الحمد لله الذي أنزل كتابه المبين، ومنَّ ببعثة خاتم النبيين، وأيده بالمعجزات والبراهين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، وبعد:

فإن معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة من الوحدات المميزة، في هذه الجامعة المباركة، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: صدرت الموافقة السامية على إنشائه في هذه الجامعة، ثم صدرت الموافقة السامية أيضًا على التشرف بحمل اسم المليك المفدى، خادم الحرمين الشريفين، ليكون معهدًا نوعيًا، ومرجعية عالمية في مجال تخصصه، كيف لا وتخصصه مرتبط بالقرآن العظيم، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ليكون بيت خبرة في هذا المجال المهم، ومرجعية تتجاوز المحلية إلى العالمية، وهذا ما يؤمل منه بإذن الله.

إن الموافقة الملكية الكريمة على إنشاء هذا المعهد تأتي دليلا واضحا، وردا حاسما يؤكد منهجية هذه الدولة المباركة، التي نشأت منذ عهد المؤسس المجاهد الملك الصالح عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه- على حب الكتاب والسنة ومدارستهما، والعناية بها وتحكيمها والتحاكم إليهما.

كما تجسد تلك الموافقة الكريمة امتداد العناية والرعاية والاهتمام الذي توليه حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين-أيده الله بالعز والتمكين- بالجامعة، والإشادة التاريخية بها، والثقة الغالية بما تؤديه من أدوار ريادية، تكللت بالموافقة الكريمة التي تعد وسام فخار وعز وشرف، وتمثل مسؤولية مضاعفة، تدلف الجامعة بها إلى عالم الواقع المعاصر؛ لتسهم في تجلية دور هذا الوطن وولاة أمره -حفظهم الله- في نشر مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وتوظيفها لتحقيق وسطية الإسلام وهدايته ورحمته، انطلاقًا من نصوص الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، وتأكيدًا لمواقف هذه الدولة المباركة، وسياستها تجاه هذا الدين العظيم بأصوله وأحكامه وعلومه، وكل ما يخدم العناية بالأصلين من كل وجه.

 

وقد توافر لهذا المعهد عوامل الانطلاقة المتميزة، والمسيرة الإبداعية بما رسم له من أهداف عظيمة، وبما حدد له من رؤية عالمية، ورسالة واضحة محددة لتكون معيارًا لمسيرته المباركة، وفعالياته وبرامجه ونشاطاته المختلفة، يعتمد فيها وسائل علمية، وطرقًا وأساليب متطورة، تجمع بين أصالة المبادئ والثوابت ومعاصرة الأساليب والمناهج والطرق، روعي في تصميمها أبعاد التخطيط الاستراتيجي، وأسس العمل المؤسسي، ليكون عملاً مباركًا نافعًا يظهر أثره في واقع اليوم ويستمر على الدوام لا على المستوى الأكاديمي فحسب، وإنما على الواقع الدولي -بإذن الله-.

إن الموافقة السامية الكريمة على المعهد وعلى هذه التسمية المباركة سيكون لها الأثر الإيجابي في تعزيز دور المعهد، ونستشرف في مستقبله أن يكون مرجعية هامة في هذه القضايا، وبيت خبرة في مجال تخصصه، ووجهة لكل باحث عن الحق والحقيقة، ومع شعورنا بالفخر والاعتزاز إلا أننا نستشعر مع ذلك عظم المسؤولية، وثقل الأمانة التي نسأل الله أن يعيننا على أدائها كاملة موفورة، محققين فيها تطلعات ولي أمرنا ومليكنا المفدى -أيده الله-.

إن المعهد وقد تبلورت خططه، وأعلنت انطلاقته، وتوافرت له عوامل النجاح لنستشرف له مستقبلاً باهرًا، يعتمد فيها على الخبرات التراكمية للجامعة، ويعمل على استقطاب الكفاءات، ليحتل موقعه اللائق به كمعهد يحمل اسم قائد مسيرة هذه البلاد المباركة، الحريص على خدمة الإسلام والمسلمين، وتحمل قضاياهم.

وختاما نشكر عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لدراسات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة فضيلة الدكتور/ ناصر بن محمد الهويمل، ووكلاء المعهد، ومنسوبيه، ونتطلع منهم مواصلة الجهد لما يحقق الريادة والعالمية لهذا المعهد. ونسأل الله تعالى أن يحقق لهذا المعهد الخير والنفع والإسهام الفاعل في خدمة قضايا الإعجاز العلمي والمهتمين والمتخصصين.

كما نسأله سبحانه أن يديم على وطننا نعمه وأمنه وأمانه ووحدته، ويسبغ على ولاة أمرنا فضله، ويكلأهم برعايته ويحفظهم بحفظه، ويعينهم على خدمة الدين والوطن والأمتين العربية والإسلامية، ويجزيهم عن ذلك خير الجزاء وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله-، إنه سميع مجيب.

 والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: