كن فطنا ..

الكاتب :   أ. مبارك آل رشود

عزيزي ولي أمر الطالب يا رعاك الله اصغ لي سمعك وكن فطناً وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)(رواه البخاري). ومن تمام المسؤولية إكمال حاجيات البيت ومراعاة صحة أهله وأولاده. ولكن هل قام كلُ منا بالمسؤولية التي كلفنا الله بها حسب الاستطاعة ؟ هل نظر الآباء والأمهات إلى رعاية أولادهم وتلبية احتياجاتهم الإيمانية والنفسية؟ ألم يسمعوا قول الله تعالى:[يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا....](التحريم: ). إنا لنجد من الآباء والأمهات من يكون سبباً وعاملاً مساعداً في هدم أخلاق أبنائهم وبناتهم، بل ربما أوصلوهم إلى حب العاجلة وإيثارها على الآخرة بإهمال تربيتهم وتوجيههم، وهذا كله نذير خطر علينا لأن الأجيال القادمة من شبابنا وبناتنا هم الذين سيحملون هم الدين والدنيا من بعدنا، فإذا قصرنا في توجيههم وتربيتهم خلال صغرهم ووقت شبابهم فمتى نأخذ بأيديهم. لقد أهمل الكثير من الآباء في ذلك إهمالاً كبيراً فتراه يسعى سعياً حثيثاً على أمور دنياه ولو على حساب أولاده وهو يحسب أن ذلك هو الأهم في حياتهم. وهناك نقطة مهمة غفل عنها كثير من الآباء والأمهات وهي متابعة الأبناء في دراستهم وحثهم على الانضباط في الحضور للمعهد والمدرسة,- حتى اصبح الغياب والتأخر ظاهرة تؤرق المؤسسات التعليمية - , وكذا تقصير بعض الآباء في تربية الأولاد التربية الصحيحة المبنية على العلم الشرعي الصحيح النابع من الكتاب والسنة، وعلى الرغم من تيسير العلوم الشرعية عن طريق دور التعليم وغيرها إلا أن هناك تقصيراً عظيماً في حصول النفع من هذه العلوم، حتى رأينا بعض الآباء والأمهات يعتمدون على ذلك ولا يتابعون أولادهم في هذا التحصيل المهم الذي ينبني عليه مستقبلهم وحياتهم القادمة. إن الاستهانة بهذه الأمور جعلت الأولاد ينصرفون عن هذه العلوم الشرعية مع وجود المؤثرات القوية عن طريق وسائل الإعلام الهدامة ووسائل التواصل الحديثة التي يملكها أعدائنا وتهدف إلى خلخلة العقيدة في قلوب أبناؤنا ، وبث الشبهات و الشهوات المحرمة في صفوفهم كي يوقعوهم صرعى يلهثون وراء كل ناعق يدعو إلى الضلالة والغي. لقد ظهرت في الأزمنة الأخيرة فتن وشرور لا يعلم مداها إلا الله، ومن ذلك فتنة الذين خرجوا على أمة الإسلام يضربون فيها البرّ والفاجر، ويقذفون المسلمين بما ليس فيهم، لقد قاموا بتدمير المنشآت، وقتل الأنفس البريئة، وترويع الآمنين ، إن هؤلاء الذين خرجوا عن إجماع الأمة، وانتهجوا نهج الخوارج القدامى يتضح للجميع خطورة ما هم عليه من الباطل، ولقد بين لنا رسولنا صفاتهم حتى لا يَفتتن بهم مَنْ ليس عنده شيء من العلم حيث قال صلى الله عليه وسلم : (يخرج قوم في آخر الزمان أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة)(رواه البخاري ومسلم). إن هذه الفتنة وغيرَها من الفتن خيرُ شاهد على أن البعد عن صراط الله المستقيم الذي أمرنا الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم يعود على الأمة جميعاً بالضرر في دينها ودنياها. نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يقينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يصلح شبابنا وبناتنا، وأن يعين ولاة أمرنا على كل خير وبر. ​

التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: