خادم الإسلام
شرف الخدمة ..
وامتداد الأثر
الحمدلله وحده .. والصلاة
والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
لكل مقالة أركان تقوم عليها، ومحاور تدور
حولها، في مقالتي هذه؛ تزاحمت المحاور وهي كبيرة، وتتابعت الحقائق وهي عظيمة، هنا
يقف الفكر أين المبدأ!؟ وتعتلج الكلمات في الخاطر فلا تخرج إلا على استحياء، أنّى
لها أن تعبر عن مكنون الصدر من التقدير والإكبار! فضلاً عن
إعطاء المقام حقه.
لاغرو فنحن أمام: كتاب هو
أفضل الكتب: القرآن العظيم.
ونحن أمام: سنة
لأطهر وأزكى رسول: محمد صلى الله عليه وسلم.
ونحن أمام: دين هو
أعظم الأديان: الإسلام.
ونحن أمام: مسجدين
هما أعظم وأطهر بيتين على وجه البسيطة:
الحرمان الشريفان
ونحن أمام لسان هو أزكى الألسنة وأفصحها
وأعلاها شرفاً وقدراً:
لغة العرب
أمام كل تلك الأركان المشيدة، والجبال
النائفة، والشرف المؤثل، والدين المؤصل، والصلة بين الخالق العظيم الجليل،
والمخلوق العبد الضعيف، والرابطة بين حياة الدنيا الزائلة، والآخرة الباقية، وذلك
المجد والشرف العظيم، وحين يتوجه نظرك، ويلتفت فكرك، إلى من تشرف بخدمة تلك
الأركان العظيمة مجتمعة، فحاز الشرف العظيم، تجده الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه
الله.
تشرف بخدمة كتاب الله، وسنة نبيه ومصطفاه صلى
الله عليه وسلم، تشرف بذلك صبياً يافعاً، وأميراً لعاصمة بلاد التوحيد، وملكاً
للبلاد، خدمةً ظهورها وشهرتها تغني عن التعداد، وبالأمس القريب نال جامعة الإمام
محمد بن سعود الإسلامية طرفٌ من هذا الشرف، بموافقة مقام خادم الكتاب والسنة،
الملك سلمان بن عبدالعزيز-
حفظه الله- على منحه الدكتوراه الفخرية في خدمة القرآن وعلومه،
فتشرفت الجامعة ومعالي مديرها وقائدها المحنك الشيخ سليمان أبا الخيل، مدير
الجامعة وعضو هيئة كبار العلماء، وكذلك سائر منسوبيها بانتمائهم لجامعة ينتمي لها
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.
تشرف بخدمة الإسلام والمسلمين، في كل مكان،
وفي جميع الأحوال، خدم الإسلام والمسلمين، سلماً بالدعوة والبيان والبنان، خدم
المسلمين حرباً بالسيف والسنان؛ فوقف جبلاً شامخاً صلداً أمام أعداء الدين والملة،
ولبى استغاثة إخوانه المسلمين في كل دولة، حتى بات المسلمون -
بعد عون الله ومدده-
يعرفون عنواناً للإعانة،
والإغاثة ، والدعوة ونشر الدين، فالعنوان : سلمان.
وقد تشرفت جائزة الملك فيصل بقبول خادم
الخرمين الشريفين لجائزتها في مجال خدمة الإسلام، وهي تعبير جزئي بالامتنان لذلكم
الخادم للإسلام والمسلمين، على امتداد البقعة، وتنوع الخدمة.
تشرف بخدمة الحرمين الشريفين أطهر بقاع الأرض
وأزكاها، واختصر ذلك بثلاث كلمات ظاهرة الدلالة، بليغة الأثر والتأثير: خادم الحرمين الشريفين، لقب زين به اسمه، وقدَّمه مبنىً
ومعنى.
تشرف بخدمة أزكى وأشرف لسان: اللغة العربية، عرف قدرها، وأثرها وتأثيرها؛ فدعم نشرها
وتعليمها.
هذه الخدمة العظيمة الجليلة، لم تكن محدودة
الأثر، قاصرة التأثير، بل امتدت آثارها لبقاع الأرض، وظهر تأثيرها، في نواحٍ
كثيرةٍ عظيمة، دينية، وسياسية، واجتماعية، واقتصادية..
حتى باتت بلادنا ولله الحمد محط النظر،
ومنطلق الأثر.
أكتب ذلك وأنا أستحضر حدثاً عظيماً، بدعم ملك
عظيم، في جامعة عظيمة، لبلد شقيق إسلامي
كبير ومؤثر.
الحدث: افتتاح
ثلاثة معاهد لتعليم اللغة العربية.
الداعم: خادم
الخرمين الشريفين، خادم الكتاب والسنة، خادم اللغة العربية..
خادم الإسلام والمسلمين.
الجامعة: جامعة
الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بقيادة معالي الوزير النشط الشيخ سليمان أبا الخيل
مدير الجامعة وعضو هيئة كبار العلماء، ورئيس المجلس التأسيسي لاتحاد جامعات العالم
الإسلامي.
البلد: إندونيسيا،
أكبر البلاد الإسلامية من حيث عدد السكان، وغالبهم أشقاء مسلمون.
إن اللغة العربية هي اللغة التي اختارها الله
واصطفاها فنزل القرآن بها، كما نوه الله عزوجل بذلك؛ فقال: {
إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً
عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }
، "وذلك لأن لغة العرب
أفصح اللغات وأبينها وأوسعها، وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس، فلهذا
أنزل أشرف الكتب، بأشرف اللغات، على أشرف الرسل بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في
أشرف بقاع الأرض، وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو (رمضان) فكمل من كل الوجوه".
وهذا اللسان العربي هو المبين غاية البيان،
قال الله تعالى: {
بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ } "أي هذا القرآن الذي أنزلناه إليك أنزلناه باللسان
العربي الفصيح الكامل الشامل، ليكون بيناً واضحاً ظاهراً، قاطعاً للعذر، مقيماً
للحجة، دليلاً على المحجة".
فمن علمك اللغة العربية، فقد علمك أساس الدين
الإسلامي ومبدأه، وعليها المعول في فهم الشريعة والعقيدة.
ومن هنا نعلم أننا أمام حدث عظيمٍ، يرجى له -بتوفيق
الله- أن يحدث أثراً كبيراً ممتداً ليس في
إندونيسيا فحسب، بل لسائر البلدان التي يستفيد أبناؤها من هذه المعاهد النافعة.
لم تكن كتابة المقالات فناً لي، وباعي فيها قصير، ولكن الحدث، حداني لها. وههنا تجثو الكلمات على الركب، وتحط المعاني رحالها فيما
قرُب، إذ الإحاطة بعيدة المنال، وحسبك من القلادة ما أحاط بالعنق، ومن الكلام ما
قلّ ودلّ.
والحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات.
د. بدر بن محمد الوهيبي
عميد مركز دراسات العمل التطوعي
بحامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية