نوقشت في يوم الأربعاء الموافق 14/ 6/ 1442هـ (عن بعد) رسالة الدكتوراه التي تقدمت بها الطالب: إبراهيم بن عبدالله الربيش، وذلك للحصول على درجة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية، بعنوان:( فعالية النصوص الأصيلة والنصوص المصنوعة في تعلم مهارات فهم المقروء لدى متعلمي اللغة العربية لغةً ثانية).
تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن المنهج المتبع في اختيار محتوى النصوص التعليمية القرائية في سلسلة تعليم اللغة العربية التي تدرس في معهد تعليم اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، و المقارنة بين النصوص التعليمية في صورتها الأصيلة( قبل التبسيط)، وصورتها المصنوعة (بعد التبسيط) في السلسلة؛ وذلك من أجل معرفة أهم السمات اللغوية التي تأثرت بعملية التبسيط، والاستراتيجيات المتبعة في ذلك، كما تهدف إلى التعرف على مدى حاجة الطلاب الناطقين بغير العربية للمواد التعليمية الأصيلة و المصنوعة( المبسّطة) في مقررات فهم المقروء، وتحديد المستوى المناسب لتقديم تلك المواد، إضافة إلى تحديد نوعية النصوص المناسبة لكل مستوى من مستويات تعليم اللغة العربية، والتي يمكن أن تساهم في تطوير المقررات التعليمية لمتعلمي اللغة العربية لغة ثانية، مع تقديم التصورات والمقترحات للمهتمين والمشتغلين بإعداد مقررات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها حول طبيعة المواد التعليمية بناء على نتائج الدراسة
لذا فإن هذه الدراسة بشقيها النظري والتطبيقي ستحاول الإجابة على الأسئلة التالية:
السؤال الأول: ما طبيعة النصوص القرائية، وما الإجراءات المتبعة في اختيارها في سلسلة تعليم اللغة العربية ؟
السؤال الثاني: ما السمات اللغوية للنصوص القرائية المبسطة في سلسلة تعليم اللغة العربية مقارنة بصورتها الأصيلة ؟
السؤال الثالث: ما أثر النصوص القرائية الأصيلة في تعليم مهارات فهم المقروء لدى متعلمي اللغة العربية لغة ثانية ؟
السؤال الرابع: ما أثر النصوص القرائية المبسطة في تعليم مهارات فهم المقروء لدى متعلمي اللغة العربية لغة ثانية ؟
السؤال الخامس: ما المستوى المناسب لتقديم النصوص التعليمية الأصيلة لمتعلمي اللغة العربية لغة ثانية ؟
وقد طُبقت الدراسة على النصوص القرائية المبسّطة من نصوص أصيلة في مقرر القراءة من سلسلة تعليم اللغة العربية بمعهد تعليم اللغة العربية بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية، من خلال استعمال أداة الدراسة(الاختبارات) التي طبقت على ستين طالبا من متعلمي اللغة العربية في المستوى (الثاني والثالث والرابع) بوصفهم عينة للدراسة باستخدام المنهج شبه التجريبي، الذي يعتمد على مجموعتين (مجموع تجريبية)، و(مجوعة ضابطة) حيث أجرى الباحث ثلاثة اختبارات على ثلاثة نصوص مختلفة في نسبة تبسيطها داخل كل مستوى دراسي لتكون جميع الاختبارات التي تم تطبيقها في هذه الدراسة (تسعة اختبارات)
وفي ضوء ما توصلت إليه الدراسة في جانبيها النظري والتطبيقي، وبعد الإجابة عن أسئلتها فقد أسفرت عن عدد من النتائج أهمها ما يلي:
1_ اعتمدت النصوص عند تبسيطها على أساليب التبسيط التالية:
(الزيادة، الحذف الاستبدال)
2 _ جاءت عملية تبسيط النصوص القرائية في السلسلة لتخدم الجوانب اللغوية والجوانب الثقافية، ففي الجوانب اللغوية نجد التبسيط شمل : المستوى المعجمي، والمستوى الصرفي، والمستوى النحوي أو التركيبي. أما على الجانب الثقافي فقد كان للتبسيط دور في إبراز الجوانب الثقافية التي تتفق مع الأهداف الثقافية العامة للسلسة،
3_ في الجانب التطبيقي من الدراسة أثبتت الدراسة أنّ مستوى تحصيل الطلاب للنصوص الأصيلة ثابتٌ في جميع المستويات التعليمية الثلاثة، وبمختلف النصوص الثلاثة، مما يدل على أن فهم متعلمي اللغة العربية للنصوص القرائية الأصيلة ثابتٌ لا يتغير بتغير النصوص.
4_ أثبتت الدراسة أن مستوى تحصيل الطلاب للنصوص التعليمية المبسّطة في جميع المستويات الثلاثة وبمختلف مستويات التبسيط الثلاثة كان مقدراً، مما يدل وبصورة واضحة أن للنصوص القرائية المبسطة أثراً ملموساً في تعلم مهارات فهم المقروء لدى متعلمي اللغة العربية لغة ثانية.
5_ أثبتت الدراسة أن أفضل تحصيل للدرجات في اختبارات النصوص المبسطة والنصوص الأصيلة هو عند المستوى المتقدم، يليه المستوى المتوسط، وأخيرا المستوى المبتدئ، وهذا يعني أنّ المستوى المبتدئ هو المستوى الأكثر حاجة للنصوص المبسطة، بخلاف المستوى المتقدم
6_ أثبتت الدراسة أن الوسط الحسابي لدرجات الاختبارات المبسطة أكبر من الوسط الحسابي لدرجات الاختبارات الأصيلة، إلا أن الدراسة أثبتت تفوقًا ظاهرًا لطلاب العينة التجريبية في قدرتهم على فهم النصوص بصورتها الأصيلة إلى درجة تقترب من مستوى فهم العينة الضابطة، وهذا يعطي دلالة كبيرة على إمكانية الاستفادة من النصوص الأصيلة في تعلم مهارات فهم المقروء، وأن التبسيط لم يقدم تفوقا كبيرا في مستوى الفهم.
وقد أوصت الدراسة المهتمين بإعداد برامج تعليم اللغة على ضرورة إعادة النظر في تحديث النصوص التعليمية بشكل عام ونصوص القراءة بشكل خاص لتكون أقرب إلى النصوص الحيّة الأصيلة التي تساهم في قدرة الطالب على تحقيق الكفاية الاتصالية بشكل أكبر، كما أوصت تطوير المحتوى الثقافي للنصوص القرائية في سلسلة تعليم اللغة العربية وفي غيرها؛ لتكون متواكبة مع ثقافة المجتمع وحاجاته وما يستجد فيه من قضايا علمية وفكرية وثقافية؛ من أجل تقليل الفجوة بين ما يتعلمه الطالب في القاعة وما يسمعه أو يشاهده في الشارع.
وبعد مناقشة علنية استمرت قرابة الثلاث ساعات خلت اللجنة، وتداولت الحكم على الرسالة، وأوصت بقبولها ومنح الطالب درجة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية بتقدير ممتاز.
ملخص الرسالة: