الذكرى المباركة لبيعة  الخير والنماء

مع حلول الذكرى الخامسة لإعلان البيعة المباركة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان  بن عبد العزيز ـ حفظه الله تعالى. يحق لنا جميعاً نحن أبناء المملكة العربية السعودية أن نعبر عن بالغ سعادتنا وابتهاجنا، وغامر فرحتنا وسرورنا؛ بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً، فمملكتنا الحبيبة تواصل مسيرة الخير والنماء والعطاء بقيادة قائد المسيرة وربان سفينة الوطن الذي يقودها بكل ثقة  وحكمة واقتدار نحو بر الأمان ومزيد من التطور والتقدم والرقي والازدهار لمواكبة مسيرة الحضارة الإنسانية، وركب التطور البشري المتلاحق في الميادين العلمية والاقتصادية والتقنية  كافة.

إن سيدي الوالد خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله تعالى استطاع بفضل الله تعالى أولا ثم بفضل قيادته الحكيمة ورؤيته السديدة ونظرته الثاقبة الرشيدة وعمق وسلامة نهجه ومنهجه ونبل مقصده وشرف غايته وعلو همته ـ استطاع ـ بحول الله وقوته ـ أن يقود مملكتنا الغالية بخطى ثابتة واثقة في مسيرة البناء والإنجاز والإعمار، وتمكن ـ بفضل الله تعالى ـ من تجنيب المملكة آثار وتداعيات ما شهده العالم خلال السنوات الماضية من أزمات اقتصادية، وتحديات سياسية وعسكرية، ومخاطر وكوارث شتى في بقاع كثيرة من العالم.

إننا ونحن نستقبل الذكرى الخامسة للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله - ملكاً للبلاد، نستشعر ذكرى البناء والعطاء المخلص من لدن هذا القائد الفذ والملك الصالح والرجل العادل الذي لا يكل ولا يمل من تقديم التضحيات الجسام والعمل ليل نهار خدمة لدينه ووطنه وأمته، ويسعى بكل ما أوتي من قوة من أجل رفاهية شعبه ورقيه ورفعته، والحفاظ على هويتنا الدينية.

 إن هذه الذكرى تتجدد والمملكة تعيش في ظل قفزات حضارية عملاقة، وإنجازات تنموية متزايدة متلاحقة ينعم بها كل مواطن ومقيم فوق أرض وطننا الغالي، وتسير سفينة الوطن ـ بفضل الله تعالى ثم بحنكة ربانها وقائدها، وعضيده ويده اليمنى سمو سيدي ولي عهده الأمين المصلح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه مهندس رؤية المملكة 2030 الطموحة التي تبنى رأيها ونفذ بنودها؛ حيث تتوالى النجاحات والمبشرات التي تحققها هذه الرؤية المباركة في كافة مجالات العمل والإنتاج.

وفي سياق سعي المملكة قيادة وشعبا لإنجاح تلك الرؤية المباركة(رؤية 2030)نراها تقوم بإصلاحات إدارية غير مسبوقة على كافة المستويات، فمن محاربة الفساد بجميع صوره وأشكاله وألوانه، إلى تمكين الشباب وإتاحة الفرص أمامه للقيام بواجبه في النهوض بمسئولياته وأعبائه الجسام في التطوير والتحديث وبناء منظومة اقتصادية متينة تعتمد على أدوات متنوعة بجانب النفط، كما قطعت مملكتنا الغالية شوطًا كبيرا في مجال تمكين المرأة وإفساح الطريق أمامها للمشاركة في مسيرة البناء والتنمية في توازن رائع بين ديننا وثقافتنا وهويتنا وقيمنا الأخلاقية العربية الأصيلة، وبين ما تتطلبه مشاركة المرأة الطموحة من دخولها  إلى سوق العمل بقوة وفاعلية.

وفي مجال تحقيق الأمن الفكري وصيانة منظومة البناء الاجتماعي المتماسك نرى تركيز حكومتنا الرشيدة على رجالات التعليم في كافة المؤسسات التعليمية في الداخل والخارج؛ لأنهم هم رأس المال الوطني الحقيقي ورأس مالنا الفكري الذي يمتلكه وطننا الغالي ترسيخًا لثقافة الوسطية والاعتدال.

وبفضل جهود سمو سيدي ولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله قامت  مملكتنا الفتيَّة بفضل الله تعالى أولاً، ثم بفضل رجال الوطن الأوفياء البررة   بمواجهة كل هذه الخطوب والتحديات والمتغيرات التي تعصف بالعالم والدول من حولنا شرقا وغربا؛ حيث سجلت مملكتنا ـ ولله الحمد ـ النجاحات الكبيرة والكثيرة والتقدم تلو التقدم، رغم الأزمات الاقتصادية العاصفة التي تهدد الكثير من دول العالم.

إننا جميعا نشعر بالفخر والولاء في الذكرى الخامسة لبيعة لقائد المسيرة الفذ وربان سفينة الوطن القائد الماهر المحنك الذي نثق بحول الله تعالى أنه يقود الوطن للأمان والأمن والاستقرار، ومزيد من الرخاء والخير والعطاء، والتقدم والازدهار لتعتلي مملكتنا الغالية الصدارة وتتبوأ مكانتها اللائقة بها بين الأمم وتواصل إسهامها الكبير في مسيرة الحضارة البشرية وتقدم للإنسانية جمعاء الخير والنماء. إننا ندعو الله العلي القدير في هذه المناسبة المباركة الغالية علينا جميعاً أن ينعم على قائد مسيرتنا ورائد نهضتنا مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ـ حفظه الله تعالى ـ بموفور الصحة والعافية، وأن يزيده عطاءً من أجل دينه ووطنه وأمته بل والإنسانية جمعاء ، وأن يمن الله على الوطن والمواطنين في عهده المبارك الميمون بمزيد من الرخاء والرفاهية والأمن والاستقرار، ومستقبل أكثر إشراقاً وسعادة وتقدما ورقيا.

وختاما وبكل صدق وإخلاص أقول: إنني وجميع المواطنين في مملكتنا الحبيبة وبكل حب وعرفان نحمد الله سبحانه وتعالى أن وهب المملكة هذا الملك الصالح الذي يسعى بكل طاقته ما وسعه الجهد والسعي كي يحقق للوطن والمواطنين السعادة والرخاء والنهوض في زمن مملوء بالتحديات والصعاب، وندعو الله سبحانه أن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يحفظ ساعده الأيمن وولي عهده الأمين،  وأن تتواصل مسيرة مملكة الإنسانية نحو مزيد من الإنجاز والبناء والخير والعطاء.

أ.د. عبدالله بن محمد بن عبد العزيز السبيعي

رئيس قسم الدعوة

  بالمعهد العالي للدعوة والاحتساب

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية


شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: