نوقشت في مجلس المعهد يوم الخميس الموافق 7/4/1438 هـ رسالة الدكتوراه التي تقدم بها الطالب/ عبد الله بن محمد هزازي، بعنوان: (دراســـــة مقـــارنة في المعــــاجم العربيــــة المعاصــــــرة- معجم المنجد والمعجم العربي الحديث ومعجم اللغة العربية المعاصرة أنموذجًا)، وقد تكونت لجنة المناقشة من: الأستاذ الدكتور/ سعيد حسن بحيري، الأستاذ في قسم علم اللغة التطبيقي مقررًا، والأستاذ الدكتور/ عبد العزيز بن حميد الحيمد، الأستاذ في كلية اللغة العربية مناقشا داخليًّا، والأستاذ الدكتور/ يوسف محمود فجال الأستاذ في جامعة الملك سعود مناقشًا خارجيا.
وقد اقتصرت الدراسة على معاجمَ ثلاثةٍ هي: المنجد للويس المعلوف، والمعجم العربي الحديث لخليل الجُر، ومعجم اللغة العربية المعاصرة لأحمد مختار عمر وفريقه، لأنها ــــــــ المعاجم الثلاثة- تُعَدُّ مؤشرًا على التطور الذي طرأ على المعاجم العربية الحديثة تبويبًا وترتيبًا وصناعةً، تأثرًابالمعجمية الغربية الحديثة، ولأنها تجمع ألفاظًا وكلماتٍ جديدةَ الاستخدام، وتضم مصطلحاتٍ وجملًا حديثةً، لذا كان لا بد من الوقوف عليها، وتبيان الاختلافات الطارئة عليها، والفروق الأساسية والثانوية فيما بينها، وما حواه كل منها بين دفتيه.
واتخذت الدراسة من المعاجم الثلاثة موادَّ هذه الدراسة، بالاستقراء والوقوف على نماذج عدة هي قوام هذا البحث في المعجمات العربية الحديثة.
وجاءت هذه الدراسة لتتناول موضوع المعاجم العربية الحديثة متخذة المعاجم الثلاثة المختارة أنموذجًا يمثل حالة المعاجم العربية الحديثة، واحتوت الدراسة على مقدمة وأربعة فصول، جاء الفصل الأول منها دراسة تمهيدية مفصلة، ثم تلاه فصلان كل فصل يحوي عدة مباحث، خصص أول الفصلين للدراسة النظرية المعجمية والآخر للدراسة التطبيقية في المعاجم الثلاثة المختارة، ثم ذيلت ذينك الفصلين بفصل رابع أخير يحوي الخاتمة بما فيها من نتائج وتوصيات وفهارس، وتفصيلها على النحو الآتي:
خصص الفصل الأول للدراسة التمهيدية، وشمل عدة نقاط:النقطة الأولى كانت للحديث عن موضوع الدراسة وأهميتها، ثم تلتها النقطة الثانية التي ركزت الحديث على أسباب اختيار الموضوع، أما النقطة الثالثة فكانت لإظهار أهداف الدراسة الذاتية منها والعامة، واشتملت النقطة الرابعة على الحديث عن أسئلة الدراسة، ثم ختمتُ تلك النقاط كلها بذكر الدراسات السابقة التي لها علاقة ما بموضوع دراستي، مبينًا بالمقارنة أوجهَ التشابه ومواضعَ الاختلاف بينها وبين دراستي هذه.
ويُعَدُّ الفصل الثاني بداية الدراسة النظرية، وفيه مباحث ثلاثةٌ، كان المبحث الأول تمهيدًا عن المعاجم العربية، وفيه تم الحديث عن معنى كلمة "معجم"، ومواقعها والدلالاتِ التي تحملها وشواهد ذلك، وتلا هذا الحديث السبق المعجمي العربي واختلاف العلماء في هذا السبق، مع الأدلة على صدق هذا السبق من علماء عرب قدماء ومحدثين، مع بيان الرأي الخاص في ذلك، وأسباب تأخر الدرس المعجمي العربي والداعي إليه، ثم جاء الحديث عن التأليف المعجمي في العلوم الثلاثة: القرآنية والحديثية ثم اللغوية أخيرًا، مع ذكر المؤلفات في كلٍّ، أعقب ذلك الحديث عن مراحل الجمع اللغوي والمعجمي، ثم أبنت أقسام المعاجم العربية وتعريف كل قسم وأمثلته والشواهد عليه، وجلَّى البحث مناهج العرب في معاجمهم المؤلفة، وطرقهم في تفسير الألفاظ وشرحها، وشروط التعريف الجيد الكامل، ثم عرجتُ على ما قيل في المعاجم العربية القديمة، وما رميت به من مثالب، وما قيل فيها من مآخذ.
أعقب هذا الحديثُ عن المبادئ المتبعة في المعاجم الثلاثة المختارة من حيث تناول المادة المعجمية جمعًا وترتيبًا وشرحًا، مسبوقًا بتمهيد يعرف بكل مؤلِّف وبمعجمه والهدف من تأليف المعجم، وتم تبيان منزلة كل معجم منها، ورؤية الناس له، ومدى الاستفادة منه، ثم ذكر مميزات كل معجم منها.
ضم المبحث ذِكْر أنواع الجمع، وطريقة الترتيب بنوعيه الخارجي والداخلي للمواد، ثم أساليب الشرح التي اتبعتها المعجمات الثلاثة، وختمت ذلك ببيان جانب المحافظة والحداثة والتجديد في جانب المادة اللغوية والتحرير والترتيب والإخراج، مع المقارنة في كلٍّ بالمعاجم العربية القديمة.
وخصص المبحث الأخير للحديث عن أسس الصناعة المعجمية الحديثة (الخمسة) كما هي عند العلماء المحدثين، وشروط بناء المعاجم الحديثة التي تسير على تلك الأسس وتراعيها.
وأما الفصل الثالث فصلبُ الدراسة وأُسُّها، إذ هو الدراسة التحليلية التقويمية التي تتحدث عن المقارنة المعجمية المفصلة بين المعاجم الثلاثة بعضها ببعض، وبينها وبين المعاجم القديمة التي يمثلها المعجمان اللسان والتاج، وجاء هذا الفصل في أربعة مباحث، كان الأول منها مخصصًا للحديث عن مقدمات المعاجم الثلاثة وملاحقها، وعن مداخلها ومصادر كل منها؛ بناءً على ما صرح به مؤلفه، أو استنتاجًا مما هو ظاهر في المعجم من تشابه مع معاجم أخرى. وأما المبحث الثاني فكان إظهارًا لخصائص كل معجم، من حيث مادته المعجمية، ومداخله وترتيبها، ولغته الشارحة، ونظرة كل معجم للمفاهيم الدينية ومصطلحاتها، بناءً على تعامله معها، وطريقة شرحه لها، وختمت المبحث هذا بإيضاح خصائص المعاجم الفنية والطباعية، وتوجه المبحث الثالث لتبيان عيوب كل معجم، وسرد المآخذ الموجهة لكلٍّ منها، سواءً كانت مآخذ لغوية أو غير لغوية، واختتم الفصل بالمبحث الرابع الذي أوضح مدى إفادة المعاجم الثلاثة المختارة من إنجازات فن صناعة المعجم، واتباع الشروط المعجمية المعتبرة لدى لغويي العصر ومعجمييه.
ختمت الرسالة بالفصل الرابع، الذي أظهر أهمَّ ما توصلت إليه الدراسة من نتائجَ وتوصياتٍ، وضم قائمة بمصادر الدراسة ومراجعها، وتبع ذلك فهارسُ موضحةٌ ما حوته الدراسةُ من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة وشواهد شعرية وأمثال، وما جاء فيها من أعلام، وجداول إحصائية مبينة، وتلا ذلك الفهارس الفنية المتعلقة بموضوعات الدراسة وأرقام صفحاتها.
وبعد مناقشة استمرت قرابة الثلاث ساعات خلت اللجنة لمداولة الحكم على الرسالة، وقررت قبولها ومنح الطالب درجة الدكتوراه في علم اللغة التطبيقي بتقدير ممتاز.