بين عميد معهد تعليم اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور بدر بن علي العبدالقادر أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تظل جامعة الوطن، التي تسعى بكل خطى ثابتة، ومنهج رصين نحو أداء رسالتها السامية على أكمل وجه، وبث قيمها العظمى على أتم منهج، فبادرت وعلى رأسها معالي مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل إلى تحمل المسؤولية الكاملة نحو الوطن والمواطن في تقديم كل ما من شأنه حماية المواطن، والحفاظ على الوحدة الوطنية لهذه البلاد الطاهرة، ورعاية الشباب وتحصينهم، ومساندتهم لبناء وطن العز والتاريخ والقيم، فمدت يدها إلى الجميع بلا استثناء، واحتضنت المناشط التي تعزز قيمها العليا، واختطت الفعاليات التي تحقق تطلعات ولاة الأمر حفظهم الله. فكان لها ولله الحمد السبق والتفرد والتميز فيما تقيمه من فعاليات ومناشط تجاوزت حدودها المحلية إلى العالمية.
وأضاف: امتدادًا لهذا التفرد والتميز أعلنت الجامعة عن المؤتمر المبارك، الذي تتطلبه المرحلة، وتستدعيه المسؤولية، وهو (واجب الجامعات السعودية وأثرها في حماية الشباب من خطر الجماعات والأحزاب والانحراف) المقام خلال الفترة 14-15 شعبان 1438هـ بالمدينة الجامعية في مدينة الرياض، والذي حظي برعاية ملكية كريمة له لأهميته وأهمية الفئة المستهدفة فيه، ولمكانة الجامعة ودورها الريادي في تلك المؤتمرات التي أصبحت قصة تروى لتميز الجامعة، ومثالاً يُستشهد به على مكانة الجامعة العالمية حين وضعت يدًا في الأصالة، وأخرى في المعاصرة، فأصبحت جامعة العلوم والريادة والسيادة، التي تعزز دورها السامي في خدمة الإسلام والمسلمين، وتسعى جاهدة إلى تفعيل رسالتها ودورها في خدمة المجتمع والعالم الإسلامي عبر كثير من المؤتمرات والبرامج والندوات والفعاليات المتابعة للأحداث، والتي تتواكب مع مستجدات المرحلة، ومتغيرات الظروف، وتهدف إلى خدمة المجتمع، واستهداف فئاته العمرية جميعًا، ومخاطبة الجنسين الذكور والإناث لنشر الوعي والثقافة بينهم، وغرس القيم والنماذج الإسلامية العليا في نفوسهم، لمجابهة دعوات الإفساد والإخلال بأمن الوطن، وتحصينهم مما يُحاك ضدهم.
وأوضح الدكتور العبدالقادر أن قيادة الجامعة وعلى رأسها معالي مدير الجامعة تدرك يقينًا أن الشباب هم عماد بناء الأمة، والدم المجدد لحياتها، والامتداد الطبيعي لتاريخها، وهم ضمان حياتها، واستمرار وجودها، وامتداد رفعتها، ومسيرة تاريخها، وهم من يرثها، ويحفظ مآثرها، وينقل تاريخها إلى من بعدهم من الأجيال، وأنهم أمل الأمة بعد الله سبحانه متى ما اتصلوا بالله تدينًا، وبدينهم تخلقًا، جاء هذا المؤتمر بأهدافه ومحاوره موجهًا للشباب، في وقت أحوج ما يكون إليه الشباب وبخاصة في الآونة الأخيرة، حين تعرضت البلاد لكثير من الفتن والأهواء الضالة المضلة التي ركب موجتها من بَعُد منهجهم عن الكتاب والسنة، وقلَّ انتماؤهم إلى وطنهم، فخالفوا ما دعا إليه الإسلام، وأغفلوا ما أرشد إليه نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وتجاهلوا ما نادى به ولي أمرهم.
وذكر عميد معهد تعليم اللغة العربية إن هذا المؤتمر بأهدافه ومحاوره جاء توعيةً وتنبيهًا وإرشادًا وتعريفًا للشباب بواجبهم الشرعي نحو وطنهم وولاة أمرهم ومجتمعهم، كما أنه لبنة إصلاح لمن زلت بهم القدم، واختطفتهم دعاوى الظلال، فتأثروا بمبادئ وافدة، أو مناهج دخيلة، أو أفكار منحرفة، أو ثقافات مستوردة، ليتداركوا أنفسهم، ويراجعوا مفاهيمهم، ويحكموا عقولهم، طاعةً لخالقهم سبحانه، واتباعًا لرسولهم صلى الله عليه وسلم، واستجابةً لولي أمرهم حفظه الله، وإرضاءً لضمائرهم، فالعلاقة بين الشباب ووطنهم علاقة فطرية،كل منهما يسعى للآخر، ويعمل من أجله، والأساس في ذلك صدق الانتماء وفق الضوابط الشرعية، وما يستدعيه ذلك من واجبات أخرى منوطة بهم، وهذا ما قامت عليه أهداف هذا المؤتمر المبارك ومحاوره التي استقصت بعمقها العقدي، وبُعدها الثقافي كل ما قد يتعرض له الشباب، أو يُكاد له فيه، في هذا الزمن المتلاطم بالفتن والأهواء، الذي هبَّت فيه رياح الجنوح عن منهج الوسطية والاعتدال، وتعددت فيه أسباب الانحراف، وكثرت فيه وسائل الانحلال، وتنوعت فيه الفتن، وتيسرت فيه سبل الضياع، ليؤهل شبابًا لا يقصدون التعصب، ولا يميلون مع الهوى، يأخذون العلم من أهله، ويستضيئون بمنهاج الشريعة الإسلامية. وهذا ما سيكون بإذن الله.
وختامًا: إن الرعاية الكريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمؤتمر دلالة على اهتمامه حفظه الله بكل ما من شأنه علو المواطن، ورفعة الوطن، كما أنه دلالة على مكانة هذه الجامعة العريقة وتميزها في دورها الوطني الكبير. فشكرا يعقبه الشكر، وصادق الدعوات لله سبحانه أن يحفظ لنا ولاة أمرنا، وأن يديم علينا أمننا ووطننا.
وأثني بالشكر لمعالي مدير الجامعة على هذا المؤتمر الفريد وما سبقه من مؤتمرات وما سيعقبه من فعاليات لها الهدف السامي، والغاية الكبرى لبناء وطن شامخ بالتوحيد لله سبحانه، وعزيز بولاة أمره حفظهم الله.