تواصلت مساء اليوم الخميس فعاليات المؤتمر
العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبدالعزيز حيث عقدت ثلاث جلسات تناولت
الجلسة السادسة عشرة والتي ترأسها معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله
أبا الخيل محور(المصادر والدراسات) ومحور (الملك عبدالعزيز: رؤية
عالمية)" تناول فيها الأستاذ الدكتور سمير عبدالحميد نوح نائب مدير مركز
دراسات الأديان التوحيدية جامعة دوشيشا كيوتو اليابان شخصية الملك
عبدالعزيز والتنبؤ المبكر بمكانة المملكة العربية السعودية، وأوضح حرص
اليابان على تسريع إقامة علاقات رسمية مع المملكة العربية السعودية من جهة
وحرص المملكة العربية السعودية على التأني في إقامة هذه العلاقة من جهة
أخرى، نتيجة للوعي السياسي المبكر واستيعاب الملك عبدالعزيز لما كان يدور
في الساحة السياسية وإدراكه للتنافس بين القوى العالمية، وهو ما فصله
الباحث من خلال الإشارة إلى بعض الوثائق اليابانية والسعودية على حد سواء.
وألقى
الباحث بعد ذلك الضوء على تقدير اليابان لمكانة الملك عبدالعزيز في
العالم الإسلامي ومحاولة اليابان الاستفادة من رعايته للمسلمين وعطفه
عليهم، وهو ما يتضح من كتابات تناكا ايبيه و سوزوكي تاكيشي وغيرهما.
وتناول البحث فيما بعد شخصية الملك عبدالعزيز في الكتابات اليابانية
المعاصرة إذ اهتم الباحثون اليابانيون المعاصرون بالكتابة عن الملك
عبدالعزيز ضمن مؤلفاتهم وندواتهم البحثية المتعلقة بمكانة المملكة
العربية السعودية الاقتصادية والسياسية والدينية على حد سواء، فضلا عن
الندوات المشتركة التي عقدت في طوكيو وفي كيوتو وغيرها، والعمل العلمي
المشترك بين عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
وجمعية الصداقة السعودية اليابانية الذي صدر باليابانية بعنوان "حياة
الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة الحديثة".
بعد
ذلك تناول استاد قسم التاريخ بجامعة الملك سعود الدكتور سهيل صابان علاقة
الملك عبدالعزيز بالدولة العثمانية من واقع الوثائق العثمانية التي تكونت
من التقارير والمراسلات والمحاضر والتي بينت أن تلك العلاقة كانت مبنية على
مصالح متبادلة بين الطرفين. وقد قسم الباحث تلك العلاقة إلى أربع مراحل
تاريخية، منذ بدء ظهور الملك عبدالعزيز على المسرح السياسي، وحتى نشوب
الحرب العالمية الأولى.
كما يشير
الباحث إلى موقف زعماء المنطقة في الجزيرة العربية من تنامي العلاقة
الثنائية بين الملك عبدالعزيز وبين الدولة العثمانية، التي عملت على
استمالته في العديد من المناسبات التي أثبت فيها الملك عبدالعزيز تعامله
الإنساني والأخلاقي مع الحاميات العثمانية الموجودة في المنطقة، كما تحدث
الباحث عن موقف الملك عبدالعزيز من الدولة العثمانية في الحرب العالمية
الأولى، الذي بقي محايداً فيها.
وبين
الباحث نظرة الدولة العثمانية إلى الملك عبدالعزيز، الذي فرض عليها وجوده
من خلال ما قام به من أعمال، وذلك من خلال نظرة الباب العالي له، الذي لم
يتخذ موقفاً عدائياً منه؛ بسبب الظروف السياسية التي مرت بالمنطقة، مع أن
موقف معظم الإداريين العاملين في مختلف ولايات الدولة العثمانية المجاورة
كان معارضاً لذلك التوجه، كما عرض الباحث أوجه علاقات الملك عبدالعزيز مع
الجمهورية التركية بعد تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.
فيما
أكد أستاذ اللغة الأردية، بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الدكتور
جلال السعيد الحفناوي أن تاريخ الملك عبدالعزيز، وتاريخ المملكة العربية
السعودية احتل مكانه خاصة في المصادر الأردية عند مسلمي شبه القارة الهندية
الباكستانية، الذين دونوا انطباعاتهم عن تاريخ الملك عبدالعزيز وعن
لقاءاتهم به باللغة الأردية، تلك اللغة الإسلامية التي يتحدث بها ويفهمها
الآن مليار نسمة من مسلمي شبه القارة الهندية في باكستان والهند وبنغالديش،
وجنوب إفريقيا وأفغانستان وجزر فيجي وغيرها. وقد اهتم كتاب الأردية بجوانب
مهمة في تاريخ الملك عبدالعزيز حيث تناولوا سيرة حياته، وعاداته، وأحواله
الاجتماعية، وسياسته، وتوحيده للمملكة ونشر عقيدة التوحيد والقضاء علي
مظاهر الشرك في جميع أنحاء المملكة ونشر الأمن والأمان في ربوعها مما
انعكس على الحجاج الهنود الذين باتوا يأمنوا على أنفسهم في الحج.
وأكد
الباحث أن المصادر والدراسات التي تناولت تاريخ الملك عبدالعزيز في اللغة
الأردية غزيرة وتضارع ما كتب في اللغات الإسلامية عن تاريخ الملك عبدالعزيز
خاصة، رغم أن اللغة الأردية حديثة وفتية بين لغات العالم.
بعد
ذلك قدم أستاذ التاريخ السعودي المساعد بجامعة حائل الدكتور خليف الشمري
ورقة بعنوان "الملك عبدالعزيز في كتابات خليل الرواف" سعى من خلالها إلى
الوقوف على صورة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود كما جاءت في
كتابات خليل الرواف, بوصفه شاهد عيان على الأحداث ومشاركًا –أيضاً- في تلك
التجربة الثرية بصورة أو بأخرى، فضلًا عن أن قربه من دوائر صنع القرار
ولقائه من آن لآخر الملك عبدالعزيز وكبار رجال الدولة قد أكسب شهادته أهمية
تاريخية مضاعفة ومصداقية ليس بوسع أحد تجاهلها بحال.
ووأشار
الباحث إلى أن الرواف استطاع أن يبسط أمام القارئ معالم الفكر السياسي
للملك عبدالعزيز، وعبر في كثير من المناسبات عن أحقية الملك وجدارته في
حيازة لقب رجل القرن العشرين بحكم إنجازه التاريخي غير المسبوق في توحيد
الجزيرة العربية.
كما قدم الدكتور عمر
الدوسري ورقة بعنوان "الملك عبدالعزيز في المصادر الكويتية الأصلية" ابرز
من خلالها جزء من تاريخ الملك عبدالعزيز من خلال ما تم ذكره في المصادر
الكويتية, والتي تناولت علاقة الملك عبدالعزيز بالكويت منذ بداية قدوم
الملك عبدالعزيز مع أبيه الإمام عبدالرحمن الفيصل إلى الكويت, ثم تطور
الأحداث بعد ذلك من فتح الملك عبدالعزيز للرياض, ثم جهوده في توحيد الجزيرة
العربية, وعلاقته مع حكام الكويت, وما دار بينهم من أحداث كثيرة كان لها
تأثير كبير في إعادة تشكيل القوى السياسية في المنطقة.
واستند
الباحث في ورقته على مصدرين مهمين في تاريخ الكويت, هما كتاب "تاريخ
الكويت" لمؤلفه عبدالعزيز الرشيد, والمؤلف في عام 1926م, و كتاب "من تاريخ
الكويت" لمؤلفه سيف الشملان, والمؤلف في عام 1959م.
وضمن
الجلسة السابعة عشر التي رأسها: الدكتور أحمد بن عبدالله البنيان، وكان
محورها (الدبلوماسية والسياسة الخارجية) وقدم خلالها أستاذ التاريخ
والحضارة الإسلامية بقسم التاريخ في جامعة مولاي إسماعيل بمكناس في المملكة
المغربية الأستاذ الدكتور إبراهيم القادري بوتشيش بحثاً بعنوان "منهجية
الملك عبدالعزيز في بناء السلام العالمي"، أشار إلى أن السلام العالمي شكّل
أحد الاهتمامات الأساسية للملك عبدالعزيز، متناولاً منظور الملك عبدالعزيز
للسلام الدولي، حيث ذكر أنه ينبثق من المرجعية الإسلامية، ومن شخصيته التي
جعلته محاورا من الطراز الرفيع، كما يقوم على مجموعة من المبادئ التي كان
يوظفها لخدمة السلم: ومنها ضرورة الانفتاح على العالم دون التفريط في
الخصوصية السعودية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها،
وبناء السلام الدولي على أساس من التوازن، والتوفيق بين مصالح الدول
الكبرى، والبلدان النامية، كما تناول الباحث بعضاً من التطبيقات لمنهجية
الملك عبدالعزيز في نشر السلام الدولي، وختم البحث بمجموعة من الاستنتاجات
المتمخضة عن تحليل المعطيات النصية والوثائقية والمستندات التي اعتمدها
الباحث لاستلهام الدرس من تجربة الملك عبدالعزيز ومنهجيته المتميزة في بناء
السلام العالمي.
فيما تطرق أستاذ
التاريخ الحديث بجامعة اليرموك- المملكة الأردنية الهاشمية الأستاذ الدكتور
أحمد الجوارنة في ورقته إلى "زيارة الملك عبدالله بن الحسين للمملكة
العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز" حيث سعى إلى تسليط الأضواء على
الزيارة التاريخية التي قام بها الملك عبدالله بن الحسين ملك المملكة
الأردنية الهاشمية إلى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ملك المملكة
العربية السعودية في مدينة الرياض بتاريخ 19 شعبان 1367هـ الموافق 27
حزيران 1948م، والتي اسفرت عن تطور العلاقات الشخصية والسياسية بين
الزعيمين الكبيرين، حيث تحقق للبلدين فوائد كثيرة نتيجة هذا التقارب الأخوي
الذي ساهم في تكوين وصياغة تاريخ العرب الحديث والمعاصر.
أما
عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ بجامعة اليرموك في المملكة الأردنية
الهاشمية الدكتور جبر محمد مذيب الخطيب فقدم ورقة بعنوان "دور الملك
عبدالعزيز في تسوية مشكلات القبائل على الحدود السعودية الأردنية" حيث سلط
الضوء على الدور الذي قام به الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود؛ لحل
مشاكل القبائل على الحدود السعودية الأردنية خلال فترة الدراسة (1921 –
1933م)، وتمثل هذا الدور بالدبلوماسية التي انتهجها على الصعيد الخارجي من
خلال مؤتمر الكويت (1923 – 1924م)، والمعاهدات التي عقدها مع بريطانيا
لكونها الدولة المنتدبة على إمارة شرقي الأردن؛ كمعاهدة حدّة 1925م،
ومعاهدة الصداقة وحسن الجوار 1932م، وصولاً إلى الاعتراف المتبادل بين
السعودية وإمارة شرقي الأردن 1933م، أما على الصعيد الداخلي فتمثل بقيام
العلماء بتوضيح تعاليم الإسلام بين القبائل وحثهم على ترك: الغزو،
والثارات، إضافة إلى توطين البدو، وأحيانا اللجوء إلى استخدام القوة؛
لإخضاع القبائل لتنعم منطقة الحدود بالأمن والاستقرار.
كما
استعرض د.فؤاد عبدالوهاب الشامي من جامعة صنعاء بالجمهورية العربية
اليمنية "العلاقة بين الملك عبدالعزيز آل سعود والإمام يحيى حميد الدين بعد
معاهدة الطائف 1934-1948م"، حيث أشار إلى أن توقيع اتفاقية الطائف في عام
1936م بين الحكومة السعودية والحكومة اليمنية ساهم في تجاوز الخلافات التي
كانت قائمة قبل التوقيع التي وصلت إلى مرحلة المواجهة العسكرية بين
الطرفين، وكيف تجسد ذلك في العلاقة المتميزة بين الملك عبدالعزيز آل سعود
والإمام يحيى حميد الدين ساهم في ظهور تحالف قوي غير معلن بين الرجلين من
خلال فتح باب التواصل المباشر بينهما، وكان من مظاهره تبادل الرسائل
والوفود وتنسيق المواقف في القضايا والمواضيع التي كانت تهم البلدين وتعرض
في المحافل الإقليمية والدولية مثل الجامعة العربية والأمم المتحدة وغالباً
ما كان وفدا البلدين يتفقان على رؤية موحدة إزاء تلك المواضيع ومن أهمها
قضية فلسطين والقضايا العربية والإسلامية الأخرى.
أما
عضو هيئة التدريس بجامعة اسطنبول الدكتور بُرج كُرت فقدم بحثاً بعنوان
"مفاوضات عام 1914م حول مسألة نجد وأثرها على الشؤون الداخلية لولاية
البصرة" حيث أشار إلى أن ضم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن لمنطقة الاحساء
في شهر مايو من عام 1913م مهّد الطريق لحدوث تغيرات جذرية في الاستقرار
السياسي للمملكة العربية السعودية والعراق، حيث ناقشت الحكومة العثمانية
عدة حلول للتغلب على "مسألة نجد" وكان من ضمنها شنّ عمليات عسكرية بعد
الاحتلال؛ إلا أن الحكومة قررت في نهاية المطاف اللجوء إلى المفاوضات
السلمية مع عبدالعزيز بن عبدالرحمن لحل شؤون نجد والأحساء. وترأس عملية
المفاوضات لجنة مكونة من بعض المسؤولين المدنيين والعسكريين المحليين
بالإضافة إلى السيّد طالب النقيب، ابن نقيب الأشراف في البصرة والذي يُعدّ
شخصية بارزة في حل شؤون العراق، وكان السيّد طالب على علاقةٍ سيئة بالحكومة
قبل تشكيل اللجنة؛ بسبب قيادته للحركات الناشئة المطالِبة باللامركزية
والوطنية العربية في العراق؛ إلا أن احتلال عبدالعزيز لنجد وتشكيل لجنة
المفاوضات رسَم بداية عصرٍ جديد لاستقرار البصرة السياسي عامةً، ولعلاقة
السيّد طالب النقيب بالحكومة العثمانية خاصةً؛ إذ أنه بعد نجاحه في إدارة
المفاوضات بين الحكومة العثمانية وعبدالعزيز بن عبدالرحمن، جمع السيّد طالب
نفوذه في المنطقة وطلب العون من المسؤولين العثمانيين المحليين للتخلص من
منافسيه السياسيين. وتركز هذه الورقة البحثية على دور السيّد طالب الرئيس
في بتّ القرار بشأن "مسألة نجد" وأثرها على الشؤون الداخلية للعراق.
آخر
المتحدثين في الجلسة هو الدكتور تاج السر حران عضو هيئة التدريس بجامعة
الخرطوم في السودان وكانت بعنوان "سياسة الملك عبدالعزيز آل سعود الخارجية:
أسسها، خصائصها، أهدافها" حيث تناولت الورقة تحليلاً لمجمل سياسة الملك
عبدالعزيز الخارجية من حيث ثوابتها وخصائصها وأهدافها، وكيف ظهرت في الآونة
الأخيرة بعض الدراسات التي تهتم بعلاقات المملكة الدولية، إدراكاً للدور
المتعاظم الذي بدأت المملكة تقوم به في مجال السياسة الإقليمية والدولية
بفضل موقعها الاستراتيجي وبفضل مركزها الإسلامي، وثقلها الاقتصادي، وسياسة
الملك عبدالعزيز حصيلة توازنات دقيقة بين مختلف المدخلات المحلية
والاقليمية والدولية، وهي في الواقع انعكاس لكل تلك المدخلات فمثلا لشخصية
الحاكم أثر على السياسة الخارجية، وكذلك حجم الدولة وموقعها الجغرافي،
وايضا تراث الدولة الثقافي والديني والتاريخي واخيراً امكاناتها
الاقتصادية- فللإسلام مثلا دور بارز واساسي في تحديد سياسة الملك عبدالعزيز
وفي غاياتها، وفي الاستراتيجية التي اتبعتها تلك السياسة لتحقيق مراميها،
فالرابط بين الاسلام وسياسة الملك عبدالعزيز الخارجية امر حقيقي اصبح فيما
بعد القاعدة التي انبنت عليها السياسة الخارجية وفي مقابل هذه العوامل
الداخلية هناك عوامل خارجية شكلت سياسة الملك عبدالعزيز الخارجية مثل
التنافس الاستعماري على المنطقة العربية، ومثل ظهور قضية فلسطين، وقضايا
عربية أخرى، ومثل العوامل الاقليمية التي شكلت العلاقات العربية-العربية
آنذاك، والصراع العربي، وظهور محاور عربية مختلفة لكل منها سياستها
الخارجية والداخلية وتطلعاتها.
هذه هي
مجمل العوامل التي ستحاول هذه الدراسة التعرض لها بالتحليل محاولين في كل
ذلك توضيح الاسس والثوابت التي انبنت عليها سياسة الملك عبدالعزيز والغايات
التي رمت اليها والوسائل والاستراتيجيات التي اتبعتها لتحقيق تلك الغايات.
آخر
جلسات المؤتمر هي الجلسة الثامنة عشرة وناقشت المحوران (المصادر والدراسات
والملك عبدالعزيز رؤية تاريخية) بدأت الجلسة بمشاركة عنوانها "الملك
عبدالعزيز في المصادر العبرية" مقدمة من الدكتورة نجلاء سالم بينت فيها أن
المصادر العبرية عرضت سيرة الملك عبدالعزيز، إنجازاته وحياته وتاريخ ولادته
وقبيلته التي ينتمي إليها ونشأته الإسلامية منذ نعومة أظفاره ،مشيرة تلك
المصادر حرصه على إقامة شرع الله والتمسك بالكتاب والسنة، كما بينت المصادر
العبرية إلى الدور الإسلامي والتاريخي الذي قام به الملك عبدالعزيز
وإهتمامه بالإستقرار الإجتماعي من طريق حله لمشاكل البدو الإجتماعية
وتوطينهم كخطوة مهمة للاستقرار الإجتماعي الذي يؤدي إلى الإستقرار السياسي
فيما بعد.
فيما قدم الدكنور عبدالرحمن
فراج دراسته التحليلية بعنوان " إتجاهات البحث في الرسائل الجامعية عن
تاريخ الملك عبدالعزيز والمملكة في عهده 1419-1434هـ" التي نصت على الرسائل
الجامعية المجازة من الجامعات العربية والأجنبية عن تاريخ الملك عبدالعزيز
والمملكة في عهده خلال الفترة 1419-1434هـ، (1998-2013م)، أشارفيها إلى أن
عدد الرسائل المجازة في تلك الفترة بلغت نحو 172رسالة تمثل رسائل
الماجستير منها حوالي ثلاثة أخماس مجموع الرسائل في مقابل الخمسين لرسائل
الدكتوراة، في حين يبلغ نصيب الرسائل المجازة باللغة العربية نحو تسعة
أعشار الرسائل المجازة بالإنجليزية، موضحاً أن هناك خمس دول ساهمت بتسعة
أعشار الرسائل المجازة في هذا الموضوع بحسب التوزيع الجغرافي وهي السعودية
(أسهمت وحدها بنصف مجموع الرسائل) ومصر والعراق والولايات المتحدة
وبريطانيا، وأشار إلى أن عدد الجامعات المهتمة بإجازة الرسائل بلغت 51
جامعة منها 7جامعات ومؤسسات أكاديمية أجازت معاً أكثر من نصف المجموع الكلي
للرسائل وعلى رأسها تقف جامعة أم القرى، فيما ذكر أن الرسائل الجامعية
المجازة في هذا المجال تقع في عشرة موضوعات منها تاريخ العلاقات الدولية
والذي استأثر بالإهتمام الأكبر، يليه التاريخ العلمي والتربوي وتاريخ
المناطق والتاريخ الإقتصادي.
وأوضح
الدكتور زكريا الرفاعي من خلال بحثه " الملك عبدالعزيز في عيون معاصريه" أن
التجربة التاريخية الثرية للملك عبدالعزيز كانت محط إهتمام كبير من
معاصريه ،ماجعلها تثمر عن ظهور العديد من الأدبيات التاريخية، ويعتبر شكيب
أرسلان أحد المعاصرين الذين شهدوا عن قرب وكتبوا عن تلك التجربة خصوصاً
كتابه المعروف " الإرتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف" ، مبيناً
مدى أهمية هذا الرجل وشهادته لما له من ثقل سياسي ومصداقية كبيرة وعلاقته
الوثيقة بالملك، ووعيه التاريخي المتقد وكتابته الدائمة حول إشكالية النهضة
والسقوط في التاريخ الإسلامي، وكذلك مشاركته الفعالة في توطيد العلاقات
السياسية والإقتصادية بين ألمانيا والسعودية إذ كان موضع ثقة بين الطرفين .
وبين
الأستاذ سعد الرفاعي في ورقته بعنوان "الملك عبدالعزيز في الشعر العربي
المعاصر( فؤاد الخطيب نموذجاً) " جانباً من جوانب علاقة الملك عبدالعزيز
بالشعر من خلال نصين للشاعر فؤاد الخطيب قالها في مناسبة واحدة وهي ذكرى
إعتلاء العرش مع فارق زمني يمتد إلى عقد من الزمان بين النصين، مشيراً إلى
مقارنة الظروف التي قيل فيها النصان ومقارنة مضامين النصين إرتباطاً بشخصية
الممدوح ،وكذلك رصد المتغيرات ذات الصلة بالملك عبدالعزيز سواء كانت
سياسية أو تنموية أو إجتماعية، متلمساً بعض الجوانب الفنية في النصين
مدعماً ذلك بالشواهد النصية.
ودار بحث
الأستاذ أسعد الفارس " في الطريق إلى الملك عبدالعزيز: شكسبير، رونكيير،
ليشمان" في نطاق المذكرات والتقارير التي أعدها الرحالة والمبعوثون
الغربيون، إذ أنها من المصادر الهامة والمباشرة عن تاريخ الملك عبدالعزيز،
لما فيها من توثيق لكثير من الأحداث عن شخصيته رحمه الله كقائد عربي متميز
سعى لتوحيد شبه الجزيرة العربية بعد فترة من الفوضى والفراغ السياسي فقامت
بجهوده المملكة العربية السعودية، مبيناً انطلاق مجموعات من المبعوثين
والرحالة وذوي المهام الخاصة إلى شبه الجزيرة العربية لإستطلاع المنطقة
والتعرف على طبيعة وإمكانيات القوة الصاعدة التي كان يمثلها الملك في
المنطقة، مشيراً إلى أن الملك عبدالعزيز استقبلهم بتواضعه وقوة شخصيته، ومن
طريق هؤلاء خرجت إلى العالم التقارير الأولى عن الملك وجيشه وأفراد عائلته
،مثل الكابتن البريطاني شكسبير، والرحالة الدانماركي رونكير، والكابتن
البريطاني ليشمان، وجمعت أخبار ترحالهم في الفترة 1910-1915م في بحث
بعنوان " في الطريق إلى الملك عبدالعزيز".
واختتمت
الجلسة المسائية بورقة " الدور السياسي للملك عبدالعزيز في المصادر
العبرية" للدكتور جمال الشاذلي قال فيها :" يعتبر الملك عبدالعزيز من أبرز
الشخصيات الوطنية التي تحتل مكانة بارزة في مسيرة النضال العربي، وقد أولى
الجانب السياسي أهمية خاصة في مسيرته التاريخية، ويمكن تقسيم دوره السياسي
إلى العلاقات السياسية مع الدول العربية، وبدأها بالاهتمام بتوثيق علاقاته
مع دول الخليج، و لم يفرق بين المواطن السعودي وبين القادمين من دول
الخليج، كما كان لمصر مكانة مهمة في نشاط الملك عبدالعزيز السياسي حيث
زارها عام 1946م "، كما تناول في ورقته توثيق الملك عبدالعزيز علاقاته
السياسية مع العالم الخارجي بدءاً ببريطانيا والدولة العثمانية ،وإفتتاحه
للعديد من السفارات والقنصليات السعودية في الخارج .