متأتئ فخور "التلعثم بالكلام ليست عائقاً لتحقيق الإنجازات"


استضاف نادي العلوم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يوم الاربعاء 8/6/1440هـ الموافق 13/2/2019م محاربة التأتأة د. شيهانة المتروك.

مديرة مركز الأنفلونزا والأمراض التنفسية في المختبر الصحي الوطني بوزارة الصحة. مؤسس مشارك لمشروع «ستار فيش» العربي، الذي يهدف إلى تدريب «المتأتيين» بالتحكم بالتأتأة.

لبَت الدعوة مشكورة للحديث حول رحلتها في مواجهة التلعثم بالكلام والتحكم به.

بدأت جلستها الحوارية بـ" التأتأة اختارتني لم أختارها .. أنا متأتي فخور "

ثم استهلت قائلة "بدأت معاناتي مع التأتأة منذ الصغر , كافحت للتغلب عليها ,لكن لم استطع وذلك بسبب ما لاقيته من سخرية و تنمر في المرحلة الدراسية الأولى نتيجة التلعثم بالكلام, لكن ولله الحمد فأنا لديّ بيئة احتوت المشكلة منذ البداية، فذهبت إلى أخصائي تخاطب، لكني لم أتغلب على التأتأة، فتعود لي مع كل مرحلة جديدة في حياتي، وذلك لأن المخاوف تزداد لدي، حتى عند انتقالي من فصل إلى فصل بالمدرسة"

وتستطرد: «عانيت كثيراً في المرحلة الجامعية، إذ أصبح لدي تحدٍ جديد، لأن هذه المرحلة تتطلب منا المناقشة والعروض التقديمية، فكانت تزيد منها، والمتأتئ عادة يتجنب مواجهة الجمهور، وزادت لدي عندما سافرت لأكمل دراسة الماجستير، فالبيئة تغيرت واللغة كذلك، فزادت لدي التأتأة، وكنت أذهب إلى أخصائي تخاطب هناك، لكن لم أجد منه الفائدة المرجوة، وعندما بدأت في إكمال دراسة الدكتوراه زادت أيضاً"

أضافت «عانيت كثيراً في المقابلات الوظيفية، فالكل كان ينظر للمتأتئ أنه إنسان عديم الثقة، لم ينظروا إلى معدلي العالي، وأرى أن هذا جهل منهم».

 حكت عن موقف عندما طلب منها إجراء عرض تقديمي بمرحلة الدكتوراه واستسلامها للتلعثم والتأتأة، وما لاقته من مدير الجامعة من دفع معنوي وتوجيهها للمركز المختص للتحكم بالتأتأة.

استطرت: "بعد بحثي وسماعي عن تجارب المتأتئين مع «ستار فيش» تحمست وبدأت بالتسجيل، وما يميز «ستار فيش» عن المراكز الأخرى أنك تتدرب مع شخص متغلب على التأتأة، شخص أحس بمعاناتك ويعرف مدى صعوبة نطق بعض الأحرف وأنت كذلك تتحمس لأنك تشاهده وهو يتحدث معك ومتغلب على التأتأة، فهنا يكمن السر»، مضيفةً: «عند قراءة القرآن، فإنك تتغلب على التأتأة أو أنها تختفي كلياً، لأنك تتحكم في التنفس وتأخذ نفساً كبيراً عند المد، وكان هذا الهدف»

كما تحدثت عن مشروع ستار فيش قائلة "مشروع (ستار فيش) أسس في بريطانيا عام 1998 ونقل المشروع للعالم العربي عام 2016 ". «المشروع» إنسانياً بالدرجة الأولى، ورسومه في متناول الجميع، وأضافت: « كما أن مدة الدورة ثلاث أيام ولا ينتهي تدريبك بانتهاء الدورة الأولية، بل تبدأ عناية مشروع ستار فيش المستمرة بدعم مجاني يستمر مدى الحياة وهو الأساس للتعافي».

بينت للطالبات صفات الشخص المتأتئ,  السرعة في الحديث , احتباس في الكلام يعقبه انفجار للكلمة بشكل مضطرب، وقد يكون ذلك مصحوبا بحركات ارتعاش، أو أنه يقوم بتكرار الحرف أو الكلمة عدة مرات مع الإطالة ، كما أنه قد يجمع بين الاحتباس الذي يعقبه الانفجار في بداية الكلام، وتكرار الحروف والكلمات مع إطالتها خلال الحديث, لا يعطي اتصال بصري مباشر.

كما قدمت نصائح للتعامل مع الشخص أو الطفل المتأتئ , بينت انه لا داعي لإستخدام عبارات مثل: تنفس، تمهل، لا تتسرع، أعد ما قلت، لأنها كلها ليست لها جدوى، بل تزيد من توتر الطفل، و الأفضل الحديث معه ببطء وتخليل الحديث بوقفات، لأن ذلك يجعله يقلل من سرعة كلامه هو أيضا ويزيد من طلاقته بشكل غير مباشر، كما أنه لا يجب مقاطعته، ولا إكمال الحديث نيابة عنه. ببساطة، عند الحديث مع الطفل المتأتئ، يجب التركيز على «ما يقول» وليس على «كيف يقوله»، أي عدم إشعاره بأي شكل من الأشكال أن عدم طلاقته تشكل عقبة في التواصل معهم أو تنقص من حبهم له. و من المهم عدم وضعه محط سخرية وتحفيز ثقته بنفسه.

في الختام استمعت لاستفسارات الطالبات وتساؤلاتهن حول هذه المشكلة , كما قدمت شكرها لنادي العلوم و لوكيلة الكلية د. عبير بنت صالح النهدي على الدعوة الكريمة .

يشكر نادي العلوم د. عبير بنت صالح النهدي وكيلة كلية العلوم على دعمها و تشجيعها لإقامة مثل هذه المناشط .

صورة خبر.png

الأحد 12/06/1440 هـ 17/02/2019 م
التقييم:

شكرا على تقييمك
تاريخ أخر تحديث:
هل أعجبك محتوى الصفحة *
السبب
السبب
تاريخ أخر تحديث: