نوقشت في مدينة الملك عبدالله للطالبات رسالة الدكتوراه التي تقدمت بها الطالبة/ منى بنت عبده الشاقي، بعنوان الفضاءات الدّلالية والبنى التّصوّرية لألفاظ الحسّ في اللُّغة العربية. وذلك للحصول على درجة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية.
وهدفت الدراسة إلى وصف وتحليل البنية الدّلالية لألفاظ الحسّ في ضوء (النظرية التّصوّرية)، ضمن إطار دلالي أكثر اتساعًا يُسمّى بــ "دلالة الفضاء"؛ للكشف عن دلالات جديدة لألفاظ الحسّ في اللُّغة العربية، منبثقة من البعد التّصوّري/الإدراكي، وموازية للدلالات العامة المقابلة لها في اللُّغات الأخرى.
ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة المنهج الكيفي من خلال دراسة (دلالية إدراكية) تم تطبقها على مدونة لغوية عامة (المدونة العربية) التابعة لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
وقد توصلت الدراسة إلى نتائج أبرزها:
1. تقدّم البنية التّصوّرية والفضاءات الدّلالية تفسيرًا متعادلا لكفاءتنا الدّلالية في الخطاب اللّغويّ، كما تمكننا من فهم الألفاظ والجمل وتفسيرها، من خلال إعادة بناء المعرفة المختزنة في ذاكرة الزمن الطويل.
2. إن أفعال الحسّ في العربية عبارة عن ذوات قابلة للتحليل والتفكيك الدّلالي، وتتألف من عدد من العناصر الأولية (المركزية) والسمات (العامة) التي تتضمن متغيرات ذهنية تصوّرية، كالسكون والحركة المقطعة للفضاء.
3. إن الدّلالة التّصوّرية لألفاظ الحسّ في العربية أكثر عمقًا وثراءً من المعاني المعجمية التي تفرزها المعاجم اللّغويّة.
4. الدّلالة المعرفية/الإدراكية نافذة لتأصيل العديد من القضايا الدّلالية في تراثنا العربي القديم مع كل من الجاحظ والغزالي والرازي.
وفي ضوء هذه النتائج قدمت الباحثة توصيات أهمها:
1. إعادة النظر في مسائل الاستعارة في البلاغة العربية القديمة، من خلال إجراء دراسات حديثة، تتناول المقاربات الدّلالية للنظريات الحديثة في دراسة المشترك اللَّفظي في الدّلالة والبلاغة والمعجم.
2. تقديم دراسات أخرى في مجال علم اللُّغة الإدراكي/المعرفي تتناول المقاربات المعرفية بين علم الدّلالة والعلوم الأخرى كعلم الأعصاب والذكاء الصناعي... مما من شأنه أن يُغني مداركنا البحثية بخصوص أسباب حدوث المعنى في اللُّغة.
وبعد مناقشة علنية استمرت قرابة الثلاث ساعات خلت اللجنة وتداولت الحكم على الرسالة وأوصت بقبول الرسالة ومنح الطالبة درجة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية بتقدير ممتاز.
ملخص الرسالة: