لمحة عامة عن المؤتمر

    يُعدُّ عقد هذا المؤتمر العالمي الأول لتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين في الجامعة وبحكم موقعها العالمي وأهميتها العلمية للقيام بمثل هذا الدور؛ فرصة مهمة للمساهمة في تطوير العملية البحثية المتصلة بهذا الجانب، وهو صورة من صور مواكبة التطور المعرفي في هذا المجال، إضافة إلى أنه أحد وسائل تعزيز رسالة الإسلام الحضارية لدولتنا الرائدة المملكة العربية السعودية، وجامعتنا المتقدمة بما يدعمها نحو تحقيق الريادة على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية. كما يعد هذا المؤتمر فرصة لتواصل الجامعة مع أهل الاختصاص، ليس فقط في الجامعة بل مع المتخصصين والمهتمين بتاريخ العلوم والمعارف الإنسانية في أرجاء المعمورة كافة.

    كلمة معالي مدير الجامعة

          كلمة معالي مدير الجامعة

         الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين والرسول الكريم المبعوث للناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان واقتفى أثرهم إلى يوم الدين ... أما بعد

         فإن من المعلوم أن قصة الحضـارة الإنسـانيـة تحوي فصولاً متنوعة، وأن مسيرة بنائها عبر العصور المتعاقبة على البشرية قد مرت بمراحل متعددة من الاهتمام والتنوع والصعود إلى مسارات نافعة ومنارات مضيئة, وأن الحضارة الإسلامية قد حازت السبق والتميز والإبداع في شتى مجالات هذه الحضارة وميادينها، وقدمت الابتكار والتأسيس والبناء الذي اعتمدت عليه سائر العلوم النظرية والتطبيقية والطبية في بناء أسسها وقواعدها وإطلاق قوانينها ونظرياتها، والتي بدورها أحدثت تلك النقلة الفريدة والتحولات الكبيرة في عصرها، وكان لها الإسهام الواضح في تقدم الحضارة الإنسانية فيما تلاها من عصور، بما ارتكزت عليه من ثوابت الدين العظيم والقرآن الخالد واللغة البديعة الموحِّدة لكل مكونات هذه الحضارة، والرابطة لكل أبنائها، وبما قدمه العلماء العرب والمسلمون للبشرية من ابتكارات واكتشافات وإنجازات خلدها التاريخ

         ومن هذا المنطلق تبرز أهمية المحافظة على استمرار أثر هذه الحضارة العظيمة وعلومها المختلفة، من خلال السعي الجاد والعمل الدؤوب في توثيق نتاجها وحفظ منجزاتها، وتأريخ علومها ومراحل تطور بنائها، وغرس شعور الفخر والاعتزاز بها في نفوس الأجيال المتلاحقة من أبنائها، وهو ما تقوم به جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية من جهود خيرة، تأتي امتداداً لما قدمته عبر تاريخها الطويل من خدمة للعلوم الشرعية والعربية وسائر العلوم النظرية والتطبيقية والطبية، وتثميناً منها لأهمية الكشف عن الأثر المتحقق لهذه الحضارة في مختلف الميادين، وإبرازه بما يستحق، وكانت ثمرة هذه الجهود إنشاء معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية، بهدف تعزيز الاهتمام بتاريخ هذه العلوم، وتطوير العملية البحثية المتصلة بها، ومتحف تاريخ العلوم والتقنية في الإسلام، الذي يؤرخ ويوثق ويحفظ إنجازات العلماء العرب والمسلمين وإسهاماتهم في مسيرة الحضارة الإنسانية، والإعلان عن تنظيم (المؤتمر العالمي الأول لتاريخ العلوم التطبيقية والطبية عند العرب والمسلمين)، لأجل إبراز إسهامات العلماء العرب والمسلمين في مجال العلوم التطبيقية والطبية، وبيان العوامل المؤثرة في نشأتها وتطورها عندهم، والكشف عن تأثير إنجازاتهم في مجال هذه العلوم في تقدم الحضارة الإنسانية، وتعزيز التواصل بين العلماء والباحثين المهتمين بهذا الشأن، وبيان الجهود العالمية لجامعة الإمام محمد بن سعود في نشر العلوم العربية والإسلامية من خلال البحث العلمي والتعاون مع المؤسسات العلمية ذات العلاقة.

         والجامعة وهي تقوم بهذه الجهود في هذا المجال وغيره من مجالات اهتماماتها، إنما تقوم بواجبها في إثراء الفكر الوطني والعربي والإسلامي بما يتواكب مع رسالة الإسلام الحضارية لوطننا العزيز المملكة العربية السعودية، ومرتكزات رؤيتها (2030)، وما يعزز مكانة الجامعة في الأوساط العلمية، ويعكس صورة من صور مواكبتها للتطور المعرفي، وسعيها الحثيث نحو تحقيق الريادة على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية.

         وإنني عبر هذا الموقع أدعو كل باحث ومهتم بهذا التاريخ المشرف أن يقدم كل ما لديه من بحث أو رأي أو مشورة، تثري أعمال هذا المؤتمر المهم، الذي نتطلع من خلاله إلى نتائج علمية مميزة تقود إلى تحقيق رؤيته ورسالته وأهدافه، وتثمر توصيات عملية تسلط الضوء على جهود علمائنا السابقين، وتقدم إضافة في بناء الحضارة الإنسانية الحديثة، ولعل إقامته في جامعتنا العريقة يعزز التطلع إلى تحقيق النجاح المنشود بحكم موقعها العالمي وأهميتها العلمية، التي سيكون لها الأثر البالغ في مشاركة أهل الاختصاص كلهم والمهتمين كذلك في الإسهام في تطوير العملية البحثية المتصلة بموضوع المؤتمر، وسائر أعماله ونشاطاته، وكذلك تعزيز فرص التواصل والتعاون بين الجامعة وأهل الاختصاص في مجاله، وفي سائر العلوم والمعارف الإنسانية في أرجاء المعمورة كلها.

         بكل السرور أرحب بكل زائر لموقع المؤتمر، وأتشرف أن أرفع أخلص الشكر وأوفاه وأصدق الدعاء وأزكاه إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي ولي العهد الأمين النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهم الله وسدد خطاهم -، على عظيم الدعم ودوام الرعاية لأعمال هذه الجامعة ومناشطها وفعالياتها، والذي كان له عظيم الأثر في نجاحاتها المتوالية، وحضورها القوي في الأوساط العلمية، ووصولها إلى مستوى مشرف ومكانة مرموقة بين الجامعات في الداخل والخارج، كما يسرني تقديم الشكر لمعالي وزير التعليم على دعمه المتواصل للجامعة واهتمامه الدائم بشؤونها، وأثمن وأشكر كل من ساهم في الإعداد والتحضير لأعمال هذا المؤتمر، وأخص منهم سعادة أخي الدكتور محمد بن سعيد العلم وكيل الجامعة للتبادل المعرفي والتواصل الدولي رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وسعادة أخي الدكتور سعد بن سعيد القرني عميد معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية رئيس اللجنة العلمية.

    والله أسأل للجميع التوفيق لكل خير وصلاح.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه

    مدير

    جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

    رئيس اللجنة العليا للمؤتمر

    أ. د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل

​​​​​​​​​​​