استبشر عامة المسلمين في مشارق الارض و مغاربها بصدور الأمر الملكي القاضي بإنشاء مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف في المدينة المنورة، وهذا الأمر ليس بمستغرب على حكّام هذه البلاد المباركة- بلاد الحرمين الشريفين- ومهبط الوحي حيث دأبت منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وحتى يومنا الحاضر على خدمة الدين والعناية بمصادر تشريعه كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تم إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف قبل أكثر من ثلاثين سنة للعناية بطباعته وتفسير معانيه بلغات عدة حتى وصل القرآن إلى عامة المسلمين، وقد صادف صدور هذا الأمر في وقت كثر فيه تداول ونشر أحاديث مكذوبة عن الرسول صلى الله عليه وسلم والقول عليه بغير حق، وسيكون هذا المجمع بمشيئة الله حصنًا حصينًا لأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام من التحريف والتدليس، ومرجعًا لجميع المسلمين عامة، وطلبة العلم خاصة، وسيكون المجمع بإذن الله صمام أمان لضمان وصول أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى جميع العالم نقية صحيحة خالية من التحريف والتدليس، ويأتي اهتمام خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله- بإنشاء مجمع الحديث؛ وذلك انطلاقًا من هوية المملكة الدينية، و رسالتها اتجاه المصدر الثاني للتشريع.
في الختام أسأل أن يوفّق الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لكل خير ،وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجه الكريم، وأن يعزهما بالإسلام، ويعز الإسلام بهما، ويجمع الله المسلمين قادة وشعوبًا على الحق والهدى والله الموفق. وصلى وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
عميد كلية العلوم
د. محمد بن محسن بابطين