ملتقى الطلاب في الأرجنتين .. اشعاع علمي ورعاية كريمة !

 

ينعقد هذه الأيام في العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس الملتقى الرابع لطلاب المنح في دول أمريكا الجنوبية المتخرجين من الجامعات السعودية، والذي يرعاه معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل؛ وذلك بموافقة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله-.

إن هذا الملتقى الفريد المقام الآن في تلك البقعة في أطراف الأرض ليدل على أن المملكة العربية السعودية تولي اهتماما كبيرا لشؤون طلابها المتخرجين، وأن الرسالة والأهداف المرجوة من دراستهم تتحقق وفق تطلعات ولاة الأمر، وأنهم فرسان العلم وبذور الرشاد ونتاج التحصيل العلمي. فبعد تخرج الطلاب من الجامعات السعودية، وكما هو الحال في معظم الجامعات في العالم، ها هم الجامعات السعودية تمثلهم شمس المعارف ورمز الدعوة "جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية" يتواصلون مع خريجيها ويدقون عليهم أبواب بيوتهم، ولو بعد عقود من الزمن وعلى مسافات بعيدة جدا، يمدون جسور العلم والتواصل والمودة، متتبعين أحوالهم، مستفيدين منهم ومثبتين لما قد علموهم إياه من دين الوسطية وسبل العيش القويم على منهاج سني عقدي سليم ينفع الناس ويمكث في الأرض؛ وهنا يتبين جليا وضوح الشمس في رابعة النهار أن توجيه خادم الحرمين الشريفين قرارا حاذقا بصيرا عارفا بالأمة وأحوالها؛ حيث أن هؤلاء الطلبة سفراء لبلدانهم في المملكة وسفراء جامعاتهم السعودية التي احتضنتهم وعلمتهم وأرشدتهم وكونتهم؛ فكان لزاما التواصل معهم ومعرفة أحوالهم وتذكيرهم خدمة دين الله عز وجل وأهل رسالته في أرضه.

إن هذا الملتقي يبين المكانة الرائدة للملكة، مكانة الأبوة والأمومة لطلبة العلم وديار الإسلام شرقا وغربا وشمالا وجنوبا "الله يعلم حيث يجعل رسالته". إنها جهود خالدة تالدة باقية ما بقي الليل والنهار تحيي وترشد ما ندرس من عقد التواصل وجسور المعارف بين الجامعات وطلابها وبين دول العالم مع بعضها البعض؛ تعطي النظرة الحق عن النية الحسنة والجهد الكبير الذي يقوم به معالى مدير جامعة الإمام في المحافظة على إضاءة شمعة المعرفة في أرض الله توصيلا لرسالة الدين القويم المنقذ للعباد وبلدانهم على وجه المعمورة، تنفيذا للتوجيهات السامية الكريمة الجليلة النافعة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء. وقد وجّه معالي مدير جامعة الإمام بإقامة الدورات العلمية وورش العمل بين الخريجين، مما كان لها الأثر البالغ على الخريجين وتفاعلهم مع الجامعة وتفاعلهم مع بعضهم.

ليس خافيا على أحد أن هذا الملتقى العلمي الذي يحضره سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في بيونس آيرس وسعادة سفير الأرجنتين في المملكة الأستاذ رياض الخنيني؛ إضافة لأعضاء هيئة تدريس وعدد كبير من خريجي الجامعات السعودية في الدول المجاورة تحديدا فنزويلا والبرازيل وغيرهما. وبعض الخريجين تخرج من عقدين حتى أنه حضر للملتقى من تخرج منذ 35 سنة من المملكة العربية السعودية؛ ليشد حبل المعرفة والعلم وبين الأصل والفرع وبين المعلم والتلميذ وبين الأم والولد ليكون ترجمة لما بذل ويبذل؛ وفي هذا الملتقى أيضا ستوقع اتفاقية في هذا الإطار وفي نفس الصدد الكريم مع جامعة "بيونس أيرس" الأرجنتينية لتكون الرسالة مستمرة ومتواصلة أكثر وأكثر .

وخلاصة القول أن هذا الملتقى الفريد فكرة ونهجا وتنظيما وآلية ورسالة لهو ملتقى يشرح دور وجهود المملكة العربية السعودية في خدمة الأمة الإسلامية في جميع أنحاء المعمورة وفي كل زمان؛ ولهو ملتقى يبين حرص معالى مدير الجامعة على أداء الأمانة وتحمل الرسالة.

جزى الله خادم الحرمين الشريفين خيرا وأحسن الله إليه، وأدام الله على مملكتنا وولاة أمرنا الاستقرار والأمن والأمان وأن يوفقهم الله إلى خدمة الإسلام وأهله.

التغطية الإعلامية