اختتام أعمال المؤتمر الدولي الافتراضي “التأثير المتبادل بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والتقنيات الرقمية” بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية و الممثلة بكلية العلوم الاجتماعية ..


المؤتمر 5.jpg


 اختتمت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلةً بكلية العلوم الاجتماعية اليوم الثلاثاء 25 /11 /2025م المؤتمر الدولي الافتراضي “التأثير المتبادل بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والتقنيات الرقميّة”، الذي جاء برعاية معالي رئيس الجامعة أ. د. أحمد بن سالم العامري، واستمر لمدة يومين، وصدر عنه بيان يركز على تعزيز التكامل بين العلوم الإنسانية والتقنيات الحديثة، وتعظيم أثر البحث العلمي في خدمة المجتمع والوطن.


     وقد تضمن البيان الذي تلاه عميد كلية العلوم الاجتماعية رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر د. فيصل بن محمد المحارب توصياتٍ علميةً خرج بها المؤتمرون ترمز إلى أهمية تأسيس مراكز علمية متخصصة لدراسة العلوم الاجتماعية الرقمية، وتطوير أدوات وأساليب علمية حديثة تربط بين المعرفة الإنسانية والتقنيات الرقميّة، وتطوير برامج ومبادرات رقميّة مبتكرة لتوثيق وحفظ التراث الثقافي واللغوي باستخدام أحدث التقنيات.


     كما أكدت التوصيات على وضع ضوابط ومعايير أخلاقية واضحة للاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، بما يحفظ حقوق الملكية الفكرية ويضمن النزاهة والدقة في جمع وتحليل ونشر البيانات والمخرجات البحثيّة؛ ودمج المهارات الرقميّة ضمن المناهج الأكاديمية في جميع مراحل التعليم الجامعي والدراسات العليا لضمان تمكين الطلاب والباحثين من الاستفادة الفاعلة من الأدوات التقنيّة الحديثة في أعمالهم العلمية؛ وتشجيع الدراسات الاجتماعية والبحثيّة حول الشمول المالي والتحول الرقمي في الخدمات الاقتصادية، لفهم أثرها على جودة الحياة وتعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية.


     ورفع المشاركون في المؤتمر شكرهم وعظيم امتنانهم لمعالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ. د. أحمد بن سالم العامري، على رعايته لأعمال المؤتمر، ودعمه الدائم، واهتمامه بتعزيز مكانة الجامعة في خدمة البحث العلمي وقضايا المجتمع المعاصر، كما توجه البيان بالشكر إلى وكلاء الجامعة على متابعتهم المستمرة لمختلف مراحل الإعداد والتنظيم، وحرصهم على أن يظهر المؤتمر بالصورة التي تليق بمكانة الجامعة الأكاديمية والعلميّة. 

     وأشاد البيان باللجان الإشراف​ية والعلمية والتقنيّة والإعلامية التي كان لجهودها المخلصة وعملها المنظم الدور الأكبر في نجاح هذا المؤتمر وتحقيق أهدافه العلمية.


وجاء البيان الختامي والتوصيات بالنص الآتي:


     "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

يسرني في ختام هذا المؤتمر العلمي الدولي بعنوان “التأثير المتبادل بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والتقنيات الرقميّة”، أن أعبّر عن أسمى آيات الشكر والتقدير لمعالي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور أحمد بن سالم العامري على رعايته الكريمة ودعمه الدائم لهذا المؤتمر، واهتمامه بتعزيز مكانة الجامعة في خدمة البحث العلمي وقضايا المجتمع المعاصر. كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى وكلاء الجامعة على متابعتهم المستمرة لمختلف مراحل الإعداد والتنظيم، وحرصهم على أن يظهر المؤتمر بالصورة التي تليق بمكانة الجامعة الأكاديمية والعلمية.

     ولا يفوتني أن أُعرب عن بالغ الامتنان والتقدير للجان الإشرفية والعلمية والتقنيّة والإعلامية التي كان لجهودها المخلصة وعملها المنظم الدور الأكبر في نجاح هذا المؤتمر وتحقيق أهدافه العلمية. لقد أظهرت هذه اللجان قدرًا عاليًا من الكفاءة والتنسيق، وأسهمت في إخراج المؤتمر بصورة متميزة تعكس روح الفريق والعمل المؤسسي في الجامعة.


     كما أتقدم بخالص الشكر والتقدير لجميع الباحثين والباحثات الذين شاركوا بأوراقهم العلمية ومداخلاتهم الثرية، والتي أضافت إلى جلسات المؤتمر عمقًا معرفيًا كبيرًا وأسهمت في بناء رؤية علمية متكاملة حول التفاعل بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والتقنيات الرقميّة. لقد كانت مشاركاتهم نموذجًا يحتذى به في الجدية والالتزام العلمي.

     والشكر موصول  للحضور الكريم من أساتذة وطلاب وباحثين وباحثات ومهتمين، الذين أسهم تفاعلهم ومداخلاتهم في إثراء النقاشات العلمية وتعميق الحوار حول القضايا التي تناولها المؤتمر.


     لقد شهد المؤتمر، على مدى يومين متتاليين في الرابع والعشرين والخامس والعشرين من نوفمبر 2025م، انعقاد ثماني جلسات علمية تناولت موضوعاتً متعددةً تمحورت حول الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته، والتحول الرقمي في التعليم والبحث العلمي، والهوية الثقافية في البيئة الرقميّة، والتحولات الاجتماعية والقيمية التي فرضتها التقنيات الحديثة. وجاءت الجلسات ثريةً بالحوار، متكاملةً في طرحها، ومعبّرةً عن حاجة مجتمعاتنا العربية إلى المزيد من التكامل بين المعرفة الإنسانية والتقنية.


     ومن خلال ما طُرح في الجلسات والنقاشات، خلصت اللجنة العلمية إلى مجموعة من التوصيات التي تمثل رؤيةً مستقبليةً لتطوير البحث العلمي وتعزيز التكامل بين العلوم الاجتماعية والإنسانية والتقنيات الرقميّة في الوطن العربي. ومن أبرز هذه التوصيات:

1. إنشاء مراكز علمية متخصصة في دراسات العلوم الاجتماعية الرقمية تهتم بمتابعة التطورات البحثيّة والتقنيّة، وتعمل على تطوير أدوات وأساليب بحثيّة تربط بين العلوم الإنسانية والتكنولوجيا الحديثة.

2. تطوير برامج ومبادرات رقميّة لتوثيق التراث الثقافي باستخدام التقنيات الحديثة؛ كالذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، بما يسهم في حفظ الموروث الثقافي واللغوي وتعزيزه لدى الأجيال الجديدة.

3. توظيف الذكاء الاصطناعي في نقل الثقافة والمعرفة إلى الأجيال القادمة عبر تصميم منصات تعليمية وتفاعلية تحاكي التراث والقيم الاجتماعية، وتُسهم في بناء وعي ثقافي متوازن لدى النشء.

4. وضع ضوابط ومعايير أخلاقية لاستخدام التقنيات الحديثة والذكاء الصناعي في البحث العلمي، تضمن احترام الملكية الفكرية، وصحة البيانات ومصادرها، وتحافظ على النزاهة والشفافية في جميع مراحل إعداد وتحليل ونشر النتائج..

5. دمج المهارات الرقمية في المناهج الأكاديمية في الجامعات والدراسات العليا؛ لضمان تمكين الطلاب والباحثين من استخدام الأدوات التقنية الحديثة بفاعلية في أعمالهم العلمية.

6. تشجيع الدراسات الاجتماعية حول الشمول المالي والتحول الرقمي في الخدمات الاقتصادية؛ لفهم أثرها في تحسين جودة الحياة وتعزيز العدالة الاجتماعية والاقتصادية.

7. إجراء دراسات علمية حول تأثير البيئة الرقمية على الأطفال والمراهقين لفهم انعكاساتها على سلوكهم وصحتهم النفسية والعقلية، وتقديم حلول علمية عملية للتعامل مع التحديات المرتبطة بالاستخدام المفرط للتقنية.

8. تطوير قدرات الباحثين على تحليل البيانات الرقمية من خلال الدورات التدريبية وورش العمل المتخصصة في التعامل مع قواعد البيانات الضخمة والأدوات التحليلية الحديثة.

9. تعزيز التعاون العلمي بين الجامعات والمؤسسات البحثية على المستويين المحلي والدولي، لتبادل الخبرات والممارسات الناجحة في مجالات الدراسات الرقمية والاجتماعية.

10. الاهتمام بتطوير التعليم الرقمي عبر بناء بيئات تعلم تفاعلية تستخدم التقنيات الحديثة بطرق إيجابية تعزز التفكير النقدي والإبداع لدى المتعلمين.

11. توظيف تقنيات الذكاء الصناعي في البحوث العلميّة لتحسين جودة النتائج ودقة التحليل، مع وضع ضوابط أخلاقية واضحة تضمن النزاهة العلمية وتحمي حقوق المؤلفين من الاستخدام غير المشروع لمخرجات الذكاء الصناعي.

     وفي الختام، وباسم جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلةً في  كلية  العلوم  الاجتماعية نعلن اختتام أعمال هذا المؤتمر العلمي، سائلين الله تعالى أن يوفق الجميع لما فيه خير العلم والوطن، وأن يجعل ما تحقق في هذا اللقاء العلمي خطوة فاعلة نحو مستقبل أكثر وعيًا وتكاملًا بين الإنسان والتقنية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته"​


الثلاثاء 04/06/1447 هـ 25/11/2025 م
التقييم: