تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أقيمت صباح الثلاثاء 24 محرم 1438 هـ الموافق 25 أكتوبر 2016م فعاليات المؤتمر السعودي الدولي الرابع للتقنيات المتناهية الصغر، الذي نظمته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، والذي استمر لمدة يومين بحضور رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية صاحب السمو الأمير د. تركي بن سعود بن محمد آل سعود ومدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد السلطان.
وقد تم قبول الأبحاث العلمية المقدمة من خريجات قسم الفيزياء بكلية العلوم مرام ناجح الفريجي، نورة محمد الغيث وعفاف عبدالله القحطاني للعرض في المؤتمر. هذا وقد عرضت كلاً من الباحثتان مرام الفريجي ونورة الغيث أبحاثهن وملصقاتهن العلمية في المؤتمر، لتكون أبحاثهن هي الوحيدة المقدمة من مشاريع تخرج في مرحلة البكالوريوس، حيث كانت جميع الأبحاث الأخرى المعروضة هي لباحثين عالميين وحملة لدرجتي الماجستير والدكتوراة فقط، في إشارة واضحة لتميز أبحاثهن التي نالت ثقة اللجنة العلمية للمؤتمر.
وفي هذا الصدد، أشاد سعادة عميد كلية العلوم د. محمد بن محسن بابطين بهذا الإنجاز المتميز للطالبات الخرّيجات، وعدّ مشاركتهن في هذا المؤتمر الدولي دلالة واضحة على جودة الأبحاث العلمية المقدمة منهن، كما أضاف سعادته بأن نشر أبحاثهن في هذا المحفل يأتي كأحد ثمار التعاون العلمي والبحثي الذي تتبناه كلية العلوم استراتيجياً مع الجهات العلمية والبحثية في مملكتنا الغالية، والتي يأتي في مقدمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
يذكر أن الباحثات المشاركات قد أجرين مشاريع تخرجهن في المركز الوطني للتقنية النانو تحت إشراف د. مرزوق بن صالح الشمري من كاكست ود. رائد بن حسين الهذلول من قسم الفيزياء بجامعة الإمام، وذلك في الفصل الدراسي الأول من العام المنصرم 1436/1437 هـ ويُشار إلى أنه قد شاركت الباحثة أروى حمود الحربي في عمل المشروع البحثي المقدم من الباحثة مرام ناجح الفريجي، وشاركت الباحثة مها مشعل الشمري في عمل المشروع البحثي المقدم من الباحثة نورة محمد الغيث، كما شاركت الباحثة روان رشيد الدوسري في عمل المشروع البحثي المقدم من الباحثة عفاف عبدالله القحطاني. (لمعلومات أكثر: أضغط هنا ) .
وقد عبر رئيس اللجنة العلمية بالمؤتمر د. عبدالله بن إبراهيم الخضيري في حديثه مع المشرف على الباحثات د. رائد الهذلول عن إستحقاق خريجات الفيزياء الباحثات على قبول نشر أبحاثهن في المؤتمر، وأنهن حققن المعايير المؤهلة للمشاركة في هذا المؤتمر العلمي الدولي أسوة بجميع الأبحاث الأخرى المشاركة.
من ناحيتهن؛ أعربت كلاً من الباحثتين مرام ونورة عن اعتزازهن وفخرهن بمشاركتهن في هذا المحفل العلمي الدولي الهام، والذي ترعاه كاكست ويحضره فائزون بجائزة نوبل وجائزة الملك فيصل للعلوم، كما عبرن عن أن هذه المشاركة قد حفزتهن لمواصلة مسيرة البحث العلمي، وتعتبر دفعة معنوية هامة في مسيرتهن البحثية والعلمية، ونقلة مهمة في مشوار العلم والتقدم لهن.
وقد استضاف المؤتمر عددًا من أهم الخبراء العالميين في التقنيات متناهية الصغر، مثل البروفيسور شوجي ناكامورا الحاصل على جائزة نوبل في الفيزياء في 2014م، البروفيسور فريزر الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء في 2016، إضافة إلى البروفيسور عمر ياغي، والبروفيسور مايكل جراتزيل الحاصلين على جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم في 2015.
ناقش المؤتمر أربعة محاور رئيسية، هي: تصنيع المواد النانوية، الإلكترونيات والضوئيات النانوية، الخلايا الشمسية وتطبيقات الطاقة، إضافة إلى التطبيقات الحيوية والبيئية. كما صحب المؤتمر ورشة عمل حول دور المواد النانوية في صناعة المحفزات المستخدمة في الصناعات البترولية.
هذا وقد أكد صاحب السمو الأمير د. تركي بن سعود بن محمد آل سعود رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حرص المدينة على تهيئة البيئة البحثية المناسبة والداعمة لمبادرات وبرامج "رؤية المملكة 2030"؛ حيث قدمت المدينة مبادراتها ضمن برنامج التحول الوطني 2020 والتي تهدف في مجملها إلى تعظيم المحتوى المحلي التقني في المملكة في القطاعات الرئيسية ومن ضمنها المتعلقة بتقنية النانو.
وبين سموه خلال افتتاحه فعاليات المؤتمر أن المدينة عملت على إنشاء 15 مركزاً للتميز المشترك مع عدد من الجامعات والمراكز البحثية العالمية الكبرى بهدف نقل وتوطين التقنيات الإستراتيجية الملائمة للمملكة منها ستة مراكز تميز في مجالات تقنية المواد. ولفت النظر إلى تعاون المدينة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجامعة كاليفورنيا سانتا باربارا في مجال تقنيات الإضاءة LED مع البروفيسور ناكامورا الحاصل على جائزة نوبل للفيزياء عام 2014 ونتج عن هذه الشراكات تدريب وتأهيل عدد كبير من الباحثين والباحثات السعوديين في مجال تقنية المواد والنانو.
ونوه سمو رئيس المدينة بأن حكومة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتماماً كبيراً بالبحث العلمي والتطوير التقني في مختلف المجالات لدورهما المهم في التنمية المستدامة، وزيادة القيمة المضافة دعماً للاقتصاد الوطني من خلال نقل وتوطين التقنيات المتقدمة للمملكة وتطويرها، وتجسيداً لهذا الاهتمام عملت المدينة على نقل وتوطين أحدث التقنيات، وبناء القدرات الوطنية لدفع عجلة البحث العلمي والتطوير التقني بالمملكة، وتوثيق التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 في العديد من المجالات العلمية، ومنها تلك المتعلقة بتقنية النانو.
كما نوه سموه بحصول رئيس الفريق البحثي المشترك بين المدينة وجامعة نورث ويستيرن الأميركية البروفيسور جيمس فريزر ستودرت على جائزة نوبل في الكيمياء لهذا العام 2016م، مهنئا البروفيسور ستودرت لفوزه بجائزة نوبل في مجال الكيمياء عام 2016م، والبروفسور ناكامورا لفوزه بجائزة نوبل في مجال الفيزياء عام 2014م وكذلك البروفيسور عمر ياغي والبروفيسور مايكل غريتزل لفوزهما بجائزة الملك فيصل العالمية في مجال العلوم لعام 2015م.
بدوره أوضح مدير المركز الوطني للتقنيات المتناهية الصغر رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر د. عبدالله بن إبراهيم الخضيري، أن المؤتمر ناقش على مدى يومين تصنيع المواد النانوية، والإلكترونيات والضوئيات، النانوية، والخلايا الشمسية، بالإضافة إلى التطبيقات الطبية والبيئية لتقنية النانو.
هذا وقد مثل كلية العلوم وقسم الفيزياء في المؤتمر سعادة وكيل الكلية للتطوير والجودة مدير مركز البحوث بالكلية د. رائد بن حسين الهذلول، حيث كان أحد المشرفين على الطالبات المشاركات في المؤتمر. كما حضر المؤتمر من الكلية المعيد بقسم الفيزياء والمبتعث لدراسة الدكتوراة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية الأستاذ محمد جابر الهلالي.
يُذكر بأن الباحثات المشاركات في المؤتمر قد سبق وأن حصلن على المركزين الأول و الثاني في الملتقى العلمي الطلابي السابع في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والذي أقيم في الفصل الثاني من العام الدراسي المنصرم 1436/1437هـ، حيث حصلت كلاً من مرام الفريجي والباحثة المشاركة معها أروى الحربي على المركز الأول، وحصلت الباحثة نورة الغيث والباحثة المشاركة معها مها الشمري على المركز الثاني. (لمعلومات أكثر: أضغط هنا ).
وقد قدم د. الهذلول شكره لكلٍ من سعادة عميد كلية العلوم د. محمد بن محسن بابطين وسعادة رئيس قسم الفيزياء د. أحمد بن أحمد القعود على دعمهم وتشجيعهم للمشاريع البحثية الطلابية، والتي أثمرت مثل هذا المنجز العلمي.
للاطلاع على مشاريع التخرج الخارجية لقسم الفيزياء خلال العام المنصرم والتي أدت بفضل الله لمثل هذا الإنجاز: أضغط هنا.