انطلاق جلسات الندوة الدولية الثالثة لقسم علم النفس

انطلقت صباح اليوم الأربعاء الندوة الدولية الثالثة لقسم علم النفس "الهوية وتحديات العصر" والتي تنظمها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة في قسم علم النفس بكلية العلوم الاجتماعية بالرياض خلال الفترة من 28-1437/6/29هـ الموافق 6-2016/4/7م.

ففي الجلسة الأولى والتي ترأسها وكيل الجامعة للتبادل المعرفي والتواصل الدولي سعادة الدكتور محمد بن سعيد العلم قدمت خلالها عدد من أوراق العمل.

حيث قدم مدير المركز الوطني لأبحاث الموهبة والإبداع بجامعة الملك فيصل الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سالم الصباطي ورقة بعنوان (الهوية الإسلامية ومخاطر العولمة) أشار فيها إلى نشأة العولمة والهدف منها، وأشار إلى أن العولمة ليست مجرد ظاهرة اقتصادية كما تؤكد الرؤية الليبرالية الجديدة، ولكنها ظاهرة متعددة الأبعاد تتضمن جوانب اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية، واعتبر نمط العولمة الثقافية أخطر الأنماط حيث تنصرف العولمة الثقافية إلى تحطيم القيم والهويات التقليدية للثقافات الوطنية، والترويج للقيم الفردية الاستهلاكية، والمفاهيم الاجتماعية الغربية بصفة عامة، واعتبار تلك القيم والمفاهيم هي وحدها المقبولة كأساس لتعاون الدول في ظل العولمة، والثقافة الإسلامية ليست بمعزل عن تلك الأنماط المختلفة من العولمة وآثارها، كما تناول العولمة وعالمية الإسلام، ومخاطر العولمة على الهوية الإسلامية، وموقف الإسلام من العولمة، وكيف يمكن مقاومة مخاطر العولمة على الهوية الإسلامية.

المتحدث الآخر، هو أستاذ علم النفس بجامعة جازان الأستاذ الدكتور عبدالرحمن يجيوي وقدم ورقته بعنوان (الهوية اللغوية والتحديات المعاصرة) بين فيها أن الهويّة اللغويّة تمثل أمّ الهويات، لأنّ مَلَكَة الترميز تبلغ عند الإنسان أقصى مداها باللغة التي ترجع إليها كلّ أنظمة الترميز وملكات التواصل، وتتّخذها أصلاً لها، ولا يُتَصوّر مشروع ثقافي أو حضاري خارج المشروع اللغوي، كما لا يمكن تصوّر مشروع إنساني لا تترجمه اللغة، ومن ثمّ يرجع غنى الصرح الحضاري، والموروث الثقافي، وبناء العطاء الإنساني إلى تعدديته واختلافاته وتنوعاته _ في الأصل_ إلى اختلاف الألسنة، ولذلك فإنّ السعي، الآن، إلى إنشاء هويّة كونيّة لا يمكنه أن ينشئ لغة طبيعية كونيّة، ولا أن يحقّق سِلماً لغوياً. وإن السبيل الوحيد للتخلص من الرعب اللغوي هو الانفتاح على لغات العالم، وعدم التضييق عليها.

وأشار إلى أن السعي إلى ترسيخ الوعي اللغوي العربي، وتعزيز الهوية اللغوية في الوطن العربي هو السبيل الأمثل لتفعيل مبدأ التعاون، وتفعيل دور التواصل، وتذويب التناقضات، وهو الطريق الوحيد للتخلص من الرعب اللغوي، للوصول إلى التوازن النفسي الجمعي.

بعد ذلك قدمت الأستاذ المساعد بقسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتورة أمل السيف ورقة بحث بعنوان (أثر اختلاف لغة التدريس على الهوية الاجتماعية لدى طلاب وطالبات السنة النهائية الثانوية بمدينة الرياض) وهدفت في دراستها إلى التعرف على الفروق بين الطلاب والطالبات الذين درسوا بالنظام التقليدي باللغة العربية، والطلاب والطالبات الذين درسوا بطريقة الدبلومات الأمريكية بلغة التدريس الإنجليزية، في الهوية الاجتماعية، في مدينة الرياض، وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق بين الطلاب والطالبات في الهوية الاجتماعية لصالح طلاب المدارس التقليدية، كما لم تظهر نتائج الدراسة فروقاً بين الجنسين على مقياس الهوية الاجتماعية.

وفي الجلسة الثانية، التي رأسها وكيل كلية العلوم الاجتماعية للدراسات العليا الدكتور محمد بن عبدالله المطوع، ومحورها (الهوية الخليجية ومتطلبات مواجهة تحديات العصر)، قدم رئيس قسم علم النفس بجامعة الإمارات الدكتور أحمد النجار ورقة بعنوان "الهوية الخليجية ومتطلبات مواجهة تحديات العصر" أشار فيها إلى أن للهوية الخليجية طبيعتها المميزة لها في كافة المجالات النفسية والسياسية والاجتماعية، ولها قيم ومبادئ قد تختلف وتتفق مع التركيبة الشخصية لمحيطها العربي والإسلامي، ولهذا فقد تناول الباحثون ما تضمنته الهوية من مكونات حضارية وشخصية للوقوف على ماهيتها ومحدداتها، بهدف حماية الهوية الخليجية ذات الطابع الديني المحافظ.

وتناولت الورقة مقومات بقاء الهوية الخليجية في عالم متغير، ومعنى المواطنة الحقة والهوية السياسية، وأبعاد الشخصية الوطنية بصورتها الخليجية التي لا تعارض الصورة الوطنية لكل بلد خليجي منفرداً، وتأصيل المشاعر الوطنية فكرياً وسلوكياً، وتوظيف أساليب التعبير السلمية عن الوطنية، والبحث عن أقوى الروابط بين الأفراد وتنميتها، ودعم وتنمية صفات وعناصر الانتماء الوطني، ومحاور الإعداد الوقائي والبنائي للمواطن الخليجي.

المتحدث الآخر، عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور يحيى خطاطبه قدم ورقة بعنوان: "رتب الهُويّة الاجتماعية والإيديولوجية وعلاقتها باتخاذ القرار المهني لدى طلبة جامعة الإمام محمد بن سعود"، حيث أوضح أن الهدف من الدراسة الكشف عن العلاقة بين رتب الهُويّة الاجتماعية والإيديولوجية واتخاذ القرار المهني لدى طلبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما كشف عن النتائج التي وصل لها.

فيما تناولت ورقة أستاذ الفقه المساعد المنتدب في قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية الأساسية بالكويت عضو هيئة التدريس في لجنة المناصحة لتأهيل أصحاب الفكر المتطرف بوزارة الداخلية عضو فريق التأصيل الشرعي بمركز تعزيز الوسطية بوزارة الأوقاف الدكتور فراج الرداس "أثر الإرهاب في تغيير هوية الأفراد" وتطرق فيها إلى تعريف الإرهاب لغة واصلاحاً، ثم عرج إلى الأسباب المؤدية إلى الإرهاب، وأرجعها إلى الجهل في أمور الدين، والاستدلال على ذلك بأدلة من السنة وأقوال أهل العلم، أما السبب الثاني فهو: الغلو في التكفير والاستدلال على ذلك بأدلة من السنة وأقوال أهل العلم، ثم بيان خطورة التكفير وما يترتب عليه، وشروط التكفير وموانعه، كما تناول سبل تفعيل دور التوعية المجتمعية للأفراد بخطر الإرهاب.

وتواصلت الجلسات بعد ظهر اليوم الاربعاء، ففي الجلسة الثالثة التي ترأسها عميد البرامج التحضيرية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالرحمن النملة، استهلها أستاذ علم النفس في جامعة أم القرى الأستاذ الدكتور حسين الغامدي بورقة عمل عنوان (هوية الأنا كأساس فاعل للمعتقدات والمشاعر والممارسات الوطنية) حاول فيها استقراء الارتباط بين هوية الأنا Ego Identity أو الهوية النفسية كما افترضها اريكسون Erikson والوطنية Patriotism بما تعكسه من مشاعر انتماءٍ وحبٍ للوطن يدفع الفرد إلى الالتزام بأداء واجباته كخيارٍ فردي قبل أن يكون فرضاً اجتماعياً، مشيراً إلى أربعة أنماط من الهوية وفقاً لرؤية "مارشا" وتشمل كلاً من: تحقيق الهوية، التي تتحقق بخبرة كل من الأزمة والالتزام؛ وتعليق الهوية، والتي تستمر معها خبرة الفرد للأزمة دون الوصول إلى خيارات يلتزم بها؛ وانغلاق الهوية، حيث يظهر الفرد فيها التزاماً سطحياً بما حُدِّد له من أدوارٍ؛ وتشتت الهوية، والتي تشير إلى غياب البحث عن الأهداف أو الالتزام بما يقوم به من مهام تفرضها الصدفة، مشدداً على ضرورة إجراء الدراسات الميدانية اللازمة لتحديد طبيعة العلاقة بين الأنماط وأفرادها، ومن ثم إعادة رسم الخطط والبرامج لتربية وطنية تعزِّز تحقيق الأفراد لهويَّاتهم، وتمكِّنهم من الاختيار الحر لأهداف وقيم وسلوكيات تتسق مع السياق الاجتماعي والأهداف الوطنية، وتدعم الالتزام والولاء لها بما يحقق مشاعر الوطنية.

من جانبه، أكد الأستاذ المشارك بقسم علم النفس بكلية التربية في جامعة السلطان قابوس الدكتور سعيد بن سليمان الظفري أن للهوية دوراً محورياً في شخصية الفرد؛ نظراً لتأثيرها في قراراته، وخياراته، وسلوكه، وأدائه، واستعداداته، وخاصة في مرحلة الفتوة التي تشهد تغيرات جسمية ونفسية وعقلية وانفعالية واجتماعية مشيراً إلى دراسته التي حملت عنوان (أبعاد الهوية: الأسس النظرية واختبار نماذجها في البيئة العمانية) تبحث في مدى صدقية نموذج مارشا المبني على نظرية اريكسون في النمو النفسي الاجتماعي، طبقها على عدد 1357 طالباً وطالبة في جامعة السلطان قابوس، وفق مقياس نموذج "مارشا" إذ تبين له أن النموذج الرباعي مناسب للبيئة العمانية بمؤشرات تطابق جيدة لافتاً إلى أنه ستتم مناقشة النتائج من خلال إطار نظري شامل للهوية في سياق علم النفس العربي مع مقارنتها بالدراسات العالمية في سياق تزايد الاهتمام بالدراسات عبر الثقافية في علم النفس.

في حين تلخصت أهداف البحث الذي قدمته وكيلة قسم علم النفس بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتورة نوره بنت سعد البقمي بعنوان (الخصائص السيكومترية للصورة العربية لمقياس الهوية الوطنية) في التعرف على دلالات صدق وثبات الصورة العربية لمقياس الهوية الوطنية الذي أعده "ليلي وديهل"، مشيرة إلى أن بيانات الثبات والصدق التي ارتكزت على أداء عينة من طلبة وطالبات الجامعة، أظهرت معاملات اتساق وثبات مقبولة من خلال حساب ارتباطات العبارات بالدرجة الكلية، واستخدام معامل ألفا كرونباخ، وأشارت إلى أن النتائج في مجملها تؤكد صلاحية الصورة العربية المقترحة لمقياس الهوية الوطنية في البيئة السعودية.

من جهتها توصلت الأستاذ المشارك بقسم علم النفس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتورة فاتن صلاح عبدالصادق في بحثها "الهوية الثقافية وعلاقتها بالتوكيدية ونوعية الحياة لدى طلاب وطالبات الجامعة في ضوء بعض المتغيرات الديموجرافية" إلى وجود علاقة دالة موجبة بين درجات الهوية الثقافية وكل من التوكيدية ونوعية الحياة، ووجود علاقة دالة موجبة بين التوكيدية ونوعية الحياة لدى أفراد العينة الكلية والإناث، وانعدام وجود علاقة بين أغلب مكونات المتغيرين لدى الذكور. وارتبط العمر ارتباطاً دالاً إيجابياً بالهوية الثقافية وبعض مكونات نوعية الحياة، وانتفي ارتباطه مع التوكيدية؛ ووجود فروق دالة احصائياً بين الذكور والإناث في متوسط درجات الهوية الثقافية والتوكيدية والفروق في اتجاه الذكور، وتنبؤ العمر، والنوع والتحصيل بالهوية الثقافية لدى الطلاب.

فيما كشفت الدراسة التي قامت بها كل من الأستاذتين المساعدتين في قسم علم النفس في جامعة حائل الدكتورة فاطمة الصديق والدكتورة نوال العوض عن عدد من النتائج ذات دلالة إحصائية وهي: تتسم الهوية الوطنية والمسؤولية الاجتماعية لدى طالبات قسم علم النفس بجامعة حائل بالإيجابية، كما توجد علاقة طردية إيجابية بين هذين المتغيرين، ولم تسفر الدراسة عن فروق في الهوية الوطنية بين الطالبات الساكنات في القرى والطالبات الساكنات في المدن، كما لم تسفر عن فروق في الهوية الوطنية لدى الطالبات بحسب مستوى تعليم والديهن، ومستوى أسرهن الاقتصادي والاجتماعي كما يدركنه، ودرجة رضاهن عن هذا المستوى.

وأسفرت دراسة آخر مشارك في الجلسة الثالثة للدكتور أحمد زقاوة من معهد العلوم الاجتماعية والإنسانية في المركز الجامعي غليزان الجزائر تحت عنوان "مستوى وعي الطلاب بالعولمة وعلاقته بتمثلاتهم للهوية الوطنية على ضوء متغيري الجنس والمستوى الأكاديمي" عن تمتع طلاب العينة بمستوى وعي متوسط على الدرجة الكلية للأداة وعلى أبعادها الثلاثة (الثقافية، الاقتصادية، الاجتماعية). وبمستوى متوسط في تمثل الهوية الوطنية، مظهرة الدراسة علاقة ارتباطية إيجابية دالة احصائياً بين مستوى وعي الطلاب للعولمة وتمثلاتهم للهوية الوطنية.​


التغطية الإعلامية