كلمة سعادة وكيل الجامعة الدراسات العليا والبحث العلمي في مؤتمر " جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية"

​​

مؤتمر

" جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين وترسيخ قيم الاعتدال والوسطية"

 

ظلَّتِ المملكةُ العربيةُ السعوديَّةُ منذُ تأسيسها على يدِ المغفور له الملك عبد العزيز طيَّب الله ثراه؛ تمَثِّل أنموذجاً  فريداً في الجمعِ بين الاستجابة الحثيثِة لمتطلباتِ العصر واستثمار منجزاته ، والأخذ بأسباب التمدن والانفتاح على التحديث من ناحية ، وبين التمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وخدمة علومهما وتطوير دراساتهما وأبحاثهما من الناحية الأخرى، ثم تفعليهما في الحياة العملية العامة بجعل القرآن والسُنَّة هما المرجعُ الذي تتفرع عنه الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية والعدلية ، بحيث يكون القران والسنة هما الحاكمان على سواهما من الأنظمة والتشريعات كافة كما ينص دستور البلاد وميثاقها. ولقد شهد العهدُ الميمون عهدَ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان نقلةً نوعيةً في هذا المجال ، حيثُ تحولتِ كثير من الجهود إلى عمل مؤسسي منظم سليم المناهج مأمون النتائج ، كما في " مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف" الذي يُعْنى بخدمةِ الحديثِ الشريف وعلومه ويضم صفوةً من علماء الحديث في العالم .

ثم زاد الله المملكةَ العربيةَ السعوديةَ وولاة أمرها شرفاً على شرف برعايةِ الحرمينِ الشريفين حتى كان أشرفُ الألقاب لقبَ "خادم الحرمين الشريفين" الذي ظلَّ وساماً على صدورِ حكامها كابراً عن كابر، فقد شهد الحرمان الشريفان خلال عهودهم المتوالية نهضة غير مسبوقة على مستوى البنية التحتيَّة والتوسعات المتتالية ، ثم الإنفاق السخي المشهود وتسخير الإمكانات والموارد البشرية والطبيعية في رعاية قاطنيهما وقاصديهما وتأمينهم وراحتهم وتيسير أداء مناسك الحج والعمرة ، حتى غدت تجربة المملكة في إدارة الحشود الهائلة وتنظيمها وتفويجها وتأمينها ورعايتها محل إعجاب وإكبار واحتذاء من العالم أجمع وهو يرى مشهدها الرهيب منقولاً على الهواء بالصوت والصورة كل عام.

كما كانت للمملكة العربية السعودية اليَدَ الطُّولَى والمبادرة الأولى في نصرة قصايا العرب والمسلمين والدفاع عن حقوقهم في المحافل السياسية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية ونصرة حق الفلسطينين في وطن آمنٍ حُر، وعيشٍ رغيد كريم ، وأما على المستوى الاقتصادي والأغاثي فقد كانتْ المملكة ومازالتْ الداعم الأكبر للفلسطينين حكومةً وشعباً بدعم الاقتصاد الفلسطيني وإنشاء البنيَة التحتيَّة كالطرق والمستشفيات والجامعات والمدارس والمساكن ، وإعادة إعمار ما تدمِّرُه الحروب من بلادهم ، ثم امتدت يد الخير العطاء إلى الأقليات الإسلامية في كل مكان ، فكانت المملكة سباقة في كل محفل وميدان إلى إغاثتهم وصيانة حقوقهم في المحافظة على هويتهم الدينية والقومية والاجتماعية داخل أوطانهم ، مع التركيز على إذابة أسباب الشقاق من خلال اعتماد الحوار بين المسلمين مع بعضهم ، وبين المسلمين وغيرهم ؛ مما أثمر إرساء قيم الوسطية والاعتدال والتعايش والتسامح والاندماج البنَّاء في نهوض بلدانهم وعمارتها مادياً وإثرائها ثقافياً ومعرفياً.

ثم كانت المملكة بمنهجها الرباني المعتدل وقيمها الراسخة المتينة وسياستها المتزنة المتيقظة درعاً حصينة لإقليمها وجيرانها ضد الإرهاب والتطرف والغلو أياً كانت دوافعه وخلفياته الثقافية والدينية ، فعالجتْ ذلك كله وكافحته باحترافية عاليَّة على مستويات متوازية : المستوى الثقافي والتوعوي والديني والأمني والعسكري ، من خلال مؤسساتها المتخصصة ، كالمركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) بالعاصمة السعودية الرياض ، بعد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسد"  بالعاصمة النمساوية فينَّا، لدفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة، والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع، وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب. كل ذلك أكسب المملكة العربيةَ ثقلها واحترامها ومركزيتَّها وحضورها اللافت على مستويات العوالم الثلاثة : العربي والإسلامي والدولي .

 

وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي

عضو اللجنة العليا للمؤتمر

أ.د. عبدالله بن عبدالعزيز التميم

 

​ 


الأربعاء 19/07/1442 هـ 03/03/2021 م
التقييم: