مدخل:
تعد وسائل التواصل الاجتماعية أهم خصائص ثورة الويب 2.0 (web 2.0) التي غيرت بنية الإعلام الجديد عبر تبني مفهوم جديد للانترنت ينقلها من بنيتها العلائقية السابقة (واحد – متعدد) (one to many relationship) أي موقع انترنت واحد لعدد كبير من المستخدمين إلى بنية جديدة قوامها (متعدد – متعدد) أو (Many to many relationship).
وقد استقطبت وسائل التواصل الاجتماعي خلال عمرها القصير أعداداً كبيرة من مستخدمي الانترنت تجاوز عددهم بنهاية عام 2013م (1,61) مليار شخص طبقاً لدراسة نشرتها مجلة "كمبيوتر وورلد" الأميركية على موقعها الإلكتروني، وتوقعت أن يرتفع عدد مستخدمي هذه المواقع بحلول عام 2017 إلى 2.33 مليار شخص.
وقد أدى هذا الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، بتطبيقاتها المختلفة، إلى تحولات عميقة في طبيعة العملية الاتصالية حيث لم يعد الجمهور مجرد مستقبل للرسائل الاتصالية المحتكرة من المؤسسات الإعلامية الرسمية أو الخاصة وإنما أصبح بإمكان كل فرد في هذا الجمهور، من خلال حسابه في الفيس بوك أو تويتر أو يوتيوب أو غيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، أن يمتلك منصة إعلامية يبث من خلالها ما يشاء من رسائل اتصالية إلى ملايين الناس حول العالم في تطور يغيّر من جوهر النظريات الاتصالية المعروفة، ويطرح الكثير من الإشكالات المنهجية على المتخصصين في الإعلام والاتصال، فضلاً عن التحديات الثقافية والاجتماعية والأمنية التي يثيرها استخدام هذه المواقع أمام المجتمعات ومؤسساتها السياسية والثقافية والتربوية والأمنية.
ومن هذا المنطلق، فقد رأت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أهمية عقد مؤتمر دولي بعنوان (وسائل التواصل الاجتماعي .. التطبيقات والإشكالات المنهجية) يشارك فيه عدد من المتخصصين من داخل الوطن العربي وخارجه لمناقشة مجموعة من المحاور المتعلقة بهذه الوسائل: واقعها، وتطبيقاتها، وجوانبها التشريعية والنظامية، وإشكالاتها المنهجية إضافة إلى البحث في التحديات الثقافية والاجتماعية والسياسية والأمنية التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية عبر هذه الوسائل.