تابع منسوبو المعهد العلمي في محافظة شقراء عبر البث المباشر المحاضرة التي نظمها البرنامج التوعوي (
آمن ) بقاعة الشيخ محمد بن إبراهيم بمبنى المؤتمرات بجامعة الإمام محمد بن
سعود الإسلامية يوم الأحد 8/3/1439هـ بعنوان ( موقف المسلم من الفتن )، ونقلت إلى 68 معهداً علمياً
داخل المملكة العربية السعودية ، ومدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز
للطالبات بحضورمعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله
أبا الخيل , ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات ، والعمادات المساندة ، وجمع
غفير من الحضور .
وفي البداية رحب معالي
مدير الجامعة بسماحة العلامة الشيخ صالح الفوزان معتبراً أن الجامعة منذ
عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين
الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن
عبدالعزيز - حفظهم الله - تجد كل الدعم والتأييد لأداء رسالتها ، مرحباً
بسماحة الشيخ العلامة صالح الفوزان للغرف من زلال فكره والاستفادة من
توجيهاته .
بعدها القى سماحة الشيخ
الفوزان محاضرة بين فيها أن الفتنة جمعها فتن وهي الابتلاء ، و الله سبحانه
وتعالى يجري الفتن ليظهر ويُعلم الصادق من الكاذب ، ولولا ذلك لم يميز بين
هذا وهذا وللتبس الأمر ووثق المسلمون بمن يظهر لهم الإيمان والإسلام وهو على
خلاف ليخدع وليغش ولأجل أن يحذروه ولا يثق به على أسراره وعلى أموره ، ولو
لم يكن هناك فتن ما عرفوه ولختلط المؤمن بالمنافق، واختلط الصادق
بالكاذب وحصل الفساد ولم يتميز هذا من هذا ، ومن حكمته ورحمته أنه يجري هذه
الفتن لأجل أن يمايز بين الفريقين.
أضاف الشيخ الفوزان أن من المنجيات من هذه
الفتن وموقف المسلم منها : أنه يلزم جماعة المسلمين وإمام المسلمين
الموجودين في عهده ، فيكون مع جماعة المسلمين وإمام المسلمين ويبتعد عن
الفرق المخالفة، لأن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الفتن قال : كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني من ذلك أنه سأله : ماذا يصنع؟
ما تأمرني إن أدركني ذلك؟ أي وقت الفتن الاختلاف قال : تَلْزَمُ جَمَاعَةَ
الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ما داموا موجودين ولو كانوا قلة، إذا كانوا
على الحق تلزمهم وتكون معهم، وتكون تحت إمامهم، إمام المسلمين، لأن هذا
منجاة من الفتن بإذن الله، تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ
وَإِمَامَهُمْ ولا تنجرف مع المنجرفين ، ونتمسك بديننا وننحاز مع جماعة
المسلمين وإمام المسلمين هذا هو النجاة من الفتن عند حدوثها ، ولا نغتر
بالدعايات ، ولا نعتر بزخرف القول، ولا نصغي إلى الشبهات التي تحاول أن
تجتثنا من جماعة المسلمين وإمام المسلمين فهي كلها على ضلال تائه لا تدخل
معها فهذا موقف المسلم من الفتن ، أن يأخذ بكتاب الله عز وجل ، وأن يأخذ
بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما كان عليه خلفاءه وأصحابه ، ويكون
مع جماعة المسلمين أينما وجودوا ومع إمام المسلمين ، وإذا لم يكن هناك
جماعة ولا إمام فإنه ينجوا بنفسه وينحاز عن هذه الفرق كلها حتى يدركها
الموت وهو ومتمسك بدينه وعلى سنة نبيه.
وأوضح
الشيخ الفوزان أن فتنة المنافقين اخطر ، لأنهم يعيشون بيننا وربما يكونون
من أولادنا ، ومن جماعتنا إنهم يتربصون بالمسلمين الدوائر، وينحازون مع
العدو دائما، إذا جاءت الفتن انحازوا إلى العدو وتركوا المسلمين ، واليوم
كما تعملون الكفار أقبلوا على المسلمين بقبضهم وقضيضهم ومختلف مكرهم
وأسلحتهم وكيدهم يردون القضاء على الإسلام والمسلمين وصاروا يتكلمون
بألسنتهم ويقولون ما يقولون؛ ولكن كل هذا لن يضر الإسلام والمسلمين .
ووجه
سماحته كلمة لطلاب الجامعة بأن يعدوا أنفسهم للمواجهة والمدافعة بسلاح
العلم والحجة والبرهان، وبهذه الأمور ستغلبون لنصرة دينه وكتابه وسنة
المصطفى صلى الله عليه وسلم ، و جامعة الإمام تحظى بحمد الله بكليات متخصصة
شرعيًا للمدافعة عن الفتن والشرور التي تحيط بنا من خلال إرساليات أعداء
شريسين ، وأن يكونوا متسلحين بكتاب الله وسنة رسوله ، والالتزام بطاعة
ولاة الأمور قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ
تَأْوِيلاً ) .
وأكد العلامة الشيخ
الفوزان أننا في وقت كما تعلمون كثرة فيه الفتن وكثرة فيه الإشاعات
المغرضة والتحريشات الباطلة ، فعلينا أن نتثبت وأن لا ندخل في شيء ليس من
شؤوننا ، وهذه الأخبار والإشاعات من الكفار والمنافقين؟ الذين يبثونها
بواسطة هذه الأجهزة الحديثة الانترنت في المواقع في غير ذلك فعلينا أن
نتثبت وأن نتمسك بديننا فما كان منها كذباً رفضناه ولم نلتفت إليه ، وما
كان منها صحيحاً يتعلق بمعين من المسلمين فإنه يناصح له . ، وإن كان هذا
الخبر الذي جاءنا أو نشر يتعلق بجماعة المسلمين وبإمام المسلمين فإنه يرجع
فيه إلى أهل الحل والعقد ولا يتناوله كل أحد ، قال الله جل وعلا : (وَإِذَا
جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ أي نشروه
وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ
لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً )
فالأمور التي تتعلق بالأمن أو الخوف من أمور المجتمع من أمور المسلمين يرجع
النظر فيها إلى الرسول وذلك بالرجوع إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم
وسنة خلفائه الراشدين، لأنه صلى الله عليه وسلم بين لأمته كل شيء يحتاجونه
لاسيما في المشاكل فقد وضع لها صلى الله عليه وسلم الحلول الناجحة بأمر ربه
سبحانه وتعالى وإلى أولي الأمر يرجع فيه إلى أولي الأمر وهم العلماء وأهل
العقول من الولاة والقادة وأصحاب الرأي الذين لهم ممارسات صحيحة وتجارب
صحيحة ليحلوا هذا المشكل ويلتمسوا له العلاج النافع ، فالأمور تردوا إلى
نصابها ولا يتولاها الدهماء والعامة والجهال وتكون موضوعاً لأحاديث المجالس
كما عليه الواقع ، فعلى المسلم أن يكف لسانه عماَّ لا يعنيه أو عمَّا يحدث
الفوضى والشرور بين المسلمين .
وبين
سماحته : أن علينا أن نتقي الله سبحانه وتعالى ولاسيما في هذه الأيام التي
كثرة فيها الشائعات التي تروج في الانترنت وفي بعض وسائل الإعلام ومن
وراءها من الكفار والمنافقين الذين يوقدونها، فعلينا أن نكون على بصيرة من
أمرنا وأن نتمسك بديننا وأن نبتعد عن الفتن وأسبابها وأن نسعى في الإصلاح
بين الناس .
وفي ختام هذه المحاضرة قام سماحة الشيخ صالح الفوزان بالإجابة على اسئلة الحضور .