لم تعد أدوار المؤسسات
التعليمية قاصرة على نقل المعرفة والأخلاقيات؛ بل أصبحت لها دورها الفاعل في
النهوض بالمجتمع وتلبية حاجاته ومواجهة تحدياته، وحماية مكتسباته.والسنوات التحضيرية في
إطار جامعاتها لم تكن بمنأى عن هذا الدور المرتقب، وأضحت تسهم بأدوار ذات أبعاد
تطبيقية فرضتها متطلبات الواقع وتحدياته.
ومن هنا فإنالسنوات التحضيرية
تعدمرحلة مهمة في حياة الطالب الجامعي وتحدياً صعباً لمعظم الطلاب والطالبات كونها
تعد مرحلة انتقالية من التعليم العام إلى التعليم الجامعي انطلاقاً من طبيعة
البيئة الجامعية التي تتيح لطلابها مرونة أوسع ومسؤولية أكبر. وقد يواجه الطالب
فيها اختلافاً بين التعليم العام والجامعي في المناخ العام للدراسة وطبيعة الأنظمة
والتعامل وأساليب التقويم، .. إلخ؛
وبالنظر إلى المهام
الرئيسة لبرامج لسنوات التحضيرية التي تقوم على تهيئة الطلاب للتعاطي الإيجابي مع
البيئة الجامعية ومساعدتهم على اختيار التخصصات التي تناسب إمكاناتها وقدراتهم؛
فإنه يتعين عمل هذه البرامج على التكامل مع التعليم العام، الذي يعد المرتكز
الأساس لأعداد وبناء المعارف والمهارات إلى جانب أهمية تكامل أدوار السنوات
التحضيرية مع وحدات المنظومة الجامعية وبالذات الأقسام العلمية من خلال وضع
المعايير المشتركة لاختيار الطلاب وتصميم المناهج والمقررات وتطوير البرامج
العلمية القادرة على اكتشاف قدرات الطلاب وإمكاناتهم ومساعدتهم على اختيار
التخصصات المناسبة لهم.