وفي وقائع الجلسة الخامسة والتي انطلقت الساعة الحادية عشر والربع صباحاً , والتي ترأسها الدكتور أحمد بن عبدالله البنيان ( عميد معهد الملك عبدالله للترجمة والتعريب ) تحدثت من خلالها أ. د ماريا حسين علي محمد بجامعة الأمير سطام وكان عنوان بحثها ( التجربة السودانية في تعريب التخصصات العلمية بالتعليم العالي في ظل تحديات الثورة المعلوماتية والتقنية الرقمية وأثرها على التحصيل العلمي لدى طلاب كلية الطب بجامعة الخرطوم) والتي تحدثت فيه عن أهمية اللغة العربية وهي لغة القران الكريم ولغة الحديث الشريف فضلاً عن كونها لغة القومية العربية والتي تتميز بميزتين أساسيتين اولاهما لغة القران الكريم الذي حفظهما وأعطى لأمتنا العربية مقوم وجودها الحضاري والإنساني , وثانيتهما تلك التجربة التاريخية الخصبة التي مرت بها هذه اللغة عندما استطاعت في فترة تاريخها الزاهر ان تستوعب حصيلة المعرفة الإنسانية , وتصبح بعد ذلك لغة العلم والحضارة ,بعد ذلك وضحت تجربة السودان في التعريب فالمعروف ان السودان شأنه شأن الكثير من الدول المستعمرة بسبب الأستعمار البريطاني الذي فرض لغته على التعليم العام والجامعي بحيث يدرس الطالب العلوم كلها في المرحلة الثانوية باللغة الإنجليزية حيث كانت امتحانات الثانوية مرتبطة بجامعتي " كمبردج وأكسفورد" وفي عام 1970م انتهى تعريب التعليم الثانوي غير ان الأمر كان متعسراً في التعليم الجامعي حيث لازالت بعض المواد في كليات الطب والهندسة تدرس باللغة الإنجليزية والتي تعلم بها أساتذة الجامعات الذين لازال البعض يناهض عملية التعريب ،وفي مطلع تسعينيات القرن الماضي , اصدر وزير التعليم العالي في السودان قراراً سياسياً بإنشاء ست وعشرين جامعة جديدة في السودان , واصدر قرار بالتدريس باللغة العربية, تلك القرارات عرفت فيما بعد ب ( ثورة التعليم العالي ) ثم تطرقت إلى الهدف من البحث وهو التعرف على واقع اللغة المستخدمة في التخصصات العلمية بالتعليم العالي بالجامعات السودانية , والوقوف على لغة الكتب المقررة في التخصصات العلمية والتعرف على اتجاهات اعضاء هيئة التدريس بالجامعات السودانية وأهم الصعوبات التي تواجههم في تعريب التخصصات , ثم بينت أهمية البحث والذي يقدم واقع التجربة السودانية في تعريب التخصصات العلمية بالتعليم العالي في ظل تحديات الثورة المعلوماتية والتقنية الرقمية وأثرها على التحصيل والبحث العلمي لدى طلاب كلية الطب بجامعة الخرطوم وفي الجزء الأخير من الورقة البحثية قدمت عدة توصيات ومقترحات كان من أهمها إجراء المزيد من الدراسات الميدانية في هذا المجال وتنمية مشاعر الاعتزاز باللغة العربية والانتماء إليها لدى القائمين بأمر التعليم والطلاب في كافة المراحل الدراسية خاصة الجامعية وضرورة تعريب محتوى المقررات لكافة التخصصات العلمية بالتعليم العالي , وتحفيز أعضاء هيئة التدريس بالجامعات على الترجمة والتأليف باللغة العربية وتعريب المصطلحات وإقامة الندوات وعقد المؤتمرات المتخصصة في التعريب في الجامعات العربية بصورة دورية وتوفير برامج تدريبية لأعضاء هيئة التدريس في مجال التعريب, و ايضاً تفعيل دور مؤسسات التعليم العالي في ترجمة التخصصات العلمية ومراكز الترجمة والتعريب عن طريق وضع الكفاءات المؤهلة لتدريب اعضاء هيئة التدريس ,وعمل مكتبة الكترونية يوجد بها أهم البرامج .
كما تحدث في ذات الجلسة أ. د صهيب عالم من الجامعة الملية الإسلامية بنيودلهي وكان عنوان بحثه ( تعليم الترجمة العربية في الجامعات الهندية في ضوء المناهج واستراتيجية الحكومة الهندية ).والذي تناول في بحثه تأريخ بدء حركة الترجمة في الهند واستراتيجيات تعليم الترجمة العربية إلى الأردية والهندية والإنجليزية وبالعكس في الكليات والجامعات الهندية واستخدام التكنولوجيا في تحسين المستوى العلمي في مجال الترجمة علماً ان وزارة التعليم العالي قد دشنت مشروعاً ضخماً باسم ( مهمة الترجمة الوطنية )هدفاً للوصول إلى المعرفة الشاملة في شتى المجالات , كما حاولت إبراز مناهج أعمال مهمة الترجمة الوطنية ونقل المصطلحات العلمية والتقنية إلى اللغة الهندية وبالعكس , وذاع صيت هذه المهمة في جميع ارجاء الهند بسبب انشطتها في مجال الترجمة ولجمع العلماء والباحثين والمترجمين على منبر واحد لكي يستفيد الباحثين من تجارب هذه المهمة .
كما شارك في إثراء محاور الجلسة الخامسة أ. علي عبدالله وباح من جامعة السلطان زين العابدين ترنجانوـ ماليزيا وقد كان البحث بعنوان(ترجمة المفردات الشائعة لمتعلمي اللغة العربية الناطقين بلغات أخرى) والذي يتلخص بحثه في تحديد قائمة بالمفردات العربية الشائعة التي يحتاجها متعلمو اللغة العربية من الناطقين بلغات اخرى, ومحاولة إعداد نموذج لمعجم المفردات الشائعة بلغة ( عربية إنجليزية هوسا)بأسلوب سهل , يناسب المتعلم المبتدئ الناطق بلغات أخرى ,ثم ذكر أهمية المعجم اللغوي عموماً والمعجم متعدد اللغات خصوصاً , لاسيما لدى المتعلم الجديد الذي يفتقر كثيراً إلى معرفة معاني المفردات الأساسية في بدية تعلمه , وان هناك قلة لوجود معاجم ثلاثية اللغة (العربية والإنجليزية والهوساوية)والتي تلبي متطلباتهم وان هناك مساعدة للمفردات لتعلم اللغة العربية .