القرآن يُحرّم كل ضـال

الكاتب :   د. محمد الواصـل

بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن يُحرم كل ضار

 إنّ من أعظم الآفات على المجتمعات اليوم هذه المسكراتِ والمخدّرات، فهي أمّ الخبائث وأمّ الكبائر وأصل الشرور والمصائب، شتَّتِ الأسَر، وهتكتِ الأعراض، وسبّبت السرقات، وجرّأت على القتل، وأودت بأصحابها إلى الانتحار، وأنتجت كلّ بليّةٍ ورذيلة، أجمع على ذمّها العقلاء منذ عهد الجاهليّة، وترفّع عنها النبلاء من قَبْلِ الإسلام، فلمّا جاء الإسلام ذمّها وحرّمها ولعنها ولعن شاربَها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولةَ إليه.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91]. بيّن الله تعالى مفاسدَ الخمر، وأنها رجسٌ ونَجَس، وأنها توقع العداوةَ والبغضاء، وتصدُّ عن الصلاة وذكر الله، وأنها سببٌ لعدم الفلاح. والمخدّراتُ بأنواعها شرٌّ من الخمر، فهي تفسد العقل، وتدمّر الجسد، وتُذهب المالَ، وتقتُل الغيرةَ، فهي تشارك الخمر في الإسكار؛ وتزيد عليها في كثرة الأضرار والآثار المدمرة.

إن غرس الإيمان بالله تعالى واليوم الآخر وبكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في نفوس الناس أساسُ الصلاح والوقاية من كل فسادٍ وخطرٍ يهدد المجتمع بأسره، فيجب على كل مسلم أياً كان عملُهُ وعِلمُه، وفي أي مكانٍ وُجِد، أن يغرِسَ الإيمانَ في نفوسِ من حولَهُ من الأفرادِ والأُسَرِ والمجتمعات، لتخليصهم من اقتراف المنكرات، وقيامهم بطاعة الله تعالى، والاستقامةِ على شرعه ومنهجه القويم، فهذا بإذن الله تعالى يحفظ المسلمَ من الشرورِ والضياع، ويكفَلُ له السعادة في الدنيا والآخرة: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴾

 تنبيه في الختام:

ربما يكون التدخين أحيانا بوّابةً للمخدّرات، والتدخين ضررُه على الدين والبدن والمال بيِّنٌ ظاهر، ولا يجادل فيه إلا مكابر، وأفتى العلماءُ بتحريمه،  واتَّفق الأطباء على كثرت أضراره. وهذه المفتِّراتُ من الدخان مع ما فيها من شرٍّ وضُرّ فهي سببٌ للاجتماع على المفاسد ورُفقاء السوء؛ والنُّفرة من أهل الخير والصلاح والوحشة منهم ومن مجالسهم، وهذا له أثره المعلوم. فالنصيحة المكرّرة والوصيّة المؤكّدة هي الحرصُ على الأبناء والبنات ومتابعتُهم وملاحظتُهم، وتركُ الثقة العمياء، والقيام عل ذلك بالقرب منهم ومصاحبتِهم وتوجيهِهم وتحذيرِهم مع الرفق بهم والصبر عليهم.

وهنا لا بدّ من الإشادة بما يبذله رجال الأمن وجهاتُ مكافحة المخدّرات ومستشفيات الأمل ومن يقومون بالتوعيةِ بأضرار التدخين والمخدرات من جهود مشكورةٍ للحدّ منها ومتابعتها والتحذير والتوعية، وننتظر منهم ومن غيرهم المزيد، أعانهم الله وسدّدهم وأنجح مساعيَهم، وعافانا الله وإياكم والمسلمين من كلّ سوءٍ ومكروه.

اللهمّ احفظنا وعافنا في أنفسنا وأهلنا، وقنا والمسلمين شرَّ هذه البلايا، ورُدَّ ضالَّ المسلمين إليك ردًّا جميلاً واحفظ بلادنا من كل فاسد وحاقد.

قاله كاتبه

د . محمد بن سليمان الواصل

التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: