إنّ مما شرفت به بلادنا المملكة العربية السعودية تحت هذه القيادة المباركة أن كانت حاضنة لقبلة المسلمين، ومهوى أفئدتهم؛ فإلى هذه البلاد يصبو قلبُ كل مسلم، ولِعبق نسيمها تهفو نفس كل مؤمن، وليس غريباً على هذه البلاد قيادة وشعباً أن يعم خيرها أرجاء المعمورة من أقصاها إلى أقصاها، وهي سياسة فريدة انتهجها مؤسس هذه المملكة: الملك الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ ، وسار على ذلك من بعده بنوه البررة إلى هذا العهد الزاهر الميمون عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ ، مؤيداً بولي عهده الأمين: صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ ، وولي ولي العهد: صاحب السمو الملكي الأمير: محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ .
لقد أخذت هذه البلاد المباركة على عاتقها رعاية المسلمين في أنحاء العالم بوجه عام، والأقليات الإسلامية في بلدان العالم على وجه الخصوص، فمن بناء المساجد والمراكز الإسلامية والمستشفيات والمدارس والجامعات، إلى رعاية الدعوة والتعليم على المنهج الصحيح المستمدّ من الكتاب والسنة.
وقد كانت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السباقة لخدمة المسلمين والأقليات الإسلامية في مجال التعليم، ومن هذا المنطلق: كان لفكرة (مؤتمر الفقه الإسلامي الدولي الثالث: فقه الأقليات الإسلامية) أهمية كبرى؛ كونه يجلي جانباً وضيئاً ترعاه هذه الدولة المباركة في زمن حاول فيه المغرضون التشويش على هذا الدور الهام.
وإدراكاً من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لواجبها الشرعي والعلمي، وتحقيقاً لرسالة الجامعة في العناية بالبحث العلمي، وخدمة المجتمع، فقد ارتأت الجامعة ممثلة في كلية الشريعة بالرياض عقد مؤتمر (الفقه الإسلامي الثالث: فقه الأقليات الإسلامية)، وقد صدرت موافقة معالي وزير التعليم العالي بالإنابة بالرقم (86784)، وتاريخ (13/8/1434هـ) على هذا المؤتمر؛ ليؤكد ما تتمتع به الشريعة الإسلامية من معالجة شرعية لكافة القضايا.