برعاية معالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ.د. أحمد بن سالم العامري، انطلقت اليوم الاثنين 2025/11/24 أعمال المؤتمر الدولي الافتراضي “التأثير المتبادل بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والتقنيات الرقمية” حيث تضمن اليوم الأول أربع جلسات علمية متخصصة شارك فيها نخبة من الباحثين والخبراء من داخل المملكة وخارجها، عبر منصة Webex.
وجاء اليوم الأول من أعمال المؤتمر بأربع جلسات علمية متتابعة تناولت أحدث الاتجاهات والتطبيقات الرقمية المرتبطة بمجالات العلوم الاجتماعية والإنسانية، ضمن حراك أكاديمي يعكس دور الجامعة الريادي في دعم البحث العلمي وتعزيز حضور المملكة في ميادين المعرفة الرقمية.
وافتُتحت الجلسة الأولى التي تناولت “الإنجازات الوطنية في توظيف التقنيات الرقمية في العلوم الاجتماعية والإنسانية” برئاسة د. سعود بن عبد الله السهلي من كلية الإعلام والاتصال بالجامعة، وتناول المتحدثون فيها جهود المملكة في تعزيز التكامل بين التقنية والبحث الاجتماعي، مستعرضين نماذج بحثية رصينة حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته في دعم اتخاذ القرار الاجتماعي، إضافة إلى أثر التعليم الإلكتروني في تطوير الممارسات الاجتماعية، والتحديات الأخلاقية والمنهجية المصاحبة لاستخدام التقنيات الرقمية في البحوث الاجتماعية، كما أبرزت الجلسة دور التحول الرقمي في المؤسسات التعليمية وانعكاسه المباشر على بنية المجتمع، وسط مناقشات تفاعلية أثرت الطرح العلمي وقدمت رؤىً عملية للمستقبل.
وتواصلت أعمال المؤتمر بانعقاد الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان “دور العلوم الاجتماعية والإنسانية في فهم وتشكل التقنية الرقمية” برئاسة رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية د. هادي إبراهيم عاتي، حيث استعرض الباحثون فيها دراسات ركّزت على العلاقة المتبادلة بين التقنية والهوية الثقافية، شملت نماذج تطبيقية لحفظ التراث المخطوط عبر التقنيات الرقمية، وتصميم محتوى قصصي موجّه للطفل يعتمد على الذكاء التقني في تعزيز الهوية الثقافية، كما ناقشت الجلسة التحولات التي تفرضها التقنية على الهوية الاجتماعية، وقدمت تصورًا علميًا لتطوير البحوث الاجتماعية والإنسانية في الجامعات السعودية عبر توظيف الأدوات الرقمية الحديثة، واختُتمت الجلسة بعرض تناول الآفاق المستقبلية للعلاقة بين العلوم القانونية والذكاء الاصطناعي.
أما الجلسة الثالثة التي حملت محور “تأثير التقنيات الرقمية على العلوم الاجتماعية والإنسانية” فقد كانت برئاسة مدير عام الإدارة العامة للتعاون والتواصل الدولي د. محمد بن ناجي اليماني، حيث قدمت الجلسة تحليلات معمّقة حول تأثير التحول الرقمي في أنماط السلوك والمعرفة، واستعرضت الجلسة دراسات حول أثر الشمول المالي على ثقافة الادخار والاستهلاك في المجتمع السعودي، والقدرة النقدية لدى طلبة الدراسات الإسلامية في التعامل مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، إضافة إلى دور التكنولوجيا الرقمية في معالجة المشكلات الاجتماعية، كما ناقشت الجلسة التحديات الأخلاقية المصاحبة لاستخدام البيانات الرقمية، وقدمت قراءة فلسفية معاصرة للتميّز القيمي والديني في ظل تصاعد حضور الذكاء الاصطناعي، وشهدت الجلسة إثراءً علميًا ملحوظًا عبر مداخلات نوعية أكدت أهمية تعزيز الوعي بالمعايير الأخلاقية والإنسانية في عصر التحول الرقمي.
وفي الجلسة الختامية التي ترأسها المشرف العام على الإدارة العامة للمسؤولية المجتمعية، د. ماهر أبا حسين، فقد ركزت على “الفرص والتحديات للتفاعل بين العلوم الاجتماعية والتقنيات الرقمية”، حيث تناولت الأوراق البحثية اتجاهات طلبة الجامعة نحو الاستبيانات الرقمية، ودور الذكاء الاصطناعي في تطوير العلوم الاجتماعية، ومناقشة أخلاقيات التعليم في ظل التحول الرقمي، إضافة إلى استراتيجيات التعليم الرقمي في الجامعات العربية.
واختُتمت أعمال اليوم الأول من المؤتمر بعد أن قدّمت جلساته الأربع مساحة ثرية لتبادل الرؤى العلمية ومناقشة القضايا المشتركة بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والتقنيات الرقمية، حيث أسهمت الأطروحات البحثية والنقاشات العميقة في إبراز القيمة الحقيقية لهذا التلاقي المعرفي، مؤكدةً حرص الجامعة على دعم الجهود البحثية وتفعيل الشراكات المعرفية التي تسهم في تطوير العلوم وبناء مستقبل رقمي واعد.