هل بلغتها يا أستاذ؟

الكاتب :   أ. محمد الشعيبي

لا شك أن مدرسة النبوة هي المنهل العذب والمعين الصافي يغترف منها النازل بها إيمانا وخلقا وتربيةً وحكمة

                                              وكلهم من رسول الله ملتمس

                  غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ

 

وعندما قرأت خبر المخلفين عن غزوة تبوك استوقفتني عبارة لكعب رضي الله عنه عندما قال: "دخلت المسجد وعيني ترقب رسول الله صلى الله عليه وسلم أرد عليَّ السلام أم لم يفعل "

 

هنا نقف لحظةً نتأمل !!

ما الذي حمل كعبا رضي الله عنه ليترقب ويعتصر ألماً وهو لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرد عليه السلام؟

 

ولنا أن تساءل: ما سر هذه المنزلة؟

وما هذا التأثير النبوي الذي جعل كعبا لا يحتمل ألا يرد السلام نبينا صلى الله عليه وسلم!؟

 

الإعراض والهجر من أكثر الأساليب التربوية تأثيراً، لكنها تحتاج إلى أرضية زرعت بالحب وسقيت بالثقة وحيطت بالرفق وزينت باللين، لا يمكن أن تجد لحديثك تأثيراً بالغاً ما دمت تأخذ دور الشرطي تارة ودور الجلاد تارة ودور المدير تارة تستجوب تارة وتضرب تارة وتحقق تارة.

 

وتجد هذا واضحاً جلياً في خبر الصحابي الجليل عندما نزع النبي عليه الصلاة السلام من يده الخاتم وطرحه أرضاً فقال له القوم : ألا أخذته وبعته؟

فقال: والله لا أرفع شيئا طرحته يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

هنا نؤكد أن هذه الأساليب لابد لها من أرضية ترتكز عليها هي " المحبة "

المحبة من لوازم التأثير، والرفق واللين من لوازم المحبة.

وعندما نريد أن نبلغ هذه المستويات الرفيعة من التأثير لابد لنا أن نراجع أساليبنا التربوية كثيراً

قاعدة تربوية هامة:

( إذا أردت معرفة مقامك في سلم التربية فزن أفعالك بميزان رسول الله صلى الله عليه وسلم )


التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: