شهدت حضور وتفاعل كبير من الطالبات ندوة عنوان " أثر المنهج السعودي في الحفاظ على العقيدة الصحيحة ووحدة الوطن" في المبنى 322

      ضمن فعاليات احتفاء الجامعة باليوم الوطني السادس والثمانين، نظم المبنى 322 يوم الخميس الخامس الماضي ندوة حول أثر المنهج السعودي في الحفاظ على العقيدة الصحيحة ووحدة الوطن، وقد بدأت الندوة بورقة الدكتورة/أحلام الضبيعي (وكيلة التوعية وضبط الأنظمة)؛ حيث تحدثت عن حقيقة الوسطية والاعتدال التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية، والوسط هو العدل، وهو الأقرب إلى الصواب، وربنا –سبحانه- يقول: (وكذلك جعلناكم أمةً وسطا)، وهذه الوسطية تتمثل في وسطية الأمة، والدين، والرسالة. وتطرقت د.أحلام بعد ذلك إلى الحديث عن الوحدة الوطنية وكيفية الحفاظ عليها؛ وذلك بشُكر النعم والقيام بدين التوحيد الذي ما قامت هذه البلاد إلا عليه؛ فقد وعد الله المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالاستخلاف في الأرض، وأن يُبدل خوفهم أمنًا بشرط أن يعبدوه لا يشركون به شيئا، وهذا هو التوحيد. كما تحدثت عن دوام النعم، وأنه لا يكون إلا بالشكر وتوحيد الله عز وجل القائل في محكم كتابه: (ولئن شكرتم لأزيدنّكم) والشكر يكون بترك المعاصي، والمحافظة على النعم التي أنعم الله بها علينا، وأن لا يُبارَز الله –سبحانه- بالمعاصي وهو يُغدق علينا نعمه ظاهرةً وباطنة.

      بعدها تحدثت د.الجوهرة آل جهجاه (وكيلة قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي من كلية اللغة العربية) عن خطر الغلو، والتطرف، والإرهاب على سلامة الدين والوطن منهجا ونهجًا مستفيدة من نتائج بعض دراسات مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، مبتدئة بالمفاهيم التي تقوم تجربة المملكة العربية السعودية في التعامل مع التطرف والإرهاب وتوابعهما على تأصيل المفاهيم السلوكية الصحيحة لانحرافات التطرف، والإرهاب، والانحراف الفكري، والعنف، والغلو، وهي –في عمومها- تنطلق من الغلوّ، ومجاوزة الوسط، والتعصب للرأي مع عدم الاعتراف بالآخر ورأيه أو الحوار معه، وهي سلوكيات لا ترتبط لا بدين، ولا جماعة، ولا حزب. بعد ذلك عرضت تأصيل المملكة للمفاهيم السلوكية الوقائية والعلاجية المضادّة، وهي الوسطية، والأمن الفكري، والتفكير الناقد. وذكرت خطر التطرف وتوابعه الماثل –بإيجاز- في نشر طُرُق التفكير والتأويل المنحرفة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وبثّ الإساءة للمملكة بإظهارها في صورة المُحتاج إلى التخليص والتطهير من أعمال التطرف مما يعطي فرصة للحاقدين بتأويل ذلك على أنه من مظاهر منع الحريات ولا بد من التدخل في شؤون المملكة، وكذلك استهداف فئة الشباب ليكونوا أدوات التنفيذ والإشاعة الظاهرة؛ لأن المتطرفين ثلاث فئات؛ تبدأ من المنظّرين الخفيين، ثم المتلقّين المتعاطفين، ثم المنفّذين الظاهرين. وانتهت الورقة بعرض استراتيجية المملكة الوقائية الماثلة في برامج: الوقاية، والتأهيل، والرعاية من خلال مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وحملة السكينة، والكراسي البحثية لدراسات الأمن الفكري، وغيرها. وهي تجربة أشادت بها بعض الدول الغربية مثل إشادة لجنة الأمن القومي والشؤون الحكومية بمجلس الشيوخ في الكونجرس الأمريكي، مع استلهام دُول أخرى في العالم الأوروبي والغربي لهذه التجربة؛ للاستفادة منها في مواجهة ما تتعرض له من إرهاب.

      بعد ذلك تحدثت أ.سهى الحوّاس (وكيلة كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية) عن أنّ العقيدة الصحيحة التي جاء بها الرسل، ونزلت بها الكتب، وخلق الله الخلق من أجلها هي إفراد الله -جل وعلا- بالعبادة، وترك عبادة ما سواه، ولا ينفع عمل مهما كان إلا إذا كان مؤسسًا على عقيدة صحيحة. أما العمل، فمهما كَثُر -إذا لم يكن مؤسسًا على عقيدة صحيحة- فإنه هباء منثور، كما قال جل وعلا: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً). وهذه البلاد -ولله الحمد- هي قاعدة الإسلام، وحصن الإيمان، ومعقل الدعوة. القرآن الكريم تنزل في أرجائها، والنبي -صلى الله عليه وسلم- بُعِث من بطاحها، دولة تلتزم بالإسلام، تأخذ به في عقيدتها، وتترسّمه في تشريعاتها، تأخذ به أخذ تكليف وتشريف. وأضافت أنّ شباب المملكة العربية السعودية نهلوا تربية إسلامية غير معوجة، وأفكارهم وأطروحاتهم مبنية على ركائز العقيدة الصحيحة، وهم في ذلك ثمرة علمائها، وأنّ بلاد الحرمين الشريفين هي كنز الكنوز بدينها ومقدساتها، وثروة الثروات في قيمها ورجالها. إنها عالية القدر في مقامها، يانعة الثمر في منجزاتها؛ فبساط الأمن الممدود يستفز قلق المرجفين، والقوة والتماسك الملحوظان يثيران حقد الحاقدين ؛ فحري بنا أن تكون مواقفنا حازمة في وجه كل من يستهدف عقيدتنا وأمننا، بعيدًا عن جو العاطفة؛ لينتبه من غفل، ويصلح من ضل.

     وقد انتهت الندوة بالسحب على الجوائز القيّمة التي أظهرت تفاعل الطالبات واستيعابهنّ لمضون الأوراق المقدّمة.​

هـ م
التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: