتباعه – عليه الصلاة والسلام وذلك بما ينشرونه من أكاذيب وافتراءات. 

وبين الله جل وعلا ما سعى إليه الكفار، من نشر الباطل والكذب، لتشويه صورة المسلمين عند العرب في هذه الجزيرة، لما وقعت الحادثة المشهورة، وذلك أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم بعث رهطا، فبعث عليهم أبا عبيدة، فلما أخذ لينطلق، لكنه بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث رجلا مكانه، يقال له عبد الله بن جحش، وكتب كتابا، وأمره أن يتوجه وجها، وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ كذا وكذا، ولا تكرهن أحدا من أصحابك على السير معك، فلما قرأ الكتاب استرجع، ثم قال: سمعا وطاعة لله ورسوله. فخبرهم الخبر، وقرأ عليهم الكتاب فرجع رجلان، ومضى بقيتهم، فلقوا بن الحضرمي فقتلوه، ولم يدروا ذلك اليوم من رجب، أم من جمادى، فقال المشركون للمسلمين: فعلتم وفعلتم كذا وكذا في الشهر الحرام. فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فحدثوه الحديث، فأنزل الله تبارك وتعالى  ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ﴾ إلى قوله ﴿وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴾ [البقرة:217]، الشرك 

إذ أنزل الله عز وجل الآية ردا عليهم وبين الله سبحانه وتعالى أن ما هم مقيمون عليه من الكفر بالله سبحانه وتعالى والصد عن سبيله أعظم مما أرادوا التشنيع به على أهل الإسلام. 

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر من هذه الشائعات، فإنه عليه الصلاة والسلام قد ترك بعض الناس من المنافقين فلم يقتلهم، خوفًا من أن يتحدث الناس أن محمدا صلى الله عليه وسلم يقتل أصحابه. 

ومن تلك الدعوات الباطلة التي نشرها المنافقون ما حصل لعائشة أم المؤمنين  رضي الله عنها لما تكلم المنافقون في عرضها في حادثة الإفك، فأنزل الله عز وجل براءتها من فوق سبع سموات. 

وكذلك تغيير القبلة، فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة إلى بيت المقدس بضعة عشر شهرًا، ثم أمره الله سبحانه وتعالى أن يستقبل المسجد الحرام، فلبس اليهود ونشروا الادعاءات الباطلة، وقالوا: يتجه يوما إلى المشرق، ويوما إلى المغرب، فأنزل الله جل وعلا  ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [البقرة:142]. 

فهذه الدعايات لها أثر عظيم على تاريخ هذه الأمة الإسلامية، في زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم كان لها أثر سيئ، في زمن أبي بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما توفي النبي  صلى الله عليه وسلم انتشرت الأكاذيب والأراجيف، وظهر رأس الفتنة مسليمة الكذاب، ودعا إلى نفسه وادعى النبوة، فتبعه أقوام من العرب، وارتدوا عن دينهم، ووقف أبو بكر رضي الله عنه من ذلك موقف شجاعة وإقدام وثبات، فقاتلهم رضي الله عنه وأرضاه هو والصحابة حتى كسروهم. 

وفي زمن عثمان ضي الله عنه المبشر بالجنة، ذي النورين، حصل في زمنه أمر عظيم، وذلك أنه تظاهر بالإسلام في زمنه رجل يهودي يقال له: عبد الله بن سبإ، وسعى في تأليب الناس على عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه ونشر الأكاذيب، وكان له أتباع، وكان يبين لهم طريقته في هدم الدولة الإسلامية، فيقول: انهضوا في هذا الأمر بالطعن في علمائكم وأمرائكم. 

وكان من ثمرات دعوته الخبيثة، ودعاياته الباطلة، أن نفرا من الغوغاء أجابوه، وحاصروا عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه في بيته، ثم اقتحموا الدار، وقتلوه رضي الله عنه وأرضاه قتلوه وهو يقرأ في المصحف، فتوفي رضي الله عنه وأرضاه شهيدًا. 

وفي زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما وقعت قضية التحكيم، نشرت الخوارج الدعايات الباطلة، وذلك أنهم كانوا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه فلبس عليهم الشيطان وزعموا أن عليا رضي الله عنه وأرضاه قد أتى بأمر عظيم جسيم، قالوا: إنك حكّمت الرجال في دين الله سبحانه وتعالى وحكَمت بغير ما أنزل الله عز وجل فكفروه هو ومن معه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا خطب يقومون ويجهرون وينادون قائلين: لا حكم إلا لله، لا حكم إلا لله، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: كلمة حق أريد بها باطل، فاغتر بهم من اغتر من الشباب والعوام، ثم اجتمعوا في مكان يقال له: حروراء، وقاتلهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه هو وأصحابه، وبشر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بموعود الله، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيهم: «يأتي في آخر الزمان قَوْم حُدَثَاء الأسنان، سُفَهَاء الأحلام ، يقولون مِن قول خَيْرِ البَرِيَّة، يَمْرُقُون من الإسلام كما يَمْرُق السَّهْم مِن الرَّمِيَّة، لا يُجَاوِز إيمانهم حَنَاجِرَهُم، فأينما لَقِيتُمُوهم فاقْتُلَوهم، فإنَّ في قَتْلِهم أَجْرًا لمن قتلهم يوم القيامة» . 

وقال علي رضي الله عنه وأرضاه : لو يعلم الجيش الذين قاتلوهم ما لهم عند الله سبحانه وتعالى لاتكلوا على العمل، فالتقى الصفان: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقودهم المبشر بالجنة علي بن أبي طالب، والخوارج يقودهم رأس الفتنة عبد الله بن وهب الراسبي، فنصحهم الصحابة ووعدوهم وذكّروهم، فلم يرجعوا، بل قال عبد الله بن وهب: أيها الناس ألقوا الرماح، وسلوا سيوفكم، الرواح إلى الجنة، ثم هجموا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الصحابة أكثر منهم، فأحاطوا بهم، وقتلوهم في ساعة، فلم يبق منهم إلا القليل، وكان ممن بقي عبد الرحمن بن ملجم، وهو الذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان صاحب دعاية باطلة، فهذا الرجل، لما أُحضر ليُقتل كان يرفع صوته بذكر الله عز وجل تلبيسًا وتغريرًا، وكان قبل ذلك لما هجم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه يتلو قوله تعالى ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ﴾ [البقرة:207] فأراد بعض الناس أن يقطع لسانه، فقال: افعلوا كل شيء اقطعوا من جسدي إلا لساني، فإني لا أرضى أن أظل ساعة دون ذكر لله سبحانه وتعالى ، يقول هذا وقد قتل علي بن أبي طالب المبشر بالجنة، ولذلك فلا يغتر المسلم بهذه الدعايات الباطلة، فهذه الدعايات ستظل مستمرة ضد أهل السنة. 

وفي أيام الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لبَّسوا على الخليفة المعتصم، وكذبوا على الإمام أحمد، وأوهموا الخليفة أنه على الحق، وكان ابن أبي داود يقول: كيف تكون أيها الخليفة أنت وقوادك وقضاتك على الباطل، والإمام أحمد وحده على الحق، وكان ابن أبي داود يقول عن الإمام أحمد: اقتله ودمه في رقبتي، وكذبوا على الإمام أحمد رحمه الله مرة، فزعموا أنه يؤوي في بيته رجلا علويا، يريد أن يعقد له الإمامة دون الخليفة، ففتش بيت الإمام أحمد رحمه الله وغفر له، وكان من نتائج هذه الدعاية الباطلة ضد الإمام أحمد إمام أهل السنة في زمانه أن الخليفة أحضره في مجلسه، وناظروه ثلاثة أيام، وخاصمهم الإمام أحمد، ثم بعد ذلك جُلد الإمام أحمد حتى أغمي عليه، وسجنه الخليفة، ومنعه من لقيا الناس وتحديثهم بعد خروجه من السجن، ومع ذلك كان الإمام أحمد رحمه الله وغفر له ملازمًا لطاعة الله سبحانه وتعالى متمسكًا بالسنة. 

  • واجب المواطنين تجاه الوطن : 

واجب المواطنين تجاه الوطن الولاء يُعتبر الولاء للوطن من أهمّ الواجبات التي يجب الالتزام بها تجاه الوطن، فالولاء يعني أن تكون المشاعر والأعمال خالصةً للوطن ولمصلحة وطنك وألّا يُفضّلَ أي شيء آخر عليه، ومُقابل الولاء الخيانة، فلا تجوز خيانة الوطن وتدميره بأيّة وسيلة من وسائل الخيانة، وكذلك التّحالف مع الأعداء بأيّة طريقة قد تَضُرّ بالوطن، أو القيام بتشويه صورة الوطن. ويكون الولاء للوطن من خلال القيام بالأفعال التي ترفع من قيمته وتزيد من ارتقائه بدلاً من الأشياء التي تكرس من انحطاطه؛ والولاء يكون من خلال التّعامل مع الوطن بشكل سليم. والولاء للوطن له أسسٌ ثابتةٌ في نهاية الموضوع يجب علي كل شخص ان يبذل جهده للدفاع عن وطنه سواء في وقت الحرب او السلم و الاعتزاز به ففي وقت السلم يجب جهد الفرد اكثر لكي يساعد علي تقدم و رقي الوطن ليصبح في مقدمة الاوطان المتقدمة. 

قاله كاتبه 

د . محمد بن سليمان الواصل


التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: