خادم الحرمين الشريفين يفتتح المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز .. في رحاب جامعة الإمام

​رعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ بعد ظهر اليوم في مبنى المؤتمرات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حفل افتتاح المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز، الذي تنظمه الجامعة خلال الفترة 20 ـ 1436/5/21هـ.

وحضر حفل الافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ومعالي وزير التعليم الدكتور عزام بن محمد الدخيل ومدير الجامعة بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان ووكلاء الجامعة .

وعبر مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالنيابة د. فوزان بن عبد الرحمن الفوزان في كلمة ألقاها خلال الحفل عن سروره بتشريف خادم الحرمين الشريفين حفل افتتاح المؤتمر.

وقال: نسعد اليوم بوجودكم معنا ياخادم الحرمين الشريفين, فأنت بهذا تسطر معنى عظيماً من معاني الوفاء للإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- وامتداداً لرعايتكم الكريمة لتاريخ هذا البطل العظيم, جمعاً وتوثيقاً ودراسة، فقد رعيتم ( دارة الملك عبد العزيز) لتكون مركزاً وطنياً موثقاً لتاريخ المملكة، فكنتم- حفظكم الله-  الراعي  والعالم والخبير, والحارس الأمين لتاريخ هذا الكيان العظيم.

ومن هنا تأتي أهمية رعايتكم الكريمة لهذا المؤتمر, فهي امتداد لاهتمامكم بتاريخ الإمام العادل المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله- وبتاريخ هذا الكيان العظيم، ثم إن حضوركم- حفظكم الله-  رغم مشاغلكم وارتباطاتكم الكثيرة, هو تشريف عظيم لهذه الجامعة ومنسوبيها, وهو امتداد لرعايتكم- حفظكم الله- هذه الجامعة منذ أن كنتم أميراً لمنطقة الرياض.فأنتم من اخترتم موقعها المميز كبوابة للعاصمة من مطارها الدولي, وأنتم من تابعتم مشاريعها واحداً تلو الآخر حتى غدت اليوم مدينة جامعية متكاملة.

حضرة خادم الحرمين الشريفين: إن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لتشعر بالفخر والاعتزاز وهي تحتضن هذا ( المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز - رحمه الله- ), فقبل ثلاثين عاماً تشرفت الجامعة بعقد المؤتمر الأول, وبمقاييس مصادر المعرفة في تلك الفترة  تسابق الباحثون من المؤرخين وأساتذة الجامعات المتخصصين في التاريخ الحديث والمعاصر من جنسيات متنوعة لتقديم ما لديهم من دراسات وأبحاث عن تاريخ المؤسس, تم جمعها وطباعتها في ثلاثة مجلدات. وبعد ثلاثة عقود,  رأت الجامعة ممثلة بكرسي الملك عبد العزيز لدراسات تاريخ المملكة, وبالتنسيق مع دارة الملك عبد العزيز تحقيق إحدى توصيات المؤتمر الأول بإقامة هذا المؤتمر, لا سيما وأن هذه الفترة المعاصرة تزخر بوفرة المصادر التاريخية وبلغات عدة, خصوصاً بعد الكشف عن الكثير من مصادر المعرفة التاريخية والوثائق المتنوعة التي تناولت تاريخ الملك عبد العزيز والمملكة العربية السعودية في عهده.

ونتشرف اليوم يا خادم الحرمين الشريفين بحضوركم الميمون, ورعايتكم الكريمة لهذا المؤتمر, الذي نسعى من خلاله لرد شيء يسير من حق هذا الرجل الفذ. فالتجربة الثرية لتوحيد هذه البلاد المباركة, ثم بناء الدولة تنموياً وحضارياً وما فيها من جوانب مشرقة, تجتذب كثيراً من الباحثين والدارسين لتلمس العديد من الجوانب التي لم تحظ بالدراسات التاريخية المتعمقة.

ولذلك فإن عقد هذا المؤتمر أتاح فرصة للباحثين على المستوى الوطني والعربي والدولي لتقديم مزيد من البحوث والدراسات الرصينة التي تتناول جوانب من شخصية الملك عبد العزيز وصفاته القيادية التي  مكنته من تأسيس الدولة في ظروف عصيبة, وإبراز الدور الإقليمي والإسلامي والدولي للملك عبد العزيز رحمه الله, والمملكة العربية السعودية في عهده.

كما كانت فرصة للباحثين لإلقاء الضوء على النقلة الحضارية التي شهدتها الدولة في عهده في الجوانب العلمية والصحية والاقتصادية والإدارية والأمنية والاجتماعية.لذلك فلا غرو أن يقبل الباحثون في الشؤون التاريخية والاقتصادية والسياسية والحضارية من شتى أنحاء العالم  وبلغات مختلفة  للمشاركة في هذا المؤتمر العالمي.

ولأهمية هذا المؤتمر وتلمساً للبعد الوطني في تربية الناشئة على حب هذا الوطن المعطاء, فلن تقتصر فعالياته على جلساته الثماني عشرة وعلى المعرض المصاحب الذي يحكي جوانب من هذا التاريخ المشرق, بل سيرافقها ندوات ومحاضرات وأنشطة شتى تتناول موضوع المؤتمر على مدى عام كامل, تعقد في المعاهد العلمية التابعة للجامعة, والتي تنتشر في مناطق عدة من أرجاء وطننا الغالي, لتعريف أبنائنا وبناتنا بشخصية الملك عبد العزيز - رحمه الله-  وما خلفه من إرث عظيم في وحدة وطنية قل نظيرها, وأمن واستقرار كان أساساً لنهضة حضارية تسابق الزمن ولمكانة دولية وتأثير كبير على المستوى الإقليمي والدولي والإسلامي والعالمي.

ختاماً لا يسعني إلا أن أكرر الشكر لكم يا خادم الحرمين الشريفين على تشريفكم ورعايتكم لهذا المؤتمر, ثم أقدم خالص الشكر والامتنان لجميع من ساهم في إنجاح هذا المؤتمر وأخص معالي وزير التعليم د. عزام بن محمد الدخيل على متابعته الدقيقة للجان المؤتمر, ومعالي مدير الجامعة السابق أ.د سليمان بن عبد الله أبا الخيل الذي تبنى هذا المؤتمر منذ أن كان فكرة ورأس اللجنة العليا له حتى اكتملت معظم أعماله.

وأسأل الله- سبحانه وتعالى- أن يؤتي هذا المؤتمر ثماره المرجوة وأن يحفظ لبلادنا الغالية أمنها واستقرارها ورخاءها وولاة أمرها إنه سميع مجيب.

ثم ألقى الأمين العام للمؤتمر الدكتور طلال بن خالد الطريفي كلمة رحب فيها بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وبأصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة والمعالي والحضور، وقال: إن الكلمات لتنحني أمام عظمة المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وتعجز ببيانها وبديعها عن إيفائه حقه الذي استحقه وقدره الذي بناه بجهده من خلال مسيرة حياته الحافلة بالإنجازات، سعى فيها على تأسيس المملكة العربية السعودية ودأب على تطويرها وفتح آفاق المستقبل لها.

وأضاف الطريفي: لقد تبنت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عقد هذا المؤتمر ممثلة بكرسي الملك عبدالعزيز لدراسات تاريخ المملكة، وبالتنسيق مع دارة الملك عبدالعزيز جاهدين لإبراز شخصية الملك عبدالعزيز: الإنسانية، والقيادية، والإدارية، والوقوف على أهم مراحل بناء الدولة وإضاءة أبرز محطات النهضة التي وصلت إليها المملكة العربية السعودية بعد أن عبّد لها الطريق للانطلاق إلى المستقبل.

وبين الدكتور الطريفي أن المؤتمر يستمر ليومين ويشتمل على ثماني عشرة جلسة على فترتين، صباحية، ومسائية، فقد حرصت الجامعة على أن تتنوع فعاليات المؤتمر وجلساته لتنير جوانب حياة المؤسس ضمن محاور المؤتمر التسعة وهي شخصية الملك عبدالعزيز ومنهجه، وتوحيد الدولة وبناؤها، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، والقضايا العربية والإسلامية، والدبلوماسية والسياسة الخارجية، وأبناء الملك عبدالعزيز ورجاله، والمصادر والدراسات، والملك عبدالعزيز في رؤية عالمية.

وفي كلمة ألقاها د.إبراهيم القادري بوتشيش رئيس وحدة البحوث في كلية الآداب بجامعة مكناس بالمغرب، التي ألقاها باسم المشاركين في المؤتمر، ثمن خلالها رعاية خادم الحرمين الشريفين للعلم ورجاله وتشجعيه ـ حفظه الله ـ للحركة الفكرية وإحياء التراث الإسلامي.

وقال القادري: في غمرة هذه اللحظة المفعمة بأريج العلم والعلماء حيث تتهيج المشاعر, وتتناثر الأحاسيس في أديم هذا الحفل الافتتاحي البهيج, يقف المرء مقصراً ومعترفاً بالعجز عن التعبير, مهما نثر من حبر القلم, وانتقى من عرائس الكلمات, واختار من درر الألفاظ, ليتوجه إلى حضرة خادم الحرمين الشريفين, بأسمى آيات الشكر والامتنان وعاطر الثناء والعرفان, على رعايتكم للعلم ورجاله, ومساهماته في تشجيع الحركة الفكرية وإحياء التراث الإسلامي العريق, وبعث أمجاد التاريخ, وما حضوركم يا صاحب الجلالة للحفل الافتتاحي إلا قرينة ناصعة على ما تسدونه من خدمة طيبة لأهل العلم, ومحبة لكل من جعل من الكتاب صديقاً, ومن القرآن رفيقاً, فلكم منا كل آيات الشكر والتقدير والاعتزاز لمشاركتنا بحضوركم الكريم.

كما نود أن نعبر عن عميق شكرنا وعظيم امتناننا لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, هذه الجامعة التي تقف اليوم مرة أخرى شامخة بعلمها, مزهوة بنياشين منجزاتها, لتضيف مكرمة جديدة لمكارمها باحتضان هذا الملتقى العلمي, مساهمة بذلك في بناء معمار ثقافة الشعب السعودية المعطاء. فلها كل الشكر والتقدير على حسن التدبير وعلى كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال, والشكر موصول للجنة العلمية والتنظيمية التي سهرت على إنجاح هذا المؤتمر, وبذلت جهوداً مضنية منذ أن كان فكرة إلى أن استوى على سوقه.

ونثمن التراكم المعرفي الذي أنتجته أقلام الباحثين حول تاريخ المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله- وهو التراكم الذي أصبح يشكل حوضاً من حياض المعرفة, ينهل منه كل طالب علم  ويرتشف منه كل باحث في تاريخ المملكة العربية السعودية, وكل ساع لسبر غور وجه من أبرز وجوه التاريخ قديمه وحديثه - الملك عبد العزيز رحمه الله - الذي وهبه الله قدرة على تجاوز التحديات ومقارعة الصعاب بعزم وبإصرار. لذلك ليس من قبيل الصدفة أن تصب جهود المؤرخين الحاضرين في المؤتمر في نفس المجال الذي شغف به الملك عبد العزيز مجال التاريخ الذي مخض عبابه  وخبر أسراره وفك شفرات ألغازه.

ختاماً أتمنى كل التوفيق لأعمال هذا المؤتمر وأهتبل الفرصة للتضرع لله - عز وجل- أن يحفظ خادم الحرمين  الشريفين وأن يمد في عمره ويمن عليه بالصحة والعافية ويجعله ذخراً للأمة الإسلامية وينعم على الشعب السعودي وكل الشعوب العربية والإسلامية بنعمة الأمن والسلم والرخاء والتنمية.

التغطية الإعلامية