أكاديميون يتناولون الهوية وتحديات العصر بندوة علم النفس بجامعة الإمام

استكملت الندوة الدولية الثالثة لقسم علم النفس (الهوية وتحديات العصر) التي ينظمها قسم علم النفس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جلساتها في يومها الثاني "الخميس"، وافتتح الجلسة الصباحية (السادسة) رئيسها الأستاذ الدكتور عويد المشعان من قسم علم النفس بجامعة الكويت، وتناولت أستاذ الصحة النفسية في كلية التربية بجامعة حلوان في مصر الأستاذ الدكتور سلوى عبدالباقي في ورقتها "التعصب وأزمة الهوية والشباب" أوضحت التعريفات العلمية الدقيقة لمفهوم الهوية، ومفهوم التعصب من المنظور الاجتماعي والنفسي، وعرض الجذور التاريخية للتعصب والهوية باعتبارها مفهوماً براقاً، يحمل مجموعة من المعاني المرغوبة وغير المرغوبة، وتطرقت إلى معالجة موضوع الهوية باعتباره موضوعاً ضمن حقل ألغام شديد الحساسية، وعلى وجه الخصوص الهوية الثقافية باعتبارها كياناً معنوياً يتفاعل مع الكيانات الأخرى، كما تناولت عناصر الثقافة المادية وغير المادية، والتغير الثقافي بصفة عامة، وركزت على التنوع الثقافي باعتباره المخرج الوحيد الذي يعالج مشكلة التعصب ضد الأقليات أو المهجرين أو ضد المختلفين في الديانة، مع عرض تاريخ ظاهرة التعصب في العالم وسلبياته، والإرهاصات النظرية والبحثية لهذه الظاهرة، إلى جانب مناقشة قضية المتشددين الإسلاميين وأهمية الالتزام بتعاليم الدين الإسلامى مع إعادة تفسيرها، إضافة إلى معالجة الثقافة العامة التي تؤثر في الشباب، والحداثة، والاستقلالية .

فيما توصلت نتائج الدراسة التي قام بها كل من الأستاذ المساعد بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور محمد سعيد هندية والأستاذ المساعد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبلة محمد مرتضى وعنوانها "أزمة الهوية والعزلة الاجتماعية وعلاقتهما باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لدى المراهقين في المجتمعين: المصري والسعودي" إلى أن النتيجة مشتركة لدى طلبة المجتمعين: السعودي والمصري في وجود علاقة طردية ذات دلالة إحصائية بين عدد ساعات استخدام مواقع التواصل وكل من: العزلة الاجتماعية، وأبعاد الهوية (انغلاق- تشتت) بينما توجد علاقة سالبة بين عدد الساعات وإنجاز الهوية، كاشفة عدم وجود علاقة بين عدد الساعات وتعليق الهوية، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلاب والطالبات في المجتمع السعودي في متوسط درجات كل من: العزلة الاجتماعية، وأبعاد الهوية. بينما توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الطلاب والطالبات لدى المجتمع المصري في متوسط درجات كل من: العزلة الاجتماعية، وأبعاد الهوية لجانب الطالبات، لكن الفروق في إنجاز الهوية لصالح الطلاب، واستعرضت بعدها بقية النتائج.

في حين أشارت نتائج دراسة الأستاذ المساعد في  قسم علم النفس في  كلية التربية في جامعة الأميرة نورة الدكتورة فاطمة بنت علي الدوسري "الاغتراب النفسي وعلاقته بالهوية الذاتية في ضوء بعض المتغيرات الديموغرافية لدى طالبات كلية التربية جامعة الأميرة نورة بالرياض" إلى وجود ارتباطات سالبة دالة إحصائيا بين الاغتراب النفسي وأبعاده والهوية الذاتية لدى طالبات العينة، كما أوضحت النتائج أن الطالبات في الفرقة الأولى، وغير المتزوجات، ومنخفضات التحصيل الدراسي أكثر معاناة في العجز، واللامعنى واللامعيارية، والعزلة، والتمرد، والتشيؤ، والدرجة الكلية للاغتراب النفسي.

وجاء بحث "الهناء الشخصي كمتغير وسيط بين هوية الأنا والانتماء للوطن لدى طالبات الجامعة بمدينة الرياض" للدكتورة صفاء خريبه من قسم علم النفس بجامعة الإمام محمد بن سعود بهدف معرفة العلاقة بين الهناء الشخصي وهوية الأنا والانتماء للوطن لدى طالبات الجامعة بمدينة الرياض، كما استهدف أيضا معرفة دور الهناء الشخصي كمتغير وسيط بين هوية الأنا والانتماء للوطن ؛ كذلك التعرف على مرتفعي ومنخفضي الهناء الشخصي و هوية الأنا في الانتماء للوطن بالإضافة إلى الكشف عن الفروق في الهناء الشخصي وهوية الأنا والتي تُعزى لمتغيرات (العمر، المؤهل العلمي؛ الحالة الاجتماعية) وتوصلت فيها إلى نتائج كان أبرزها وجود ارتباط دال إحصائيا بين الانتماء للوطن وجميع أبعاد الهناء الشخصي والدرجة الكلية، وجود ارتباط دال احصائيا بين الدرجة الكلية للانتماء للوطن وكل من (انجاز الهوية الايديولوجية، انجاز هوية العلاقات الشخصية، وانغلاق الهوية الايديولوجية، وانغلاق هوية العلاقات الشخصية) والدرجة الكلية لهوية الانا ؛ في حين أظهرت النتائج عدم وجود ارتباط دال احصائياً بين الانتماء للوطن وكل من (تعليق الهوية الايدلوجية، وتعليق هوية العلاقات الشخصية؛ وتشتت الهوية الايديولوجية ؛ وتشتت هوية العلاقات الشخصية) ،كما ظهرت فروق دالة إحصائيا بين مرتفعي ومنخفضي الهناء الشخصي في الانتماء للوطن وكانت الفروق في اتجاه الطالبات مرتفعي الهناء الشخصي؛ كذلك أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً بين مرتفعي ومنخفضي (إنجاز هوية العلاقات الشخصية؛ انغلاق هوية العلاقات الشخصية ؛ انغلاق الهوية الايديولوجية) في الانتماء للوطن؛ وكانت الفروق في اتجاه الطالبات مرتفعي أبعاد هوية الأنا.

أما في بحث "أزمة الهوية وعلاقتها بالتوجه الديني والتعصب لدى مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي من طلاب الجامعة دراسة سيكومترية إكلينيكية" فتوصل فيه أستاذ الصحة النفسية ووكيل كلية التربية جامعة طنطا بمصر الدكتور إبراهيم الشافعي إبراهيم إلى وجود معامل ارتباط بين درجات طلاب الجامعة على كل من قائمة أساليب الهوية وقائمة التوجه الديني. كما يوجد معامل ارتباط بين درجات طلاب الجامعة على كل من قائمة أساليب الهوية ومقياس التعصب، ولا يوجد أثر ذو دلالة لكل من النوع والتخصص الدراسي: علمي أدبي، وتفاعلهما معا على أزمة الهوية لدى طلاب الجامعة من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي. ويمكن التنبؤ بأزمة الهوية من خلال التعصب والتوجه الديني لدى طلاب الجامعة. وقد اختلفت ديناميات الشخصية بين مفرطي ومعتدلي استخدام شبكات التواصل الاجتماعي من طلاب الجامعة لصالح معتدلي استخدامها.

واختتمت الجلسة بالدراسة التي قدمها الأستاذ الدكتور إسماعيل إبراهيم علي من جامعة بغداد كلية التربية للعلوم الصرفة ابن الهيثم تحت عنوان "أزمة الهوية وعلاقتها بالسلوك المضاد للمجتمع لدى عينة من الطلبة المراهقين" وكشف الباحث فيها عن أن طلبة المرحلة الإعدادية يتمتعون بمستوى عالٍ من تحقيق الهوية وأن طلبة المرحلة الإعدادية يتمتعون بمستوى عالٍ من السلوك الاجتماعي المرغوب ضمن منظومة القيم والمعايير الاجتماعية، ومسايرة القوانين والأنظمة، والشعور بالمسؤولية، أن أزمة الهوية لدى طلبة المرحلة الإعدادية لا تتأثر بمتغير الجنس والتخصص الدراسي، ويتأثر السلوك المضاد للمجتمع لدى طلبة المرحلة الإعدادية بمتغير الجنس لصالح الذكور، ولا يتأثر السلوك المضاد للمجتمع لدى طلبة المرحلة الإعدادية بمتغير التخصص الدراسي، كما أن هناك ارتباطاً قوياً بين أزمة الهوية والسلوك المضاد للمجتمع لدى طلبة المرحلة الإعدادية.

وفي الجلسة السابعة التي رأسها وكيل جامعة الملك خالد للتطوير والجودة الدكتور أحمد بن يحيى الجبيلي بدأت ببحث "هوية الشباب العربي وتحديات العصر: دراسة ميدانية على طلاب جامعة الإسكندرية" قدمها أستاذ علم النفس التربوي بجامعة الإسكندرية الاستاذ الدكتور محمود منسي، تحدث فيها عن دراسة ميدانية تم تطبيقها على عينة من طلبة جامعة الإسكندرية كان نصف أفراد هذه العينة من الذكور والنصف الآخر من الإناث وتم اختيارهم من بين طلبة التخصصات العلمية والأدبية بواقع 50% من الذين يدرسون في كل تخصص. وقد تم إعداد اختبار لقياس الهوية المدركة وتحديات العصر لدى طلاب الجامعة .

تلا ذلك أستاذ علم النفس بجامعة اليرموك بالأردن الدكتور فواز مومني في ورقته "الهوية الاجتماعية وعلاقتها بشبكات التواصل الاجتماعي لدى الطلبة الجامعيين" بين فيها أن نتائج رتب الهُويّة منخفضة التحديد احتلت المرتبة الأولى، ثم الانتقالي، تلاها الإنجاز الخالص ، تلاها الانغلاق الخالص ثم التشتيت الخالص وأخيراً التعليق الخالص، وكانت الفروق الدالة إحصائيا أعلى لدى منخفضي التحديد والانتقاليين. وبينت النتائج أن مستوى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان متوسطاً. ولم تظهر النتائج وجود فروق دالة إحصائيا في نسب انتشار الهُويّة الاجتماعية تعزى للجنس، وعدد ساعات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ونوعية حساب مواقع التواصل الاجتماعي. وبينت النتائج وجود علاقة موجبة دالة إحصائيا بين مجالي الهُويّة (الإنجاز والتشتت) وشدة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. وفي ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة يقدم الباحث مجموعة من التوصيات، منها: تنفيذ برامج توعوية لفئة منخفضي التحديد والفئة الانتقالية.

وتناول الدكتور بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني الدكتور محمد عودة, في ورقة قدمها بعنوان (علاقة ارتباك الهوية الثقافية بقلق المستقبل لدى طلاب وطالبات الجامعات السعودية) التعرف على علاقة ارتباك الهوية الثقافية بقلق المستقبل لدى طلاب الجامعة في البيئة السعودية، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج كان من أبرزها وجود علاقة بين درجات ارتباك الهوية الثقافية الدينية والخلقية ودرجات قلق المستقبل, ووجود فروق بين الطلاب والطالبات في متوسط درجات ارتباك الهوية الثقافية الاجتماعية والفروق في اتجاه الذكور, وعدم وجود فروق بين الذكور والإناث في متوسط درجات ارتباك الهوية الثقافية الكلية وإبعاد الهوية الدينية والمهنية والسياسية، كما لا توجد فروق بين الذكور والإناث في متوسط درجات قلق المستقبل.

ثم قدم عضوا هيئة التدريس بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي الاستاذ الدكتور محمد بن عبدالوهاب, و الدكتور حسين بخيت, ورقة بحث بعنوان (أساليب التفكير والتعلم المنبئة باضطراب الهوية لدى طلاب جامعة جنوب الوادي) تناولا فيها العلاقة بين أساليب التفكير والتعلم واضطراب الهوية لدى طلاب جامعة جنوب الوادى، وكشفت نتائج الدراسة وجود علاقة ارتباطية بين أساليب التفكير والتعلم واضطراب الهوية لدى عينة الدراسة، كما كشفت عن وجود فروق بين الذكور والإناث فى اضطراب الهوية.

عقب ذلك قدم عضو هيئة التدريس جامعة جيجل بالجزائر الدكتور شهيب عادل, ورقة علمية بعنوان (الشباب: الإعلام الجديد و أبعاد الهوية الإسلامية ) تناول فيها أن جهود وسعي المجتمعات الإسلامية وحكوماتها إلى تقليص الفجوة الرقمية في مجال الاتصالات، زاد من انتشار وسائط الإعلام الجديدة، ولعل أبرزها تلك التي تستخدم عبر شبكة الانترنت، كما أتاح الوصول إليها كل فئات المجتمع وعلى رأسها فئة الشباب، التي تعتبر الأكثر استخداماً لوسائط الإعلام الجديد، إلا أن هذه المجتمعات وحكوماتها أغفلت أثناء سعيها لتقليص الهوة التكنولوجية في وسائل الإعلام للأفراد والجماعات ترشيد هذه الوسائل  لمنع اختراقات الحدود المجتمعية، والتي من شأنها ضرب الهَوية في أبعادها الدينية والأخلاقية، الاجتماعية والثقافية للمجتمعات الإسلامية في جميع أنحاء العالم. وفي هذا الصدد، وبالنظر إلى المجتمعات المادية التي تحيط بالأفراد، فالبيئات الخاصة لوسائط الإعلام الجديدة، غير مؤهلة لتطعيمهم بجرعات من الهَوية بأبعادها العربية الإسلامية، وعلى وجه التحديد حين نتحدث عن جيل الشباب المسلم؛ هذا الذي من شأنه أن يُوسع من فجوة الهَوية في حدودها القيميّة والسلُوكية بينهُم وبين مُجتمعاتِهم.

التغطية الإعلامية