استقبل مركز الأبحاث التابع لمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض صباح يوم الأربعاء 22 جمادى الأول 1437هـ الموافق 2 مارس 2016م مجموعة من طالبات قسم الفيزياء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، هذا وقد ترأس الوفد سعادة وكيلة قسم الفيزياء أ.مرفت الزميع، وبرفقة أ.هناء الجمعي سكرتيرة قسم الفيزياء. جدير بالذكر أن المركز يضم ستة أقسام رئيسية، حيث تم زيارة ثلاث أقسام منها وهي:
1- قسم علم الوراثة Genetics Department
2- قسم الفيزياء الطبية الحيوية (قسم إدارة جاما) Biomedical physics Department (Gama Section)
3- قسم الأورام الجزيئية (مختبر الخلايا الجزئية) Molecular Oncology Department
أولاً: خطت المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث خطوات متقدمة في مجال أبحاث "الجينوم البشري" الجينات الوراثية التي تُجرى في معامل ومختبرات مركز الأبحاث خلال العشرة أعوام الماضية، حيث اعتبرت المؤسسة هذا المشروع هدفاً استراتيجياً يمثّل أولوية في مجال البحث العلم التطبيقي، وذلك إيماناً بأهمية هذا التوجه الذي ينتظر أن يقود في المستقبل إلى تحديد الأساليب التشخيصية، والعلاجية، الناجعة في مواجهة الأمراض الصعبة والمزمنة، كأمراض السرطان، والقلب، والأمراض الوراثية. ولقد أضافت الاكتشافات الجينية في المستشفى التخصصي مورثات جديدة لم تكن معروفة من قبل، وأثبتت أنّها مسؤولة عن أمراض وراثية مختلفة، كأمراض الاعتلال البصري، والاعتلال العصبي، والتشوهات الشكلية.
استقبل الوفد الأستاذة هيا الدوسري الباحثة في الأمراض الوراثية الإستقلابية، وقد أفادت بأنّ المؤسسة تعمل على استراتيجية تكاملية تجمع بين البحث العلمي وتطبيقاته الطبية، وذلك من خلال تعاون الكادرين الطبي والبحثي وتكاملهما في نقل البحث العلمي إلى حيز التنفيذ التطبيقي.
كما بينت سعادتها أنّ القدرة الاستيعابية العالية للمعامل المختصة بـ"الجينوم" في مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي تعتبر نادرة عالمياً مقارنةً بمراكز الأبحاث المماثلة، حيث تم الانتهاء من المسح الجيني لأكثر من عشرين ألف عينة بشرية، بالإضافة للتحليل القاعدي لمليارات القواعد النيتروجينية. كما انتهت إحدى المجموعات البحثية في مستشفى الملك فيصل التخصصي من الدراسات المسحية الجينية لأكثر من ثلاثة آلاف عينة لمرضى القلب والأوعية الدموية، وذلك في محاولة للتعرف على المتغيرات الوراثية الخاصة بالمجتمع، والتي تؤثر على استجابة المرضى لعقاقير معينة سلباً أو إيجاباً. كما أنّ معرفة التركيبة الجينية أو الوراثية للإنسان وربطها بالتشخيص والعلاج والوقاية يشكّل أساسيات لكل خطط العلاج مستقبلاً، وهو ما يمكن الوصول إليه باستخدام معلومات مشروع "الجينوم البشري" السعودي.
ثم انتقل الوفد الى قسم العلاج بالخلايا الجذعية، حيث استحدث البرنامج للكشف وتأكيد الاحتمالات القوية في استخدام الخلايا الجذعية كبديل علاجي لمعظم الأمراض العضوية في الإنسان، ويتضمن ذلك: أمراض القلب والأوعية الدموية، والأمراض العصبية وتلف الأعصاب، وأمراض الكلى، وأمراض الكبد، وأمراض المناعة الذاتية، ومشاكل الحبل الشوكي وتلف خلاياه، ومرض السكر وكذلك مرض السرطان.
وكان لفك «الشفرة الجينية» للسرطان نصيب من الزيارة، والذي يهدف على التعرف على مسببات السرطان، وإيجاد وسائل علاجية أكثر فاعلية، حيث حظي المركز على فك الشفرة الجينية لأكثر من (500) حالة لسرطان الغدة الدرقية.
وجاء اختيار سرطان الغدة الدرقية بسبب شيوع الإصابة به، حيث يحتل المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي على رأس قائمة أكثر السرطانات شيوعاً في أوساط النساء، إلى جانب كونه من أكثر السرطانات انتشاراً على المستوى العالمي.
يشار إلى أن قسم الأبحاث الوراثية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث يهدف إلى التعرف على المسببات الجينية للأمراض الوراثية الموجودة في المجتمع السعودي، وتحديد الطفرات المسببة لهذه الأمراض، ومعرفة خصائصها وعلاقة ذلك بتطور المرض، حيث تم اكتشاف (70) مورثة "جين"، وتحديد أكثر من (500) طفرة وراثية، خلال الثلاث سنوات الماضية، ويتم نقل مخرجات أبحاث "الجينوم" في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عبر خط إنتاج علمي من المرحلة البحثية إلى المرحلة التطبيقية في مجال التشخيص والوقاية من الأمراض الوراثية.
وبعد أن أجابت سعادة الأستاذة هيا عن أسئلة الطالبات ودع الوفد القسم وقدم لهم جزيل الشكر والامتنان.
ثم انتقل وفد قسم الفيزياء إلى قاعة الاجتماعات في قسم الفيزياء الطبية وكان في الاستقبال المهندس سعد رئيس وحدة التشعيع بأشعة جاما، ووحدة المعايير القياسية لأجهزة قياس الإشعاع،حيث قدم كلمة رحب فيها بالوفد وتمنى لهم زيارة مفيدة مثمر، وأوضح سعادته ما يقدمه المركز من خدمات تعقيم إشعاعية وجرعات علاجية مشعة لنحو خمسين مستشفى، كما يقدم خدمات الطب النووي لأكثر من مائة منشأة طبية في المملكة.
ويضم المركز ستة أقسام رئيسة منها:
1- قسم الفيزياء الطبية الحيوية
يضطلع قسم الفيزياء الطبية الحيوية بمسئوليات أساسية تتمحور حول أربعة مجالات هي:
الخدمات الطبية. | الاستشارات العلمية. | الأبحاث العلمية. | التعليم المستمر. |
ويتم تفعيل أنشطة القسم من خلال أربع وحدات هي:
فيزياء التصوير الطبي | الفيزياء الصحية | الفيزياء الطبية الحيوية | الفيزياء الإشعاعية |
بالإضافة إلى ذلك يضم القسم وحدتي مساندة هما:
وحدة التشعيع بأشعة جاما | وحدة المعايير القياسية لأجهزة قياس الإشعاع |
ويضم هذا القسم مختبر قياسي ثانوي لمعايرة الإشعاع، وهو الوحيد المعتمد من قبل الهيئة العالمية للطاقة الذرية كمركز للتعليم والتدريب في المملكة ودول الخليج، كما أنه يعد مختبراً مرجعياً لمعايرة الإشعاع وأجهزة قياسه لجميع مناطق المملكة.
وقد أوضح المهندس سعد أهمية اخذ الحيطة والحذر للعاملين في مجال أشعة جاما، وأهمية ارتداء بطاقة الوميض الحراري (TLD) من قبل العاملين في الوحدة، والتي تقيس كمية الاشعاع التي تعرض لها العاملون في هذا المجال، حيث من المفترض ألا تتجاوز نسبة الأشعة المستقبلة 100 ملم زيفرت خلال الخمس سنوات، وذلك حسب النظام الدولي، والتي على أساسها تنشئ قاعدة بيانات للعاملين، وعن أوقات الفحص وتغيير البطاقات والإسعافات الأولية المتخذة عند التعرض للحد الاقصى من الأشعة.
ثم بدأت الجولة برفقة المهندس سعد والدكتور فريد يوهي، وتم التعرف على أجهزة اختبار أجهزة الإشعاع ومعايرتها بشكل دقيق من خلال مختبر معياري على مستوى الملكة والخليج العربي للكشف الاشعاعي ((Secondary standard laborite SSDL، وقد أثرت الدكتورة هبه الحمدان اللقاء بمعلومات وعرض تفصيلي لمكونات وطريقة عمل جهاز X- ray.
وكان لوحدة التشعيع ( التعقيم بأشعة جاما ) النصيب الأكبر في الزيارة، حيث أن هذه الوحدة تجاوزت خدماتها مركز الأبحاث وتجاوزت المستشفى، حيث أنها من الوحدات التي تخدم القطاعات الخاصة والحكومية.
وتعد وحدة التعقيم بأشعة جاما بمركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي ١ من ٢٠٠ وحدة حول العالم تستخدم تقنية التشعيع في تعقيم المنتجات الطبية.
يهدف القسم إلى:
1- اختبار أجهزة الاشعاع ومعايرتها بشكل دقيق من خلال مختبر عياري على مستوى الملكة والخليج العربي للكشف الاشعاعي ((Secondary standard laborite SSDL وهو الوحيد المعتمد من قبل الهيئة العالمية للطاقة الذرية كمركز للتعليم و التدريب في المملكة ودول الخليج.
2- قياس جودة أجهزة الأشعة حيث يقوم المختصون بعمل صيانة على أجهزة الاشعة في مختلف القطاعات بحيث تعطي الطبيب صورة صحيحة ومناسبة.
3- السلامة الإشعاعية وذلك بقيام فريق مختص بعمل قياسات لغرف للإشعاع المتواجدة في المستشفيات والمراكز الصحية والتأكد من مطابقتها لمعاير الترصيص بحيث لا تسمح بتسرب الشعاع من خلالها.
4- تقدم الوحدة دورات تدريبية في مجال الحماية الاشعاعية والفيزياء الطبية وهي متاحة لجميع القطاعات.
كما أوضح سعادة المهندس سعد المراحل الثلاث التي يمر بها المنتج المراد تعقيمه:
1- استلام المنتج عَنْ طريق السيور الناقلة لتوضع في أقفاص كبيرة.
2- يمر بين ألواح أشعة غاما والتي يمكن التحكم بها من خلال غرفة التحكم حيث ترتفع المصادر من داخل حوض مائي بعمق 7 متر، والذي يقوم الماء مقام الرصاص في العزل.
3- خروج المنتج لغرفة المصادر لاستلامها بعد التأكد من سلامة وجودة المنتج عند تعرضة التشعيع، حيث يتم اختبار المنتج على جهاز الشد الميكانيكي، هنا يجب مراعاة احتياطات الأمن والسلامة وارتداء بطاقة TLD والتأكد من إقفال الشبكة الضوئية للباب حيث يعني نزول المصادر للماء.
هذا وقد تفاعل طالبات قسم الفيزياء بشكل كبير مع الأسئلة المطروحة، واستحضروا ماتعلموه في دراستهم أثناء استماعهم لمراحل التشعيع.
وكان آخر الأقسام التي تمت زيارته هو قسم علاج أورام الغدة الدرقية بالتشعيع، حيث تم اللقاء بسعادة الدكتورة هدى الخلف الباحث في قسم الأورام السرطانية الجزيئيّة، وقد وضحت سعادتها خطورة العمل في هذا القسم، وكيفية إعطاء المريض الدواء، وطريقة تنظيف المسطحات الأرضية في حال تعرضها للأشعة.
هذا وقد اختتم اللقاء والزيارة بتوزيع هدايا تذكارية لأعضاء الوفد قام بتسليمها أ. نوف العجمي مديرة العلاقات العامة في مركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي.
يأتي هذا النشاط ضمن أنشطة قسم الفيزياء، والتي تهدف إلى تنمية وتعزيز المستوى العلمي لطالبات القسم، وتعزيز ارتباطهم بتخصصهم العلمي الدقيق وزيادة ثقافتهم حوله. كما تهدف هذه الأنشطة لفتح آفاق واسعة للطالبات سواءًا العلمية منها أو العلمية أثناء الدراسة أو بعد التخرج لإعدادهم ليكونوا لبنة علمية مميزة لبناء مجتمع بناء في المملكة العربية السعودية.
شارك في الزيارة من طالبات القسم كل من: ريم ضامري العنزي، وجدان القرني، ليالي العتيبي، اريج عاصم، ريمة العلي، مواهب الدهاس، ياسمين الذيابي، غزيل اليامي، اميرة السبعاوي، سيهام القحطاني و بشائر النشمي.
هذا وقد قدم رئيس قسم الفيزياء د. أحمد القعود تقديره وشكره الجزيل لسعادة وكيلة القسم أ. مرفت على جهودها المباركة في هذه الزيارة، وللنجاح الذي حققته الزيارة برئاستها. من جهة أخرى؛ قدمت أ. مرفت شكرها إلى كل من د. رائد الهذلول (وكيل كلية العلوم للتطوير والجودة) والأستاذ عبدالله الفنيسان (سكرتير وكالة الكلية للتطوير والجودة) على مساعدتهما في التنظيم والتنسيق لهذه الزيارة الناجحة.