اليوم الوطني... ذكرى الكفاح والبناء

 اليوم الوطني...ذكرى الكفاح والبناء

​تحتفل المملكة العربية السعودية بذكرى تأسيسها الثامن والثمانين على يد المغفور له – بإذن الله – جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الذي وحد شتات هذه البلاد، وجمع كلمتها، ووحد صفوفها، وجمعها على كلمة الحق، وعلى العقيدة الإسلامية الصحيحة، حتى أصبحت بلادنا – ولله الحمد – مضرب المثل في صفاء العقيدة، ونقاء المنهج، وحسن السيرة منذ تأسيسها وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله.
إن تلك الذكرى قصة تروى للأجيال، وتاريخا يحكى للأمم، ومثلا يُستشهد به في الأحداث، تحكي ملحمة البطل، وحكمة القائد، ووفاء الشعب، ذكرى تستلهم منها الأجيال الثقة بالله، وحب الوطن، ومسيرة الطموح، وصدق العزم، وعراقة المجد الذي كتب حروفه المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- حين غير مجرى التاريخ، ورسخ أركان الدولة، وقادها نحو التطور والنمو. إن ذكرى الاحتفاء بيومنا الوطني حينما تعتادنا كل عام تجسد في نفوسنا:
الاعتزاز والفخر بجهود تأسيس هذه البلاد وتوحيدها على أساس القرآن الكريم والسنة النبوية على يد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – وقادة هذا الوطن المبارك، ورجالاته المخلصين.
تقدير جهود قادة هذه البلاد - حفظهم الله – والدعاء لهم والدفاع عنهم، وبذل الجهود لتحقيق تطلعاتهم، وذلك باستلهام الماضي، واستحضار الحاضر، وتقليب صفحات التاريخ لاستنباط الإرث المجيد، فقد كان الملك عبد العزيز – رحمه الله - على موعد مع كتابة تاريخ جديد لحقبة تاريخية مضيئة، وتسطير ملحمة التطور والتضحيات، لنُصرة الإسلام، ونشر الشريعة السمحة، والاعتصام بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام في الأفراح والأتراح، ثم العمل على نشر الأمن والأمان، ورفعة هذا الوطن والمواطنين.
تقدير جهود قادة هذه البلاد - حفظهم الله – في بناء الوطن ورفاهية المواطن، والاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للإنسان السعودي في المجالات كافة، فقيادة هذه البلاد الطاهرة وقفوا أنفسهم- حفظهم الله –  لخدمة الوطن والمواطن، وعملوا وخططوا وأشرفوا على كل ما من شأنه رفعة هذا الوطن، وبناء المواطن السعودي، وتحقيق نهضته، ومنحه الثقة ليعمل خدمة لدينه ووطنه.
تقدير الجهود الجبارة التي حدثت لبلادنا بعد تأسيسها، ومسيرة نهضتها الكبيرة التي نشهدها في كل المجالات، منذ تأسيسها حتى أصبحت المملكة في مصاف الدول المتقدمة، فالتطور والتميز، والنهضة الشاملة نهج هذه المسيرة المباركة منذ عهد المؤسس – رحمه الله – وصولا إلى عهد الحزم والعزم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظهما الله – وهو عصر استُكملت فيه مسيرة البناء، حين تميز بالرؤية المستقبلية الفريدة – رؤية المملكة 2030– التي بدأت ثمارها ونتائجها تظهر تباعا في كل مجالات الحياة.
تقدير جهود قادة هذه البلاد - حفظهم الله – في خدمة الإسلام والمسلمين، فالعناية بالحرمين الشريفين وقاصديهما، وخدمة الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم، وترسيخ منهج أهل السنة والجماعة، ودعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية وغيرها من الجهود التي تبرز العمق الإسلامي والعالمي للمملكة العربية والسعودية جديرة بتقدير المواطن ودعمها والتنويه بها في كل مجمع ومحفل.
 عدم الانسياق وراء إشاعات وسائل الإعلام، والإشاعات المغرضة، والدعوات الهدامة، والشعارات المزيفة التي تستهدف المملكة العربية السعودية، والتي تبثها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بقصد الإضرار بالوطن والمواطن. فالواجب على شباب هذه الوطن الغالي رفض مثل تلك الإشاعات، ورد تلك الوشايات التي تستهدف الإضرار بهم وبوطنهم، وتستهدف اتخاذهم أدوات لتحقيق مآربهم الدنيئة، وأهدافهم الخبيثة.
عدم خيانة الوطن أو الإساءة إليه بالتآمر أو التحقير، أو تصيد السلبيات، فمسؤولية الأمن تقع على كلِّ من يعيش على أرض الوطن، وعلى كل مواطن أن يدرك أن الوطن مستهدف, وأن أبناء الوطن مستقصدون، فالجميع محسودون على النعم التي نتفيأ ظلالها صباح مساء، وهذه النعم تتطلب منَّا اليقظة والإخلاص لسلامة الوطن والمواطن، فحري بالمواطن الصالح أن لا يمتهن كرامة وطنه أمام الأعداء, ويلزمه التصدي للشائعات المغرضة والقلاقل والفتن الساعية إلى التشكيك في مكانة المملكة وإمكانياتها ومواقفها.
تقدير جهود رجال الأمن، فالمواطن هو رجل الأمن الأول في وطنه، لأن الوطن يعيش في وجدان كل مواطن صالح مخلص، ولذا فإن المواطن المحب لوطنه الغيور عليه يقف صفًا واحدًا مع قيادته، وسدًّا منيعًا مع رجالاته في وجه كل ظالم وحاقد يسعى للنيل من هذا الوطن. كما أن تقدير جهود جنوده الأبطال، وما يقدمونه من جهود كبيرة تند عن الوصف، وتستعصي على التعداد في سبيل حفظ العقيدة الإسلامية، وأمن الوطن، سواء في داخل الوطن أو على حدوده مطلب أساس لكل مواطن، فهذه الجهود، وتلك الأعمال والتضحيات كلها حماية للدين وصيانة للوطن من أن يُمس بسوء.
استشعار المسؤولية الوطنية، فمن المهمات المنوطة بشاب الوطن استشعار المسؤولية الوطنية، فمن الأشياء التي نحمد الله عليها أنَّه أكرمنا بوطنٍ آمنٍ مطمئن، يأتيه رزقه رغدًا من كل مكان، وهيأ لنا فيه أسباب الرَّاحة والسعادة، إذ كَبَتَ أعداءنا، وأجاب دعاءنا، وامتن علينا بهذه الحكومة العادلة التي اتصفت بالمعروف، وأبعدتنا عن البدع والخرافات، وجمعتنا على السنة والهدى، وعملت وما زالت تعمل على راحتنا واطمئناننا، ما لا قِبل لنا بشكره ولو صرفنا في ذلك العمر كله.
ختامًا: إن كل عام تعتادنا هذه المناسبة المباركة نشعر بالفخر بدولتنا التي قامت على أساس القرآن والسنة، والاعتزاز بولاة أمرنا الذين وقفوا أنفسهم خدمة للعقيدة الإسلامية، وبناء وطن أَبيٍّ على ثوابت راسخة، والنهوض به إلى مصاف الدول العالمية، ومواجهة التحديات بثبات ويقين وحزم وعزم، وصناعة النموذج الأمثل لبلد التوحيد امتدادًا لعمقه العربي والإسلامي، ومكانته الإسلامية والعالمية.
فتأتي هذه المناسبة لتذكير جيل الحاضر بكفاح جيل الماضي، وتذكيرهم بجهود البناء والتضحية، والوفاء والإخلاص، لنماذج مشرفة من سير قادة الوطن، الذين عملوا بإخلاص وتفان لأجل رفعة الوطن ورفاهية المواطن. كما يُبرز الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة للإنسان السعودي في المجالات كافة.  
 أسأل الله – عز وجل - أن يوفق قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين، وأن يحفظ وطننا، ويديم على بلادنا نعم الأمن والأمان، إنه سميع مجيب.
د.بدر بن علي العبد القادر
عميد معهد تعليم اللغة العربية


هـ م
التقييم: