يرعى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض في تمام الساعة الواحدة من ظهر يوم غدٍ الثلاثاء، افتتاح المبنى النموذجي للمعهد العلمي في محافظة الدرعية، وبحضور صاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود محافظ محافظة الدرعية، ومعالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل وأصحاب الفضيلة والسعادة وكلاء الجامعة ومسؤولي المعهد العلمي بالدرعية.
وأبدى معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل عظيم شكره وامتنانه لسمو أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز على موافقته تشريف حفل الافتتاح وتدشين المبنى النموذجي للمعهد العلمي في محافظة الدرعية.
مضيفاً: إن رعاية سموه نابعة من محبته للجامعة واهتمامه المعروف ودعمه الواضح لجميع فعالياتها وبرامجها، وهو أيضاً منهج يستمده من ولاة أمرنا حفظهم الله وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأميرمقرن بن عبدالعزيز الذين لا يألون جهداً في بذل جميع الإمكانات المادية والمعنوية وإتاحة كل الوسائل والأساليب والطرق وكل ما فيه خير البلاد والعباد من أجل رفعة هذا الوطن وأبنائه ذكوراً وإناثاً، كباراً وصغاراً والعمل على توجيههم الوجهة الصحيحة لكي يكونوا مواطنين صالحين ولبنات صالحة بإذن الله.
وقال معاليه: إن المعاهد العلمية منذ نشأتها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ يرحمه الله ـ عام 1370هـ وهي تُعنى بالدرجة الأولى بالعلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية، وتعنى عناية فائقة بالأسس التي قامت عليها المملكة العربية السعودية من العناية بكتاب الله وسنة رسوله ، وإكساب الشباب المهارات والقدرات التي تمكنهم من تحمل المسؤولية في خدمة دينهم ووطنهم وولاة أمرهم، وتحقيق المشاركة في تنمية مجتمعهم وتطوره.
مضيفاً: إن المعاهد العلمية التي تمثل نواة الجامعة قد ساهمت خلال العقود الماضية ولا زالت تساهم في تأهيل وتأسيس المتخصصين الذين يواصلون دراستهم الجامعية في المجالات الشرعية: في القضاء والإفتاء والدعوة والإرشاد والاستشارات الشرعية والتعليم والإدارة بكل كفاءة وقدرة وتميز، وبُرِّز منهم علماءُ وأدباءُ ومؤرخون وشعراءُ وباحثون امتد أثرهم العلمي إلى داخل المملكة وخارجها عن طريق التأليف والنشر والإعلام، وظهر لهم دور واضح في تنمية الوعي الديني والاجتماعي والثقافي وانتشار التعليم .
من جانبه أكد وكيل الجامعة لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ الدكتور إبراهيم بن محمدقاسم الميمن إن الجامعة ممثلةً في وكالتها لشؤون المعاهد العلمية دأبت على تفعيل المهارات والمعارف والتوجيه الإيجابي لمنسوبي المعاهد العلمية وبخاصة الطلاب وذلك في برامجها التدريبية والأنشطة الطلابية والمناهج الدراسية، كما وضعت الوكالة أهم أولوياتها في تعزيز قيم المواطنة، وذلك إيماناً منها بأهمية هذا الموضوع في حماية عقول أبنائنا الطلاب من الانحرافات السلوكية والفكرية، وقد طبقت برامج متعددة بما يخدم ويتلاءم مع ما يحتاجه أبناؤنا الطلاب من إشباع رغباتهم المعرفية وحماية عقولهم من الانحرافات السلوكية الشاذة، والأفكار الدخيلة عليهم وعلى مجتمعهم ووطنهم، وأخذت على عاتقها بناء وصناعة وإعداد أجيال ناضجة فكرياً ومعرفياً ومهارياً، وأخذت وبشكل مستمر تُجدِّدُ أدواتها، وتبني إستراتيجيات جديدة في المناهج الدراسية والأنشطة الصفية واللاصفية والتدريب الطلابي، واعتماد أساليب تربوية تلائم الاتجاهات المعاصرة في تطوير أبنائها الطلاب، كما حاولت استشراف المستقبل والنظر في كل ما يعوقه لتتخذ الإجراءات المؤسسية التي تبني جيلاً واعياً بأهمية التمسك بدينه وانتمائه إليه ثم إلى مليكه و وطنه، مع تحقيق رفعتهم في جميع التخصصات وهذا الذي تسلكه الجامعة في جميع برامجها المختلفة .
وأضاف د.الميمن إن رسالة الجامعة ممثلة في وكالة الجامعة لشؤون المعاهد العلمية في هذا المجال كانت واضحة حيث سخرت كافة برامجها لتحقيق هدفين رئيسين هما: الوقاية، والمعالجة. ولذا جندت الجامعة كافة طاقاتها لتحقيق هذه الرسالة .
وقد كان للدعم المتواصل من ولاة الأمر - حفظهم الله- وتثمينهم لجهود الجامعة المباركة في هذا الأمر بالغ الأثر في تفان كافة منسوبيها لحمل راية الجهاد لمحاربة الفكر الضال وكشفه للعيان، والسعي بكافة السبل إلى حماية أبنائنا من شروره. سائلين الله أن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار وأن يحفظ بلادنا من كل سوء.
وأكد د.الميمن إن الجامعة لم تألوا جهداً في تطوير الخطط الدراسية والمناهج الدراسية والوسائل التعليمية والبرامج الإثرائية والوقائية التي ساهمت في تحقيق الحصانة الفكرية من الأفكار المتطرفة، كما أنه لا يخفى في الوقت نفسه عن تأثر فئة من أبناء المجتمع السعودي في حقبة مضت بأجندات خارجية لها أهداف مجهولة امتطت صهوة الدين لتنفيذ مخططاتها، ولكون المعاهد العلمية هي بيئة خصبة لذلك فقد تأثرت بهذه الزوبعة ، ولكون المعاهد العلمية تعتمد في مناهجها على العلوم الشرعية وما يخدمها من علوم اللغة العربية والعلوم الأخرى؛ تم التركيز عليها لتمرير هذه الأجندة حتى تُلبس زوراً بثوب الإرهاب، لكن بفضل الله تعالى ثم بدعم ولاة الأمر – حفظهم الله- وبجهود المخلصين من منسوبي الجامعة والمعاهد العلمية تم اجتثاث هذه الأفكار الدخيلة والغريبة عن مجتمعنا السعودي المعتدل، ومُنع انتشارها بين منسوبيها، ونُفِذت الكثير من البرامج التوعوية والتثقيفية من أجل إجلاء الضبابية التي أثرت على بعض أبناء المعاهد العلمية، وعُززت برامج الوسطية، ورُكِّز على تأصيل العقيدة السليمة في نفوس منسوبيها حتى غدت المعاهد العلمية في الوقت الحاضر منارات للأعمال والمشروعات الوطنية في كافة مناطق المملكة ولله الحمد.
وعملت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية انطلاقاً من رسالتها الشرعية على توضيح حقائق الفكر الضال ومحاربته عبر العديد من الوسائل والمناشط بأسلوب علميٍّ منهجيٍّ منظم. فمنذ أن ظهرت هذه المشكلةُ في مجتمعنا السعودي المسلم، سعت الجامعة إلى حمل راية الجهاد لمحاربة هذا الفكر، فعُقِدَ في رحابها أول مؤتمر دولي لمناقشة هذه القضية تحت عنوان : "المؤتمر العالمي عن موقف الإسلام من الإرهاب " حيث هدف المؤتمر إلى كشف جذور الإرهاب والعنف والتطرف، وبيان أن الإرهاب نِتَاجُ فكرٍ منحرفٍ حذر منه علماءُ الأمة في مختلف العصور، كما أكد على وسطية الإسلام وعدالة أحكامه وتعاليمه وبعدها عن العنف ودعوتها إلى الحوار والإقناع، وتوضيح الرأي الشرعي المستند إلى الدليل حول ما جرى من أحداث إرهابية بالمملكة، والإسهام في الدفاع فكريّاً وعلميّاً عن موقف المملكة تجاه الإرهاب، وفضح ما يروج عنها في الخارج، وما يلفق حول موقفها من أكاذيب وتهم باطلة.
وتتالت بعد ذلك البرامج والمناشط وتزايدت عاماً بعد آخر كمّاً، وكيفاً لتشمل العديد من المناشط مثل: إعداد البحوث والدراسات العلمية الرصينة ، ومشاركة منسوبي الجامعة ووحداتها ومعاهدها من كافة التخصصات في برامج المناصحة منذ بدايتها، وإقامة المؤتمرات ، والندوات ، والملتقيات العلمية ، والمحاضرات ، والبرامج الإذاعية والتلفازية، والمقالات الصحفية ، وخطب الجمعة ، والمسابقات الثقافية ، والنوادي الصيفية . وغيرها الكثير من المناشط الكثيرة التي رُئي أنه يمكن أن تحقق الهدف في الكشف عن هذا الفكر الضال ، وحماية أبنائنا منه.